نبض أرقام
04:19 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

في ظل توزيع الأدوار..لماذا يجب اختيار "ليكانين" لقيادة البنك المركزي الأوروبي؟

2019/06/18 أرقام

فيما يشبه التنافس على قيادة المؤسسات المهمة، تتسابق ألمانيا وفرنسا على الفوز بنصيب الأسد برئاسة جهات كبرى في منطقة اليورو من بينها البنك المركزي، ولكن تقريراً نشرته "الإيكونوميست" يرى أن الفنلندي "إركي ليكانين" ربما يكون الأجدر بقيادة البنك المركزي الأوروبي خلفاً لـ"ماريو دراجي" الذي سيغادر منصبه في أكتوبر.

 

 

مسؤولية اقتصاد

 

- تجذب قيادة البنك المركزي الأوروبي اهتمام القطاع المصرفي والساسة في منطقة اليورو التي تضم 19 دولة تعداد سكانها يزيد على 340 مليون نسمة، وبعد مغادرة "دراجي" منصبه بعد ثماني سنوات من تولي المسؤولية في ظروف حالكة، بدأت الأسئلة تدور عمن يصلح لخلافته.

 

- عُرف عن "دراجي" قيادته المؤسسة المصرفية في منطقة اليورو خلال أزمة الديون السيادية بين عامي 2010 و2012 والتي كادت تعصف بالعملة الموحدة، واشتهر بتصريحاته التي أكد فيها على أن البنك المركزي الأوروبي سيفعل كل ما وسعه وسيتخذ أي إجراءات ضرورية تحول دون انهيار التكتل الموحد.

 

- رغم إنقاذه لليورو، إلا أن "دراجي" لم يتعامل مع مشكلات رئيسية، فالاقتصاد متعثر وملامح الركود بدأت تتشكل وربما تلقي بحممها في السنوات القليلة القادمة، وقد تغير الحال عما كان عليه في أزمة الديون، فألمانيا لا تريد المزيد من الاقتراض، ودول جنوب القارة العجوز لا يمكنها تحمل تبعات اقتصادية.

 

- في ظل تلك المشكلات، يبدو أن السياسة النقدية هي الحل الوحيد لإنعاش النمو الاقتصادي بمنطقة اليورو وسط فائدة قرب الصفر ومخاطر أزمة ديون جديدة وصعود تيارات شعبوية تهيمن على السياسة كما ظهر في إيطاليا وتجاهل حكومتها مطالب المفوضية الأوروبية السيطرة على الدين العام (132% من الناتج المحلي الإجمالي).

 

- من المنتظر عقد اجتماع بين قيادات سياسية في أوروبا يومي العشرين والحادي والعشرين من يونيو لتحديد من سيتولى الوظائف القيادية في المؤسسات الكبرى من بينها البنك المركزي الأوروبي.

 

 

معايير الاختيار

 

- يتم الأخذ في الاعتبار جنسية المرشحين لرئاسة البنك المركزي الأوروبي بالإضافة إلى ثلاثة معايير رئيسية هي الخبرة الاقتصادية والموهبة السياسية والقدرة على اتخاذ القرار وتقييم الأمور.

 

- من المهم أخذ آراء المرشحين بشأن الأحوال الاقتصادية والسياسة النقدية الحالية للبنك المركزي والتي تعتمد على فرض فائدة منخفضة للغاية كما أن الخبرة السياسية هنا أكثر أهمية من بنوك مركزية أخرى كالاحتياطي الفيدرالي مثلاً.

 

- يجب على قائد البنك المركزي الأوروبي حشد الدعم داخل مجلس إدارته التنفيذي وأيضاً داخل حكومات الدول الـ19 التي تتألف منها منطقة اليورو ومواطنيها.

 

- يحتاج البنك المركزي الأوروبي لتنفيذ المزيد من الإصلاحات لمنطقة اليورو، وبدونها، ربما تتعرض المنطقة لأزمات سيادية ومصرفية أخرى، وهو ما يلقي على عاتق رئيس البنك مسؤوليات مضاعفة خاصة وسط قطاع مصرفي هش في دول التكتل.

 

- عند تعيين "دراجي" في المنصب عام 2011، كان بالفعل مرشحا قوياً لاجتيازه كافة المعايير، ونجح حقاً في تجاوز أزمات عدة مع فريقه، ووسع قدرة البنك المركزي على التدخل وشراء كميات هائلة من السندات السيادية لاقتصادات متعثرة في منطقة اليورو كما أنه نال دعم جهات وشخصيات خارج مجلسه التنفيذي.

 

 

لماذا "ليكانين"؟

 

- على عكس "دراجي"، لا توجد شخصية يسلط عليها الضوء كثيراً بين المرشحين لقيادة البنك المركزي الأوروبي لعدة اعتبارات، فمثلا رئيس البنك المركزي الألماني "ينس فيدمان" (المرشح) عارض شراء سندات اقتصادات متعثرة كما أن الأسواق تخشى توليه المنصب الأوروبي والسماح بتفكك وانهيار منطقة اليورو.

 

- هناك أيضاً الرئيس الجديد للبنك المركزي الفنلندي "أولي رين" من بين أحد المرشحين، لكن عرف عنه تأييده الشديد لفرض تدابير تقشفية على دول جنوب أوروبا، كما يوجد أحد أعضاء المجلس التنفيذي الحالي للبنك المركزي الأوروبي "بنوا كوري"، ولكن من المتوقع التجديد له في منصبه لولاية ثانية.

 

- وسط هؤلاء المرشحين، برز اسم الرئيس السابق للبنك المركزي الفنلندي "إركي ليكانين" الذي يمتلك أفضل مزيج من المعايير التي تؤهله لقيادة البنك المركزي الأوروبي رغم أنه أقل من الناحية الفنية من بعض المرشحين.

 

- عُرف عن "ليكانين" دفاعه الظاهر عن اتخاذ البنك المركزي الأوروبي لإجراءات وأدوات نقدية غير تقليدية، كما أن مهاراته السياسية ظهرت في توليه عضوية المفوضية الأوروبية في بروكسل وكوزير للمالية في فنلندا.

 

- بالتأكيد، تغير البنك المركزي الأوروبي على يد "دراجي" ورفاقه رغم وجود شكوك بشأن مدى تأثير البنك في اقتصادات التكتل الموحد، ولكن حال فوز "ليكانين" بالمنصب، من يدري؟ ربما تتجه الأمور نحو الأفضل.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.