«التجاري».. توسيع الاستثمارات

قال الدكتور عبدالعزيز عبدالله الغريري، النائب الأول للرئيس ورئيس دائرة المجموعة للأبحاث الاقتصادية، عضو مجلس الإدارة في ألترناتيف بنك في تركيا، إن البنك التجاري يبحث باستمرار عن كل الفرص المتاحة للاستثمار في إطار علاقاته ودوره الكبير في دعم الاقتصاد القطري من ناحية تنويع مدخول الدولة وتنويع المحفظة الاستثمارية للبنك التجاري في نفس الوقت، علاوة على تمتع البنك بعلاقات عالمية واسعة المجال، حيث يملك اتصالات متشعبة في آسيا، أوروبا، أميركا، حتى جنوب أميركا، وإفريقيا، علاوة على تميز «التجاري» في إدارته الخبيرة بشؤون التجارة فهي ناجحة ومطلعة دوما على تطورات الأوضاع الاقتصادية داخليا وخارجية، كما أن الإدارة متناغمة ومتفهمة ومطلعة على كل الأسواق سواء بالمنطقة أو العالم، وتسعى دوما لاقتناص الفرص الجيدة.

ونحاول دائما دعم توجهات الدولة، من ناحية تنويع الاقتصاد القطري، وجعله اقتصاداً قوياً من ناحية إيجاد استثمارات في دول مختلفة، مما يزيد من متانة قدرة هذا الاقتصادي الحيوي على التنوع والتطور.

كما أشار الغريري في حوار خاص لـ الوطن الاقتصادي إلى أن البنك مهتم جدا بالسوق التركي، خاصة وأن الاستثمارات الأجنبية في تركيا هائلة سواء من أوروبا أو دول الاتحاد السوفياتي السابق، ومن دول المنطقة العربية، فهي جاذبة للاستثمارات، من هنا جاء استحواذ البنك التجاري على البنك التركي «ألترناتيف بنك»، ولدينا النية لتطويره ودعمه من كافة النواحي، بما في ذلك توسع البنك داخل وخارج تركيا.

وإليكم تفاصيل الحوار،،،


* بداية.. كيف تقيمون واقع الاقتصاد القطري حاليا؟
- دعم الدولة الكبير للقطاع الخاص والنجاح الاقتصادي البارز وتنوع القطاعات المختلفة في دولة قطر المستمر هو احدى دعائم نجاح الاقتصاد القطري، والاستثمارات الضخمة والمشاريع الكبيرة في البنية التحتية وزيادة النمو في القطاعات غير النفطية هو دعم قوي وناجح للاقتصاد القطري في المستقبل، كما سيشهد الاقتصاد القطري تطورا كبيرا خلال الأعوام المقبلة، مما يعني أننا نعيش العصر الذهبي لدولة قطر الحديثة.

كما أن أبرز ما يميز الاقتصاد القطري هو النجاح الاقتصادي البارز ومتانته وقوته في تنوعه، علاوة على الفرص الكبيرة المتاحة أمام القطاع الخاص للاستثمار، فدعم الحكومة القوي، يلعب دورا كبيرا في تعزيز ثقة الأفراد في الاقتصاد وتنمية المجتمع القطري ويدعم التنمية الاقتصادية، الأسس القوية للاقتصاد القطري وعملية النمو الفريدة هي تجربة نجاح لا يوجد لها مثيل في دول العالم.

ودولة قطر تسعى إلى الاستثمار في البنية التحتية التي تحقق معدلات نمو كبيرة وهذه الاستثمارات المكثفة في السكك الحديدية وشبكة الطرق السريعة والمترو، والمطار الجديد ومحطات الطاقة والفنادق والموانئ والمنشآت الرياضية، كلها تهدف إلى تعزيز الاقتصاد القطري الغير نفطي، لذا فإن استراتيجية التنمية الاقتصادية الناجحة تضم خطة على المدى الطويل والقصير ومن بين هذه الخطط كان استحواذ البنك التجاري على البنك التركي «الترناتيف بنك»، حيث نعمل على دعم رؤية قطر الوطنية 2030 بكل ما نملك من قوة وموارد.

