نبض أرقام
04:27 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

185 عامًا من التوسع.. "أيالا كورب" من مصنع صغير إلى إمبراطورية أعمال عالمية

2019/05/18 أرقام - خاص

بينما كانت تخضع الفلبين للاستعمار الإسباني عام 1834، قرر رجل الأعمال ومستثمر الأراضي "دومينغو روكساس" وشريكه الشاب "أنطونيو دي أيالا" -الأوروبيَّيْن-، تدشين مشروعهما الطموح الخاص في البلد المحتل، على أن تركز الأعمال على مجال الزراعة الواعد.

 

 

وعلى الفور أطلق الرجلان "كازا روكساس" التي استثمرت الجزء الأكبر من أصولها في أول مصنع للتقطير في البلاد، بغرض الحصول على أكبر استفادة من سكر القصب، ورغم محدودية حجمها ونطاق عملها، فمع مرور الوقت اكتسبت الشهرة والثقة الكافية للوصول إلى أسواق عالمية أخرى.

 

التأييد الملكي
 

- ارتبط الرجلان أيضًا بعلاقة مصاهرة، حيث تزوج الشاب الذي كان يبلغ من العمر 29 عامًا عندما بدأ مسيرته الاستثمارية، من ابنة "روكساس" الكبرى "مارغريتا"، واستفاد أيضًا من الهيمنة الإسبانية على البلاد حيث تم تعيينه عضوًا بمجلس إدارة المصرف الإسباني الفلبيني.
 

- افتتحت الأسرة الملكية الإسبانية "بنكو إسبانول فيليبينو" كأول مصرف تجاري في آسيا عام 1851، ووقع الاختيار على "دي أيالا" للالتحاق بمجلسه، باعتباره ممثلًا عن مجتمع الأعمال في الفلبين، وكانت هذه الخطوة سببًا في تعاظم نفوذه بعد الإشادات التي وجهت له من الإسبان.
 

- كان المصرف الإسباني الفلبيني، أول من أصدر عملة ورقية في الجزيرة المحتلة، وتحول بعد ذلك إلى مصرف "جزر الفلبين"، ويعد حاليًا أحد أكبر المؤسسات المالية في البلاد، بحسب موقع "ساكسِس ستوري".



 

- كان للشركة -التي تحول اسمها بعد ذلك إلى "أيالا واي كومبانيا"- الفضل في إنشاء أول منظومة للنقل العام في البلاد وتشغيلها بحلول عام 1888، وذلك على يد "جاكوب زوبل واي زانجرونيز" الذي تزوج بابنة "أنطونيو دي أيالا"، "ترينيداد".
 

- أصبحت الشركة أيضًا رائدة في مجال التأمين، أولًا عن طريق الاستثمار في "إنشولر لايف" ثم تأسيس وحدة التأمين الخاصة بها عام 1910، قبل أن تدخل إلى عالم التطوير العقاري رغم الآفاق القاتمة بين الحربين العالميتين والكساد الاقتصادي العالمي.

 

مراحل تحول رئيسية في مسيرة الشركة
 

- في عام 1948، وضعت الشركة ما يعرف بـ"خطة أيالا الرئيسية"، وهو المخطط للمنطقة التجارية والسكنية الرئيسية في مدينة ماكاتي، والذي شكل مصدرًا لإلهام المطورين لبناء العديد من الجتمعات المتكاملة التي جاءت بعدها، وفقًا للموقع الرسمي للشركة.
 

- كان المشروع صعبًا ويحيطه الكثير من الضبابية، لكن نجاحه شكل قفزة غير مسبوقة في أعمال التطوير العقاري داخل البلاد، ويرجع الفضل في وجود منطقة الأعمال المركزية الحديثة في الفلبين إليه، وبعده تحولت الشركة من مجرد كيان عائلي إلى آخر مؤسسي بشكل أكبر.
 

- بعد 26 عامًا، استثمرت الشركة التي تغير اسمها مرة أخرى إلى "أيالا كوربرشن" في أعمال "غلوب ماكاي" و"كابل آند راديو كوربرشن"، وكان هذا أول ظهور لها في مجال الاتصالات، أعقبه شراكة مع "ميتسوبيشي" للتعاون في قطاعات نمو جديدة.



 

- في العام 1976، أدرجت الشركة أسهمها في البورصة المحلية، ومنذ ذلك الحين، توسعت أعمالها إلى مجالات عديدة، والآن تعد أكبر وأقدم شركة في البلاد، وتعمل في مجالات منها، الاستثمار والتعليم والعقارات والأعمال المصرفية والاتصالات والبنية التحتية للمياه والطاقة والسيارات والرعاية الصحية.
 

- لم تَحِدْ الشركة قط عن أعمالها الأساسية وركزت دائمًا على مجالات الخدمات المالية والعقارات، لكنها أيضًا لم تهمل استشكاف المجالات الجديدة، فمثلًا اتجهت نحو توليد الطاقة المتجددة، واستحوذت على 49% من أعمال "زالورا" للتجارة الإلكترونية في 2017.

 

أحفاد "أيالا" يقودون
 

- ما زالت تخضع الشركة لهيمنة أحفاد "أيالا"، إذ يتولى منصب الرئيس التنفيذي للشركة "جامي أوغوستو زوبل دي أيالا الثاني" منذ عام 1995 إلى الآن، ليس ذلك فحسب، حيث تمتلك العائلة حصة كبيرة من أسهم الشركة.
 

- بحسب "فوربس" فإن 7 من أبناء "جامي الأول" يمتلكون ثلث الشركة المقدرة قيمتها السوقية بنحو 11 مليار دولار، وتحقق إيرادات سنوية تقترب من 5 مليارات دولار، وتمتلك أصولًا تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، ويعمل لديها أكثر من 35 ألف موظف.
 

- تقدر ثروة "زوبل دي أيالا" بأكثر من 6 مليارات دولار، ولا تتركز كلها في الشركة الخاصة بهم، حيث تستثمر العائلة أموالًا في أعمال أخرى مثل "سان ميغول"، وهي أكبر شركة لتعبئة وتغليف الطعام والمشروبات في جنوب شرق آسيا.



 

- بعد نجاحها الباهر لأكثر من 180 عامًا تحت إشراف "أيالا" وأحفاده، حازت الأسرة على الكثير من الإعجاب والنفوذ في الفلبين، وباتت مثالًا يحتذى به من قبل رواد الأعمال الآخرين على مدار هذا التاريخ، وأصبح الفلبينيون يراقبون من كثب ما تستثمر فيه الشركة باعتباره سيشكل مستقبلهم.
 

- أصبح اسم الشركة مرادفًا لمصطلح الأعمال في الفلبين، نظرًا لما قدمته من ابتكارات في هذا الجانب، وأيضًا لدورها في مكافحة الفقر وتوفير فرص العمل وتطوير الأراضي للاستخدامات المجتمعية والمساعدة في إنشاء شبكة اتصالات وتوفير القدرة على التواصل مع العالم الخارجي عبر الإنترنت.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.