كيف يُحسب مستوى التقلبات في محفظة الأسهم مقارنة بالمؤشرات القياسية؟

ربما يكون أهم شيء يجب مراعاته عند بناء محفظة استثمارية، هو مستوى تنوعها، ومن الأهمية بمكان أن يحاول المستثمر توزيع أمواله عبر عدد كبير من الشركات والصناعات والقطاعات وفئات الأصول حتى لا تتأثر بشدة بحدث واحد في السوق، بحسب تقرير لموقع "ذا بالانس".

يمكن للتنويع أن يساعد في جعل المحافظ الاستثمارية أقل تقلبًا، مما يتيح للمستثمر فرصة لتحقيق نمو ثابت دون تذبذب كبير في قيمة مدخراته، ويمكن قياس التقلب -يعرف باسم "بيتا"-  في المحافظ الاستثمارية من خلال النظر في تقلبات كل أصل على حدة بمساعدة بعض العمليات الرياضية.

ماذا تعني "بيتا"؟

- في البداية، من المهم معرفة أن "بيتا" تقاس على نطاق يقارن الاستثمار بمؤشر قياسي، وعندما تساوي واحدا صحيحا فهذا يعني أن مستوى التذبذب في الأصل مماثل تمامًا لمستوى تذبذب هذا المؤشر، وأكثر من واحد يعني تقلبات أكثر، وأقل من واحد يعني تقلبات أقل.

- في السوق الأمريكي مثلًا، يُقارن مستوى "بيتا" لمعظم الأسهم الرئيسية مع مؤشر "إس آند بي 500"، وعادة ما تميل الأسهم عالية النمو وتلك ذات القيمة السوقية المنخفضة وأسهم التكنولوجيا إلى تسجيل "بيتا" أعلى، بعكس أسهم السلع الاستهلاكية والمرافق والمصنعين.

- يمكن للمستثمرين الأفراد تحديد مدى تقلب محافظهم الاستثمارية بالكامل من خلال فحص "البيتا" الخاصة بكل أصل ومن ثم استخدام عملية حسابية بسيطة يتم خلالها التوصل لما يعرف بالمتوسط الحسابي أو المتوسط المرجح لمستوى تقلبات المحفظة كاملة.

- بينما نركز في هذا التقرير على حساب "البيتا" الخاصة بالأسهم، يجدر الإشارة إلى أنها مقياس للتقلبات يمكن احتسابه في الأصول الأخرى مثل السندات وصناديق الاستثمار المشترك، والصناديق المتداولة في البورصة وغيرها.

كيف تحسب "بيتا" المحفظة كاملة؟

- في الوقت الحالي، تتوافر أدوات إلكترونية لاحتساب "بيتا" كل سهم على مواقع الويب الخاصة بمعظم شركات السمسرة أو الناشرين الموثوقين لأبحاث الاستثمار، لكن على أي حال، هناك 4 خطوات لتحديد التقلبات في مجموعة كاملة من الأسهم.

- أولًا، تحديد قيمة كل سهم (عدد الأسهم المملوكة مضروبًا في سعر السهم) ومن ثم معرفة قيمة المحفظة بالكامل، وبناءً على ذلك تأتي الخطوة الثانية هي تحديد مقدار ما يمتلكه المستثمر من كل سهم كنسبة مئوية من إجمالي المحفظة.

- ثالثًا، تُضرب هذه النسب المئوية في "البيتا" الخاصة بكل سهم (مثلًا، إذا كان سهم "أمازون" يشكل 25% من المحفظة، ومستوى "البيتا" الخاص به يبلغ 1.43 فسيكون مستوى "البيتا" المرجح له هو 0.3575)، ويعد تحديد هذه النتيجة هو الخطوة الرابعة.

أسباب لاحتساب "بيتا"

- ربما لن يضطر معظم المستثمرين لاحتساب "البيتا" الخاصة بكل سهم على حدة، حيث تتوافر هذه البيانات بسهولة، لكن في بعض الأوقات قد يحتاج لمراجعة الأرقام بنفسه لمعرفة مستقبل محفظته.

- احتساب "البيتا" يجري على فترات زمنية مختلفة، ويمكن أن تكون الأسهم متقلبة على المدى القصير لكنها مستقرة على مدار أعوام، ولهذا قد يرغب المستثمر في احتسابها بنفسه للحصول على إجابة أكثر دقة.

- يضاف إلى ذلك، أن المستثمر قد يفضل احتساب "البيتا" باستخدام معيار مختلف، كأن يقيسها وفقًا لمؤشر قياسي آخر (بدلًا من "إس آند بي" في المثال الأمريكي)، علاوة على المزايا التعليمية، حيث تتطلب عملية احتساب "البيتا" فحص تحركات الأسعار مع تدقيق كبير.

كيفية احتساب "بيتا" السهم بشكل يدوي

- بعض نماذج احتساب "بيتا" السهم معقدة للغاية، لكن يمكن استخدام إحدى الطرق الأكثر مباشرة، تحتاج هذه الطريقة إلى برنامج لجداول البيانات، ومن ثم يجب تحديد النطاق الزمني المستهدف.

- باستخدام البرنامج، سيسجل المستثمر سعر إغلاق السهم في كل يوم من أيام النطاق الزمني المحدد، وسيفعل الأمر نفسه بالنسبة للمؤشر الذي يقارن به، ومن ثم يتم تحديد التغير اليومي في السعر وعلى أساس النسبة المئوية.

- عند هذه المرحلة يستخدم المستثمر معادلة لتحديد كيفية علاقة حركة السهم بالمؤشر، وهي: التغير اليومي للسهم بالنسبة المئوية مضروبًا في التغير اليومي للمؤشر بالنسبة المئوية، وكل ذلك مقسوم على التغير اليومي للمؤشر بالنسبة المئوية.