نبض أرقام
04:18 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

%90 من الأصول المالية ترتفع في 2019.. لماذا ينبغي الحذر إزاء هذه الموجة الاستثنائية؟

2019/05/08 أرقام

بعد عام 2018 الذي مر صعبًا على الأسواق، ارتفعت الأسهم والسندات والائتمان والسلع وحتى العملات الرقمية هذا العام، وشهدت بعض فئات الأصول مثل الأسهم الأمريكية مستويات قياسية خلال الأسابيع القليلة الماضية، بحسب تقرير لـ"وول ستريت جورنال".

 

 

حققت نحو 90% من فئات الأصول المالية التي يتعقبها مصرف "دويتشه بنك" والبالغ عددها 70 فئة، عائدات إيجابية من حيث القيمة الدولارية منذ بداية عام 2019 وحتى أبريل، وفقًا للمحلين الاستراتيجيين لدى البنك "جيم ريد" و"كريج نيكول".

 

أداء استثنائي بشهادة التاريخ

 

- يمثل أداء الأصول الأخير تحولًا ملحوظًا عما كان عليه في 2018، عندما انخفضت 87% من فئات الأصول بنهاية ذلك العام، فهذا الاتجاه الصعودي الجماعي مميز للغاية وفقًا للمعايير التاريخية التي تشير إلى أن متوسط الارتفاع السنوي الجماعي كان يشمل عادة 70% فقط من الأصول.

 

- يقول محلل الأبحاث والمحاضر المساعد في كلية "ويليام آند ماري"، "بيتر أتووتر" عن سرعة التعافي الأخير للأسواق: لقد كان الأمر بمثابة القفز مع التعلق بحبل مطاط، لكني منزعج للغاية بشأن العلاقة بين فئات الأصول والانخفاض المتزامن للتقلبات.

 

- يبدو أن الروابط بين الأسواق تنمو، فقد جاءت اضطرابات العام الماضي بعدما سجلت الفئات أكبر ارتفاع جماعي لها على الإطلاق في 2017، والذي شهد تراجع 1% من فئات الأصول فقط، علمًا بأن أكبر 6 مسيرات ارتفاع جماعي سُجلت منذ عام 2000.

 

 

- من جانبه يقول مدير الأبحاث ومسؤول الاستراتيجية لآسيا والمحيط الهادي في مركز أبحاث "بيرنشتاين" في هونغ كونغ "مايكل باركر": ترتبط الأسواق الآن ببعضها البعض أكثر من أي وقت مضى.

 

- يضيف "باركر" أنها ظاهرة منطقية، ففي ظل العولمة التي تسمح بالتدفق الحر للسلع والخدمات والأفراد والأفكار ورأس المال، يجب أن تكون هناك درجة أكبر من الارتباط بين هذه الأشياء.

 

ما الأسباب من وجهة نظر المستثمرين؟

 

- قد يراهن المستثمرون على استمرار هذا الارتفاع الكبير، فالدافع وراء الصعود واسع النطاق هو الافتراضات حول السياسة النقدية والعلاقات التجارية التي يمكن أن تنهار بسرعة.

 

- على سبيل المثال، انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والأسواق الآسيوية بداية هذا الأسبوع بشكل حاد، بعدما هدد الرئيس "دونالد ترامب" بزيادة التعريفات الجمركية على واردات بلاده من الصين، لكن الأسواق (باستثناء الصين) قلصت خسائرها خلال جلسة التداولات يوم الإثنين.

 

- يُرجع المستثمرون التعافي في 2019 إلى توقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن سياسة رفع الفائدة، وكذلك العلامات حول قوة النمو الاقتصادي العالمي، والمحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، كما استفادت الأسهم من نتائج أعمال الشركات الأمريكية التي جاءت أفضل من المتوقع.

 

 

- يقول كبير مسؤولي الاستثمار لدى "إيفينت شيرز"، "بن فيليبس"، إن شركته اشترت أسهما في "سكاي وركس سلوشنز" و"إن إكس بي سميكونداكتورز" خلال الأسابيع القليلة الماضية، تعملان في مجال أشباه الموصلات في الصين، حيث يعتقد أن هذا السوق سينتعش من انحسار التوترات التجارية.

 

مكاسب كبيرة ومخاوف حاضرة

 

- في الولايات المتحدة، ارتفع مؤشر "إس آند بي" بنسبة 18% تقريبًا هذا العام، مدفوعًا بقوة أرباح شركات التكنولوجيا، مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"أمازون"، فيما ارتفع مؤشر "شنغهاي" المركب في الصين بنسبة 23% رغم الخسائر التي مُني بها مؤخرًا.

 

- كما ارتفعت المؤشرات في اليابان وهونغ كونغ بنسبة مئوية من رقمين، وحتى أوروبا التي ظلت طيلة سنوات على هامش سوق الأسهم العالمي، شهدت ارتفاعًا نسبته 16% في مؤشر "ستوكس يوروب 600" القياسي.

 

- في سوق آخر، انتعشت أسعار النفط، ما أسهم في ارتفاع مؤشر "إس آند بي- جي إس سي آي" للسلع بنسبة 18%، وارتفعت أسعار السندات العالمية، وكانت العملات الرقمية من بين أكبر الرابحين، حيث زادت قيمة "بتكوين" بأكثر من 50%.

 

 

- يقول مسؤول الأسهم في منطقة آسيا والهادي لدى "باركليز"، "مات بيكوت"، إن أحد أسباب التحركات المتزامنة للأصول، قد يكون إعادة هيكلة عمليات البنوك التي دفعت العديد منها إلى تقليص أعمال التداول.

 

- في الماضي، كان من الممكن أن تساعد هذه المكاسب في تخفيف بعض تحركات السوق الكبيرة عبر فئات الأصول المختلفة، لكن لم يعد هناك هذا النوع من الامتصاص للصدمات، ما يجعل النظام ككل أكثر تقلبًا، بحسب "بيكوت".

 

- خفض عدد مكاتب التداول أدى أيضًا إلى تراجع السيولة، أو القدرة على تداول الأوراق المالية بكميات كبيرة دون التسبب في تحركات كبيرة للأسعار، وهذا يجعل تحركات السوق أكثر حدة، لذا ينظر بعض المستثمرين إلى ارتفاع الأصول هذا العام بحذر شديد.

 

- يوصي معهد "ويلز فارجو" للاستثمار بألا يضيف العملاء أو يقللوا مراكزهم في سوق الأسهم الأمريكي، قائلين إن المستثمرين يخاطرون بالتعرض إلى ضربة قوية إذا ضعف الاقتصاد العالمي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.