كما أنه من خلال النجاح البارز للنمو الاقتصاد القطري وقوته ومتانته والازدهار التاريخي الذي يشهده منذ عدة سنوات، ينطلق من ذلك نجاح استثمارات قطر إلى العالم الخارجي والأسواق المتنوعة.

* كان للبنك التجاري اهتمام خاص بالسوق التركي في الأعوام الأخيرة.. ما الذي شجعكم للدخول فيه؟
- بلغ حجم التجارة بين دولة قطر وتركيا في العام 2012 نحو 1.24 مليار دولار، ونتوقع أن يرتفع هذا التبادل التجاري بنسبة أعلى في المستقل.

وتتمتع العلاقات القطرية التركية بجذور تاريخية، فهي قديمة ومتميزة، وأرى أنها تعتبر فريدة من نوعها، ومن الشواهد الكبيرة المدللة على ذلك زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى جمهورية تركيا من فترة وجيزة، وتوطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.

وتركز دولة قطر على الاستثمارات في الدول الناشئة مثل تركيا، حيث إن الاستثمارات فيها متعددة النواحي، حيث توجد استثمارات في قطاع الضيافة بما فيه الفنادق والمنتجعات، قطاعات الإعلام والصناعة والزراعة والقطاع المصرفي، وهناك فرص واعدة في هذا السوق تلائم الاستثمارات القطرية الطموحة في تركيا.

وما يميز الاقتصاد التركي أنه من أقوى الاقتصادات الموجودة في العالم، حيث هناك تنوع القطاعات المختلفة هناك، فهي قوية وتتميز بالكثير من المزايا النسبية المنافسة.

كما نلاحظ أن الاستثمارات الأجنبية في تركيا هائلة سواء من أوروبا أو دول الاتحاد السوفياتي السابق، ومن دول المنطقة العربية، فهي جاذبة للاستثمارات، من هنا جاء استحواذ البنك التجاري على البنك التركي «ألترناتيف بنك».

* على ماذا تركزون في علاقاتكم مع الجانب التركي؟
- نركز في استثماراتنا على البعد طويل المدى، حيث إن سياسة دولة قطر مع تركيا تاريخية ومميزة وطويلة المدى، والبنك التجاري يحاول دائما دعم توجهات الدولة، من ناحية تنويع الاقتصاد القطري، وجعله اقتصادا قويا من ناحية إيجاد استثمارات في دول مختلفة، مما يزيد من متانة قدرة هذا الاقتصادي الحيوي على التنوع والتطور.

* كيف تنظرون إلى الشركات التركية العاملة في السوق القطري؟
- الشركات التركية من أكبر وانجح الشركات أيضا في السوق القطري، فهي نشطة جدا في قطاع الإنشاءات، خاصة الطرق، وهي من أكثر الشركات التي تزيد حجم عقودها في الدولة، لذا نعتبرها من أنجح الشركات الأجنبية في دولة قطر.

* ما أبرز القطاعات التي تسعى قطر للاستثمار فيها في تركيا؟
- قطر استثمرت في عدة قطاعات منها قطاع العقارات في تركيا، البنوك، الإعلام حيث اتجهت شبكة الجزيرة القطرية افتتحت فرعا هناك لإطلاق قناة مستقلة ناطقة باللغة التركية كما تخدم الدول المجاورة لها في منطقتها، ونتوقع زيادة الاستثمارات القطرية في المجال الإعلامي خلال الأعوام المقبلة، كما سيكون هناك توسعات أيضا في قطاع الزراعة والطاقة، حيث إن تركيا من أعلى الدول في المنطقة استخداماً للطاقة، وقطر تعتبر من اكبر المصدرين للطاقة، مما يولد علاقة إيجابية متناغمة ولها مستقبل كبير.

