لم ينصت للمحللين.. أعمال هذا الملياردير حققت 14 مليار دولار أرباحاً من "صفقة بروح المغامرة"

في عام 2012، شعر كثيرون بالغموض والاستغراب إزاء إنفاق الملياردير "تشاي تاي وون" 3 مليارات دولار للاستحواذ على "هاينيكس سيميكونداكتور" لأشباه الموصلات، والتي كانت تعاني آنذاك من اضطرابات حادة، بحسب تقرير لـ"فوربس".

كانت حكومة كوريا الجنوبية تدخلت قبل عشر سنوات من هذا التاريخ لإنقاذ الشركة التي تُعد ثاني أكبر منتج للرقائق الإلكترونية في العالم، بسبب خسائرها وهبوط قيمة سهمها في ظل تراجع الطلب على الحواسيب ورقائق الذاكرة.

رهان خطير
 

- كان لدى "إس كيه جروب"، التي يترأس "تاي وون" مجلس إدارتها، أعمال اتصالات لاسلكية ونفط وفنادق، لكن لم يكن لها أي تواجد في صناعة الرقائق، ووصف محللون صفقة "هاينيكس" بالمروعة، وانخفض سهم "إس كيه" 15% بين يوم الإعلان ويوم إتمام العملية (3 أشهر).
 

- لكن بالنسبة لـ"تاي وون"، كان الأساس المنطقي لصفقته واضحًا؛ لقد احتاجت شركته إلى محرك جديد للنمو، واشترت "إس كيه تليكوم" التابعة لمجموعته حصة نسبتها 21% في "هاينيكس" من البنوك الدائنة، وحصل "تاي وون" على منصب المدير التنفيذي المشارك لمنتج أشباه الموصلات.

- الوقت وحده، كان كافيًا ليؤكد رجاحة قرار "تاي وون" ويثبت أن الدخول إلى صناعة الرقائق الإلكترونية المتقلبة إحدى أكثر خطواته الاستثمارية حنكة، حيث تزامنت الصفقة بشكل مثالي مع الطفرة العالمية في الجوالات الذكية.
 

- حققت "إس كيه هاينيكس" أرباحًا قدرها 14 مليار دولار العام الماضي، بزيادة 40% عن 2017، بإيرادات بلغت 36 مليار دولار، مع هامش ربح مثير للإعجاب يبلغ 39%، فيما ارتفعت قيمة سهم الشركة 150% منذ الاستحواذ عليها.
 

- في سبتمبر الماضي، صُنفت "إس كيه هاينيكس" في المرتبة العشرين بقائمة "فوربس" لأفضل 100 شركة رقمية، ويحل "تاي وون" في المرتبة السابعة كأغنى رجل في كوريا، بثروة صافية تبلغ 4.7 مليار دولار.

لكنه مربح..
 

- بعد عام من صفقة الاستحواذ، قفزت أرباح "هاينيكس" إلى 2.7 مليار دولار، بدلًا من خسارة قدرها 148 مليون دولار قبل عام، لكن في أوائل عام 2013 ألقي القبض على "تاي وون" بتهمة اختلاس الأموال وحُكم عليه بالسجن 4 سنوات.
 

- في أغسطس 2015، أصدرت رئيسة البلاد آنذاك "بارك جيون هاي" عفوًا عن "تاي وون" بالإضافة إلى 16 رجل أعمال آخر، ورغم سجنه، ارتفع سهم "إس كيه هاينيكس" 51% خلال هذه الفترة وزاد صافي الأرباح في عام 2014 بنسبة 40%.

- كانت صفقة "هاينيكس" نقطة تحول بالنسبة لـ"تاي وون"، البالغ من العمر الآن 58 عامًا، وشجعته على إجراء الرهانات الكبرى، وظهر ذلك جليًا عندما انضمت "إس كيه هاينيكس" إلى مجموعة مستثمرين لشراء 49.9% من أعمال "توشيبا" لرقاقات الذاكرة مقابل 18 مليار دولار.
 

- ضمنت الصفقة أيضًا متسعًا للنمو، وتولد "إس كيه هاينيكس" وحدها الآن 70% من صافي أرباح "إس كيه جروب"، متفوقة على أعمال الاتصالات والنفط والكيماويات، وبقول آخر، فإن إمكاناتها كانت كبيرة بقدر المخاطر التي تنطوي على الطبيعة الدورية لأعمال الرقائق.
 

- بعد عامين من الصفقة، أنفقت المجموعة 2.6 مليار دولار على الاستثمار المغامر في شركات جديدة، بدءًا من أعمال مشاركة الركوب ومرورًا بالأدوية الحيوية وصولًا إلى الأغذية والمشروبات، ويقول "تاي وون": نحن بحاجة لاستكشاف مجالات جديدة؛ لا يمكننا الاعتماد كليًا على أشباه الموصلات.

نبذة عن المجموعة
 

- تأسست "إس كيه" عام 1953، عقب انتهاء الحرب الكورية، عندما بدأ عم "تاي وون"، "تشاي جونغ كون"، أعماله الخاصة لإنتاج البوليستر، واستفادت الشركة (سونكيونغ تكستيلز) من القروض الحكومية والحوافز الضريبية في التوسع.

- عندما توفي العم بسرطان الرئة عام 1973، عن عمر يناهز 47 عامًا، كان أبناؤه الثلاثة أصغر من أن يقودوا شركة سريعة النمو كتلك، وتماشيًا مع التقاليد الكورية، تولى شقيقه الأصغر (والد "تاي وون") ويُدعى "تشاي جونغ هيون" مقاليد الأمور.
 

- اليوم، توظف المجموعة 93 ألف شخص في 101 شركة، وتبلغ إيراداتها 140 مليار دولار، ومن بين هذه الشركات تعمل 16 شركة كبرى بشكل مستقل، لكن يجتمع الرؤساء التنفيذيون لها شهريًا كجزء من مجلس خاص لتنسيق الاستراتيجيات تحت شعار "مستقلون لكن متحدون".