نبض أرقام
04:18 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

أمريكا تبحث عن أسواق جديدة لنفطها.. هل تستخدم السياسة كمفتاح لطموحاتها؟

2019/04/01 أرقام

في نهار يوم مشمس، وأثناء قيادته لشاحنته رباعية الدفع في قلب الحوض البرمي -حيث طفرة أعمال النفط الصخري في غرب تكساس- وبين زحام السيارات الممتد لأميال طويلة، تحدث تاجر النفط "بول فيغا" لـ"بزنس ويك" قائلًا إن كميات خام أكبر من طاقة المصافي الأمريكية يجري ضخها الآن.

 

 

في الوقت الراهن، تتمثل المهمة الرئيسية لشركات تجارة النفط في تصدير منتجاتها إلى الخارج، ويقول "فيغا" الذي يدير مكتب "ترافيجورا جروب" للسلع في ميدلاند: نحن نشتري النفط ونشحنه ونضخه في خطوط الأنابيب ليبلغ الموانئ حيث يمكنه الوصول إلى باقي العالم.

 

توقعات كبيرة لصناعة النفط الأمريكي

 

- ما بدأ كظاهرة أمريكية، أصبح له أثر في جميع أنحاء العالم مع تزايد صادرات الولايات المتحدة إلى مستويات لم يكن ليتوقعها أحد قبل سنوات، وسوف تنمو الإمدادات لسنوات قادمة، ما قد يكون له عواقب كبيرة على صناعة النفط والسياسة والاقتصادات العالمية.

 

- زادت صادرات النفط الأمريكية بأكثر من 70% إلى نحو مليوني برميل يوميًا العام الماضي، وخلال الأسابيع الأربعة الماضية بلغ متوسطها 3 ملايين برميل يوميًا، ويعتقد محللون ومستثمرون أن هذه المستويات قد تتضاعف في غضون سنوات مع نمو الإمدادات الصخرية.

 

- يعتقد تجار النفط والمسؤولون التنفيذيون في القطاع الصخري، أن صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام ستصل إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول أواخر عام 2020، ما يمثل زيادة قدرها 70% عن المستويات الحالية.

 

 

- إذا تمكنت الولايات المتحدة من بلوغ هذا المستوى، فإن إجمالي صادراتها من الخام سيتجاوز جميع بلدان "أوبك" (باستثناء السعودية بالطبع)، لكن ذلك لا يمنع أنها ستظل مستوردا صافيا للنفط، نظرًا لاستهلاكها الكبير.

 

- قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية "فاتح بيرول" مؤخرًا: الموجة الثانية من طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة قادمة، وسيؤدي ذلك إلى زعزعة تجارة النفط والغاز الدولية مع انعكاسات عميقة على الأوضاع الجيوسياسية.

 

آثار سياسية واقتصادية

 

- التأثير السياسي لهذه الطفرة يشعر به العالم بالفعل، فقد فرضت إدارة "ترامب" مؤخرًا عقوبات صارمة على صادرات النفط الإيراني والفنزويلي، في الوقت الذي تواصل فيه إمدادات الخام من تكساس الارتفاع.

 

- أما عن التأثير الاقتصادي على الولايات المتحدة والتي هي مصدر كبير بالفعل للمنتجات المكررة، فكان أكثر وضوحًا، حيث انخفض العجز التجاري النفطي للبلاد من حيث القيمة الدولارية إلى أدنى مستوياته في 20 عامًا خلال 2018.

 

 

- عند الجمع بين صادرات أمريكا من النفط الخام والمنتجات المكررة كالبنزين والديزل، تتوقع وكالة الطاقة الدولية، وصول إجمالي الصادرات النفطية للبلاد إلى قرابة 9 ملايين برميل يوميًا خلال السنوات الخمس المقبلة، ارتفاعًا من مليون برميل فقط في 2012.

 

- عند هذه المرحلة، ستغدو الولايات المتحدة ثاني أكبر مصدر للخام والمنتجات المكررة في العالم بحلول سنة 2024، متجاوزة روسيا (بفارق ضئيل) ومقتربة من السعودية صاحبة المركز الأول، وفقًا لتوقعات الوكالة.

 

البحث عن أسواق جديدة

 

- حتى وقت قريب، الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط الأمريكي التي جاءت من الحوض البرمي وغيره من الأحواض الصخرية مثل "باكين" في داكوتا الشمالية، يتم بيعها محليًا، حيث كانت تغذي مصافي التكرير في ساحل خليج المكسيك.

 

- حاليًا، تجد المصافي الأمريكية صعوبة متزايدة في معالجة المزيد من الخام الخفيف الذي يُضخ من الحوض البرمي، حيث تأسست هذه المنشآت في الأصل لمعالجة الخام الثقيل الكثيف، مثل ذلك النوع الذي تضخه بلدان الشرق الأوسط وفنزويلا.

 

- نتيجة ذلك، يسافر المسؤولون التنفيذيون لصناعة النفط الصخري الأمريكي إلى أنحاء العالم بحثًا عن عملاء جدد، مثل رئيس "ماراثون بتروليوم"، "غاري هيمنغز" الذي ذهب مؤخرًا إلى سنغافورة وكوريا الجنوبية محاولًا إيجاد مشترين لإمدادات الخام من شركته.

 

 

- يقول المحلل لدى "آي إتش إس ماركيت"، "راؤول لابلانك": كل إنتاج الحوض البرمي بحاجة إلى التصدير، وعلى الشركات العاملة به إيجاد المصافي المستعدة لاستخدام الخام الأمريكي الخفيف، وعلى الأرجح سيكون هؤلاء العملاء في آسيا.

 

- تأتي العقوبات الأمريكية على إيران وفنزويلا مصحوبة مع جهود "أوبك" وروسيا لكبح الإمدادات، ومع ذلك فإن إيجاد مشترين للخام الأمريكي ليس سهلًا كما يبدو، فهذا النوع غني بالبنزين والنفثا عند تكريره لكنه فقير في إنتاج الديزل الذي تفضله معظم المصافي.

 

- الوجهة التي قد تكون رئيسية ومهمة للولايات المتحدة هي الصين، والتي انغمست في بحر من الخلافات التجارية مع واشنطن، وهو ما انعكس سلبًا على الصادرات الأمريكية النفطية، لذا يأمل المسؤولون التنفيذيون والتجار أن تتوصل واشنطن لاتفاق تجاري مع بكين في أسرع وقت.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.