كما أن تركيا تعتبر الدولة الأولى في المنطقة في السياحة، وقطر تركز الآن على دعم الاستثمارات في القطاع السياحي، والذي من ضمنه قطاع الفندقة.

علاوة على أن هناك تعاونا وثيقا في القطاع الصناعي بين البلدين، على سبيل المثال نحن نشتري الآن سفنا من هناك، علاوة على استثمارات متنوعة في قطاع الصناعة التركي مثل أدوات التجميل والأزياء، حيث تتميز الشركات التركية بالجودة والإتقان في الصناعة، ما يجعل العلاقات متميزة ولها مستقبل واعد.

وسيكون اكثر نموا في العلاقات الأجنبية بين دول المنطقة من ناحية التجارة، كل الأسباب السابقة مجتمعة جعلت البنك التجاري يستحوذ على البنك التركي، ونبدأ عملية تطوير وتنمية العلاقات القطرية التركية.

* ما أبرز ما يميز البنك التجاري؟
- ما يميز البنك التجاري أن لديه إدارة خبيرة بشؤون التجارة وناجحة ومطلعة دوما على تطورات الأوضاع الاقتصادية داخليا وخارجية، كما أن الإدارة متناغمة ومتفهمة ومطلعة على كل الأسواق سواء بالمنطقة أو العالم، وتسعى لاقتناص الفرص الجيدة.

والبنك التجاري القطري شامل الخدمات، يقدم البنك التجاري مجموعة كاملة من الخدمات المصرفية للشركات والأفراد وخدمات الاستثمار، كما يمتلك الامتيازات الحصرية لداينرز كلوب في قطر وسلطنة عمان.

وحقق البنك الأرباح سنة تلو الأخرى منذ عام 1975 وواصل الاستثمار في تطوير التكنولوجيا ورأس المال البشري وخلق قاعدة رأس مال قوية، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على الاستمرار في النجاح والنماء.

وساهمت استراتيجية التنويع الناجحة للبنك التجاري في توسيع انتشاره في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال الشراكة الاستراتيجية مع البنكين الزميلين– البنك الوطني العماني في سلطنة عمان والبنك العربي المتحد في دولة الإمارات العربية المتحدة.

يعد البنك الوطني العماني ثاني أكبر بنك في سلطنة عمان بإجمالي أصول بلغت 2.9 مليار ريال عماني كما في 31 ديسمبر 2013 وله 64 فرعاً في سلطنة عمان وفرع واحد في مصر وفرع واحد في أبو ظبي.

أما البنك العربي المتحد ومقره الرئيسي في الشارقة، فقد بلغ مجموع أصوله 21.5 مليار درهم إماراتي كما في 31 ديسمبر 2013 ويقوم بتشغيل 25 فرعاً في الإمارات العربية المتحدة. ونظراً لنجاح استراتيجية التوسّع للبنك حتى الآن، أعلن البنك التجاري في يوليو 2013 عن استحواذه على حصة الأغلبية في ألترناتيف بنك («ايه بنك») في تركيا.

ويتمتع البنك التجاري بتصنيفات ائتمانية قوية هي A من فيتش وA1 من موديز وA- من ستاندرد أند بورز.

إن البنك مدرج في بورصة قطر وكان أول بنك قطري يدرج شهادات الإيداع الدولية وكذلك السندات في بورصة لندن. بالإضافة إلى ذلك، فإن سندات البنك التجاري بالفرنك السويسري التي تم إصدارها في ديسمبر 2010 والمدرجة في بورصة سيكس السويسرية هي أول سندات عامة يتم إصدارها من قبل بنك قطري في سويسرا.

* و ما خطط توسع البنك التركي الذي تم الاستحواذ عليه من جانبكم؟
- لدى البنك التجاري النية خاصة بعد الاستحواذ على البنك التركي من خلال تطوير البنك ودعمه من كل النواحي، بما في ذلك توسع البنك داخل وخارج تركيا، وفتح فروع أخرى له.

ويعتبر ألترناتيف بنك من أنجح البنوك في تركيا وأكبرها ربحية، وكنا بحمد الله محظوظين جدا جدا، في عملية الاستحواذ هذه.

