نبض أرقام
04:29 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

شفافية أم إسكات للأصوات.. كيف تتشارك "فيسبوك" بيانات الإعلانات مع الجمهور؟

2019/06/10 أرقام

من أجل الوصول الكامل إلى البيانات الموجودة في مكتبة إعلانات "فيسبوك" -وهي قاعدة بيانات للدعاية السياسية ظهرت على شبكة التواصل الاجتماعي- يجب على الشخص إكمال نفس عملية التحقق من الهوية مثل أولئك الذين يرغبون في وضع إعلانات سياسية، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".
 


 

لكن ما مدى شعور المرء بالراحة والاطمئنان تجاه إرسال صورة من جواز سفره إلى مشغلي منصة إلكترونية؟ غالبًا سيشعر بالقلق، خاصة أن الإعلانات السياسية على "فيسبوك" كانت سببًا لكثير من المخاوف والأحاديث حول مؤامرات خلال السنوات القليلة الماضية.

 

التحرك لاحتواء الفضائح

 

- أطلقت الشبكة الاجتماعية ما يعرف بـ"أرشيف الإعلانات" العام الماضي بعد كشفها عن وصول إعلانات مثيرة للخلافات السياسية ذات صلة بقضية تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016، إلى ما لا يقل عن 150 مليون مواطن أمريكي.

 

- يفتقر الأرشيف الأصلي إلى معظم الميزات الضرورية للتحليل واسع النطاق لبيانات الإعلانات، بما في ذلك القدرة على تحميلها، لكن شعر الباحثون بالتفاؤل بعدما تحدثت "فيسبوك" في بيان إصدار الأرشيف الجديد عن تعاونها مع أصحاب المصلحة لإطلاق وسيط برمجي يعرف بـ"إيه بي آي".

 

 

- هذا الوسيط يوفر وسيلة وصول إلى بيانات "أرشيف الإعلانات" الذي بات يعرف بـ"مكتبة الإعلانات" الآن، ويتضمن ذلك كتابة التعليمات البرمجية بلغة نصية مثل "بايثون" أو "جافا سكريبت" للاتصال بمصدر بيانات عن بعد والتحقق من رخصة الوصول.

 

- تتيح طريقة الوصول تلك للباحثين، إجراء عمليات بحث أكثر دقة عن مكتبة الإعلانات واسترداد البيانات بكميات كبيرة، دون مطالبة "فيسبوك" بتوفير هذه الخاصية عبر موقع ويب.

 

- تمت دعوة مجموعة من الباحثين لاختبار النسخة التجريبية من "إيه بي آي" في أغسطس الماضي، في حين أن الحلول الوحيدة المتاحة للآخرين الذين يسعون للوصل إلى بيانات الإعلانات المجمعة هي قواعد البيانات التي تديرها أطراف ثالثة.

 

تراجع مساحة الشفافية

 

- يتم تجميع قواعد البيانات باستخدام ملحقات متصفح الويب التي تلتقط وتحمل بيانات الإعلانات عندما يتصفح المستخدم "فيسبوك"، ويتم تشغيل إحدى هذه القواعد من قبل مجموعة " Who Targets Me" المطالبة بالشفافية في الدعاية السياسية.

 

- مع بلوغ قاعدة مستخدميها 23 ألف شخص، تمكنت المجموعة من الحصول على قدر كبير من البيانات قبل أن تدرك أن شيئًا ما قد تغير، إذ يقول "لويس نايت-ويب" أحد مؤسسي المجموعة: أول شيء لاحظناه في نوفمبر الماضي هو اهتمام "فيسبوك" بمضادات "القشط".

 

 

- القشط أو "Scraping" هو عملية استرجاع آلية للبيانات من مواقع الويب التي لا تنوي توفير البيانات، وعادة ما يتم ذلك بكميات كبيرة، لكنه لم يكن التغيير الوحيد، فبعد شهرين، طرأ تغيير برمجي جديد لم يمكن ملحق المتصفح الخاص بالمجموعة من جمع البيانات تلقائيًا.

 

- قال مدير منتجات "فيسبوك"، "روب ليذرن" في تغريدة على "تويتر" في الثامن والعشرين من يناير، إن التغيير الأخير يهدف إلى منع إساءة استخدام بيانات الأشخاص، لكن "نايت-ويب" لم يكن مقتنعًا وقال: فقد الباحثون والصحفيون القدرة على معرفة أسباب استهداف أصحاب الاهتمامات المختلفة وعناصر السكان.

 

- في فبراير، نشرت مؤسسة "موزيلا" رسالة مفتوحة وجهتها إلى "فيسبوك" تنتقد فيها حملة الشركة ضد عمليات القشط، وتدعوها للوفاء بالتزاماتها بزيادة الشفافية حول الإعلانات السياسية، ورد "ليذرن" بأن أداة "إيه بي آي" ستكون متاحة للجمهور بحلول مارس.

 

الضغوط تنجح.. جزئيًا

 

- يقول "دفيد بلود" كاتب تقرير "فاينانشيال تايمز": وصلني بريد إلكتروني يدعوني للحصول على مدخل "إيه بي آي" في الموعد المحدد، وبعد تقديم صورة من جواز سفري وعنوان المنزل، تلقيت رمز التحقق وتم التأكد من هويتي.

 

- بعد 130 سطرًا من رموز "بايثون"، تمكن "بلود" من مشاهدة نصوص الآلاف من الإعلانات عبر حاسوبه المحمول، وبفضل أداة "إيه بي آي" أصبح بمقدوره استرداد بيانات متعلقة بملايين الإعلانات التي تصل إلى دول ما في ذلك الولايات المتحدة والهند وبلدان الاتحاد الأوروبي.

 

 

- أكد متحدث رسمي أن الشركة تعمل حاليًا على حل مشكلة تؤثر على استرداد قاعدة البيانات الكاملة، لكن على أي حال، وبفضل جهود الناشطين في مجموعات مثل "دبليو تي إم"، أصبح للباحثين أخيرًا حق الوصول إلى مجموعة كبيرة من بيانات الإعلانات عبر مصدرها الأساسي.

 

- مع ذلك، فإن حقًا مهمًا قد ضاع، إذ لا توفر "إيه بي آي" أو مكتبة الإعلانات بيانات حول الفئات المستهدفة من قبل المعلنين، وإنما فقط تحليلات عالية المستوى لمشاهدي الإعلانات حسب العمر والجنس والمنطقة.

 

- من ناحية أخرى، كانت البيانات التي يتم جمعها عبر ملحقات المتصفح مثل الخاص بمجموعة "دبليو تي إم" أكثر تفصيلًا وتكشف عن معلومات محددة للغاية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.