نبض أرقام
02:24 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

بشر بقدرات إلكترونية.. زراعة هذه الشريحة في الرأس تمنح الإنسان ذاكرة أقوى

2019/07/10 أرقام

في زمن يمضي فيه التطوير والابتكار بوتيرة فائقة، يبدو أن التقدم التقني سيمنح الإنسان قدرات أكبر وغير متصورة، تمامًا كما كانت قدرته على بلوغ القمر أو التحدث إلى أقرانه في بلدان أخرى بشكل فوري -عبر الهاتف- إنجازات غير ممكنة في السابق، بحسب تقرير لـ"بزنس ويك".

 

 

لكن بخلاف الإنجازات التقنية السابقة التي وفرت للإنسان أدوات لإتمام مهامه وتسهيل الحياة عليه، فهناك ابتكارات تعمل على تعزيز قدرات البشر الشخصية، عبر تزويد جسده -كما لو أنه آلة- مباشرة بالأداة المعززة، بالضبط كما هي فكرة شريحة البيانات المزروعة أسفل الإبهام.

 

في الواقع، رغم أن زراعة شريحة إلكترونية أسفل الجلد للاحتفاظ ببيانات الشخص وتسهيل معاملاته، تبدو ثورة تقنية طبية، فإنها لا تضيف الكثير إلى قدرات الإنسان الشخصية -وربما هي مجرد أداة جديدة تيسر عليه مهامه اليومية-، لكن إنجازًا مشابهًا بصدد إشعال ثورة حقيقية في هذا الجانب.

 

تعزيز الذاكرة أصبح حقيقة

 

- في مقطع فيديو (غير ملون) تم عرضه في عيادة "مايو" في مينيسوتا (وهي مجموعة طبية بحثية غير ربحية) يجلس مريض لُفَّت رأسه بضمادة في المستشفى، محاولًا استذكار 12 كلمة لاختبار ذاكرته، لكنه لم يستطع سوى ذكر "حوت"، "هوة"، "حديقة الحيوان"، قبل أن يستسلم يآسًا.

 

- في مقطع فيديو آخر، يظهر نفس الشخص يسرد جميع الكلمات الاثنتي عشرة المطلوبة دون أي تردد، ليرد عليه أحد الباحثين معلقًا "لا تمزح، أنت ذكرتهم جميعًا بشكل صحيح!"، لكن في الحقيقة، حصل المريض هذه المرة على المساعدة، حيث تم تعويضه بذاكرة صناعية في رأسه.

 

- على مدار السنوات الخمس الماضية، استثمرت وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة للدفاع في الولايات المتحدة "داربا"، 77 مليون دولار لتطوير أجهزة تهدف إلى استعادة قدرة توليد الذاكرة للأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ، ونشرت مجموعتان نتائج اختبار هذه التقنيات على البشر.

 

 

- الجهاز المستخدم من قبل عيادة "مايو"، تم ابتكاره على يد أستاذ علم النفس في جامعة بنسلفانيا "مايكل كاهانا" بالتعاون مع شركة "مدرونتيك" للتقنيات الطبية، ويتصل بالفص الصدغي ويراقب النشاط الكهربائي للمخ ويتنبأ بما إذا كان سيتم إنشاء ذكرى دائمة.

 

- يقول "كاهانا": مثلما يتوقع خبراء الأرصاد الجوية حالة الطقس عن طريق نشر أجهزة الاستشعار لقياس الرطوبة وسرعة الرياح ودرجة الحرارة، فإننا نضع أجهزة استشعار في المخ ونقيس الإشارات الكهربائية له.

 

- إذا كان نشاط الدماغ دون المستوى الأمثل، فيطلق الجهاز صاعقة صغيرة النطاق لا يمكن للمريض الشعور بها، لتقوية الإشارات وزيادة فرص تكوين الذاكرة، وفي دراستين منفصلتين تبين أن النموذج الأولي عزز ذاكرة المرضى بنسبة تتراوح بين 15% إلى 18%.

 

فهم دقيق لنشاط الذاكرة

 

- المجموعة الثانية التي تقوم بإجراء اختبارات بشرية ذات صلة بهذه التقنيات، هي "ويك فورست بابتيست مديكال" (مركز طبي أكاديمي في كارولاينا الشمالية)، بمساعدة من زملاء في جامعة جنوب كاليفورنيا، والذي تبدو أساليبه أكثر دقة وفاعلية.

 

- في دراسة نُشرت أيضًا العام الماضي، أظهر المرضى الخاضعون للاختبارات تحسنًا في الاحتفاظ بالذاكرة يصل إلى 37%، وقال قائد فريق الباحثين الذين أعدوا الدراسة "روبرت هامبسون": كنا نبحث في أسئلة من عينة، أين مفاتيحي، أين تركت سيارتي، هل تناولت الدواء؟

 

 

- لتكوين الذكريات، تعمل العديد من الخلايا العصبية بطريقة محددة للغاية لنقل نوعًا من الرموز، ويقول "هامبسون": تختلف الرموز بالنسبة للذكريات الفريدة والأفراد الفريدين.

 

- من خلال مسح عشرات من الخلايا العصبية في قرن آمون (منطقة بالدماغ مسؤولة عن تكوين الذاكرة)، تبين للباحثين كيفية تحديد الأنماط التي تشير إلى عملية تكوين الذاكرة الصحيحة وغير الصحيحة لكل مريض، وتوفير رموز دقيقة عندما يتعثر الدماغ.

 

- عند عرض مجموعة من الصور على المرضى، استطاع الباحثون التعرف على أنماط عمل الخلايا العصبية وتحديدها كذكريات بعينها، بمعنى أنهم تمكنوا من ترجمة رمز بعينه إلى ذكرى محددة مثل "سيارة المريض أمام المنزل الأصفر".

 

ما مستقبل هذه التقنية؟

 

- اختبرت المجموعتان أجهزتهما على مرضى الصرع باستخدام أقطاب كهربائية زرعت في أدمغتهم لمراقبة النوبات، وتتطلب كل عملية زرع أجهزة خارجية عالية الأداء وكبيرة الحجم لا تتلاءم مع جمجمة الإنسان.

 

 

- على أي حال، ستكون الخطوة التالية هي تطوير عمليات الزرع لتكون أبسط وباستخدام أدوات أصغر حجمًا، مع الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لطرح هذه التقنيات في السوق.

 

- تعمل شركة "نيا ثيرابيتكس" الناشئة بالفعل على تسويق تقنيات "كاهانا"، فيما يقول "جاستن سانشيز"، الذي استقال للتو من منصب مدير مكتب التقنيات البيولوجية في "داربا" إن المحاربين القدامى سيكونون أول من يستخدم هذه التقنيات التعويضية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.