وقد تأسس «ايه بنك» عام 1991 وتم إدراجه في بورصة إسطنبول عام 1995. وأصبح البنك التجاري مالكاً لأغلبية أسهم «ايه بنك» عام 2013 بعد أن استحوذ على حصة استراتيجية بنسبة 74.24 %، منها 70.84 % من مجموعة الأناضول و3.40 % من خلال مناقصة عامة. وما زالت مجموعة الأناضول مساهماً رئيسياً بامتلاكها 25 % من أسهم «ايه بنك».

ويعد «ايه بنك» بنكا متوسط الحجم يقدم الخدمات المصرفية للشركات المتوسطة من خلال شبكته التي تتألف من 73 فرعاً منتشراً في 27 مدينة (كما في 31 ديسمبر 2013)، ويقدم «ايه بنك» الخدمات المصرفية التجارية والخدمات المصرفية للشركات مع التركيز بشكل خاص على القطاع المتنامي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة. وتشمل مجموعة المنتجات الرئيسية للبنك أدوات التمويل التجاري وتمويل رأس المال العامل وإدارة النقد وإدارة المحافظ. وقام البنك مؤخراً باتخاذ قرار استراتيجي بالتركيز على الخدمات المصرفية للأفراد مستهدفاً «العملاء من ذوي الدخل العالي» عبر تقديم منتجات مصممة لتناسب احتياجاتهم.

كما في 31 ديسمبر 2013، بلغ مجموع أصول «ايه بنك» 10.9 مليار ليرة تركية وإجمالي القروض 6.7 مليار ليرة تركية وودائع العملاء 4.7 مليار ليرة تركية وحقوق المساهمين 574 مليون ليرة تركية.

* هل قمتم بدراسة السوق التركي ومقوماته قبل الشروع في الاستثمار فيه؟
- بالطبع.. قمنا بدراسة شاملة للسوق التركي وكانت وافية وذلك منذ نحو 3 سنوات، ولم يكن هناك تسرع في عملية الدخول التركي حماية لاستثمارات البنك والعملاء والمساهمين، وكنا حذرين جدا في ذلك وانتظرنا الفرصة الملائمة للاستحواذ على هذا البنك لأنه بنك مميز، وكان هناك منافسة شرسة من جانب بنوك أخرى حاولت الاستحواذ على نفس البنك، لكننا كنا الفائز الأكبر وتفوقنا عليهم.

وهناك تبادل تجاري بيننا وبينهم وتبادل عملاء، وتطور باستمرار، الآن نتعامل مع الشركات التركية في حركة ممتازة ونمو كبير، في التعامل بين قطر وتركيا.

وفي الأسبوع الماضي نشر لي مقال في واحدة من أكبر الصحف التركية، تناولت فيه العلاقات الممتازة بين دولة قطر وتركيا، حيث إن هناك اهتماما بالغا من جانب تركيا والقطاع الاقتصادي هناك بالاستثمارات القطرية، علاوة على المجهود الذي يبذله البنك التجاري في توطيد وبناء علاقات قوية بناءة، ودعم الحكومة القطرية في جهودها الهادفة لذلك الأمر، حيث إن هناك علاقات دولية ثنائية ومعاهدات واتفاقات ثنائية لتنظيم التبادل التجاري وتسهيل الاستثمار وتطوير ودعم العلاقة.

* هل يخطط البنك التجاري للدخول في أسواق أخرى؟
- نحن نبحث باستمرار عن كل الفرص المتاحة للاستثمار في إطار علاقاتنا ومجهودنا الكبير في دعم الاقتصاد القطري من ناحية تنويع مدخول الدولة وتنويع المحفظة الاستثمارية للبنك التجاري في نفس الوقت، علاوة على علاقاتنا العالمية واسعة المجال، ولدينا اتصالات متشعبة في آسيا، أوروبا، أميركا، حتى جنوب أميركا، وإفريقيا.