نبض أرقام
04:18 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

كيف يمكن للمستثمر إعداد محفظته جيدًا للتعامل مع انهيارات السوق؟

2019/05/04 أرقام - خاص

نادرة هي هجمات أسماك القرش لكن تحظى باهتمام أكثر مما تستحق، فحين يموت عدد أكبر من الناس بسبب لسعات البعوض، تتصدر أسماك القرش العناوين الإخبارية دائمًا ولا تنسى حوادثها، وكذلك بالضبط هي حوادث انهيار الأسواق تحظى بتركيز بالغ رغم ندرتها، بحسب "فوربس".

 

 

بالنسبة إلى الاستثمار، فإن انهيارات الأسواق وحوادث الهبوط الحاد لها أهميتها، لكن أموراً أخرى مثل عدم دفع رسوم زائدة أو بيع الأصول بخسارة والتفكير في المستقبل، قد تكون أكثر أهمية بالنسبة إلى نتائج الاستثمار.

 

كما قد تعني الجهود المضنية لتجنب انهيارات السوق، عدم اللحاق بالركب عندما تسلك الأسهم مسارًا صعوديًا إذا كان بمقدور المستثمر التمسك بخطط طويلة الأمد، فالمخاطرة جزء لا يتجزأ من طبيعة الاستثمار.

 

نصيب الأسهم
 

- جميع المحافظ مختلفة، لكن إذا كان هناك مقياس واحد لتقييم المخاطر في محفظة المستثمر، فمن المحتمل أن يكون المبلغ الذي تم تخصيصه للأسهم، وباستخدام هذا الرقم يمكن الحصول على مقياس تقريبي لنتائج السوق السيئة.
 

- انخفاض الأسهم بنحو 20% أمر شائع نسبيًا كما حدث في أواخر عام 2018، أما هبوطه بمقدار النصف كما حدث عام 2008 فهو أمر غير مرجح دائمًا، وفي الأوقات العادية من الشائع هبوط الأسهم بنسبة 10% في مرحلة ما خلال فترة 12 شهرًا.
 

- لذا، إذا كان نصف المحفظة الاستثمارية مكوناً من الأسهم، فعلى المستثمر أن يتوقع انخفاضًا تتراوح نسبته بين 10% و25% في نصف أمواله المستثمرة، والسؤال هنا، هل يمكن استيعاب ذلك؟



 

- يشير التاريخ إلى أن تراجع الأسهم يكون مؤقتاً، لكن نادرًا ما يشعر المستثمر بذلك، وإذا لم يتمكن من التعامل مع هذا الحادث بحكمة، فسوف ينتهي به الأمر على الأرجح إلى جعل خسارته المؤقتة خسارة دائمة بسبب البيع الهلعي.
 

- بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتعامل مع النسب المئوية تقليل التأثير العاطفي، فمن المهم أن يتذكر المستثمر ما يعنيه انخفاض نسبته 25% على أساس نقدي، فمثلًا لو المحفظة قيمتها 250 ألف دولار، فهذا يعني خسارة تزيد قليلًا على 60 ألف دولار.
 

- التفكير في الخسائر بقيمتها النقدية أكثر واقعية من التعامل مع النسب المئوية، ويمنح المستثمر شعورًا أفضل إذا كان قادرًا على استيعاب الهبوط.

 

التنوع ومراقبة حصة الأسهم
 

- يجدر بالمستثمر مراقبة مستوى تعرضه للأسهم بمرور الوقت، فبعض الأسواق الصاعدة تمتد لفترات طويلة، وإذا كانت حصة الأسهم في المحفظة 60% فلربما قفزت إلى 70% أو 80% بعد بضع سنوات، ويرجع ذلك إلى أداء الأسهم المتفوق على السندات بشكل عام.
 

- إذا لم يرغب المستثمر في تحمل مخاطر جديدة، فقد يكون بيع بعض الأسهم لشراء السندات أمرًا حكيمًا، ويسمى هذا التكنيك بـ"إعادة التوازن"، وعمومًا إذا أجرى المستثمر مراجعة واحدة في السنة للمحفظة، فهذا من شأنه إبقاء الأمور في نصابها الصحيح.



 

- لكن تجدر الإشارة هنا إلى أن عملية إعادة التوازن تلك كثيرًا ما تكبد المستثمر مصاريف تداول إضافية تفوق الفائدة، لذا لا ينبغي المبالغة فيها.
 

- من الاستراتيجيات المهمة في جميع الأسواق هي "التنويع"، ففي السوق السيئ قد تحقق الشركات والقطاعات الفرعية عائدات ضعيفة للمساهمين، وإذا كان المستثمر يحمل أسهم شركة مفلسة، فمن المرجح أنه سيفقد قيمة استثماره بالكامل.
 

- خلال الأحداث الاقتصادية التي تنذر بانهيار الأسواق، ترتفع حالات الإفلاس، وهذا يعني ضرورة توخي المستثمر الحذر إزاء حيازاته، وإذا كان تعرضه للأسهم معتدلًا لكنه يتركز في عدد قليل من الشركات، فاحتمال الخطورة أكبر على محفظته.
 

- رغم أن السوق قد ينخفض (غالبًا) بمقدار الثلث فقط، إلا أن كثيراً من الشركات قد تنهار تمامًا وتفقد قيمة أصولها، وهذا أحد الأسباب التي تجعل تخصيص جزء من المحفظة لصناديق الاستثمار المتداولة منخفضة التكلفة خطوة جيدة.

 

صياغة الخطة
 

- قد يكون الاستثمار عملًا عاطفيًا، وإذا كانت تلك العاطفة تعني الخوف من التقلبات، فمن الأفضل صياغة خطة قبل وقوع أزمة ما؛ هذه الخطة ينبغي أن تكون في صفحة واحدة وتشمل الأهداف، مثل الإجراء المتبع إذا انخفض السوق 20% أو 40%.



 

- على المستثمر توثيق أهدافه واستراتيجياته وتحديد الأحداث التي يمكنها تغيير مساره، وفي حال وقعت الأزمة وأغرته الأحداث في ذلك الوقت لاتخاذ إجراء ما، فعليه التأكد من الرجوع لخطته وتنفيذها.
 

- في النهاية، على المستثمر إدراك أن الحركات الصعودية الكبيرة تحدث أكثر، ومثلًا، إذا كان الانهيار يعني انخفاض مؤشر "إس آند بي 500" بأكثر من 30% خلال سنة، فهذا الأمر حدث ثلاث مرات فقط منذ عام 1929، بينما ارتفع بنفس المقدار تقريبًا 9 مرات.
 

- يعني ذلك، أنه من المفيد التفكير جيدًا فيما سيفعله المستثمر حال انهيار السوق، وصياغة خطة مبكرة للتعامل مع الموقف، لكن من المهم أيضًا الالتفات للأحداث الصعودية غير المتوقعة أيضًا.
 

- وفقًا للأدلة التاريخية، فمن المحتمل أن يكون السوق في وضع جيد ويسلك مسارًا صعوديًا قويًا ثلاث مرات أكثر من احتمال الهبوط الحاد، لذا ينبغي الاستعداد لكل الاحتمالات.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.