نبض أرقام
04:21 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

ما حاجة الشركات إلى إصدار أسهم جديدة؟ وكيف يؤثر ذلك على ملكية المساهمين؟

2019/03/30 أرقام - خاص

تطرح الشركات أسهمها للاكتتاب العام بغرض جمع رأس مال إضافي لتمويل عمليات النشاط التجاري، وعندئذ يبدأ تداول السهم في البورصة عند السعر المطروح (والذي يتغير وفقًا لمستوى إقبال المستثمرين) ومن ثم يخضع لأساسيات السوق والشركة التي تحدد قيمته في المستقبل.
 

 

لكن في كثير من الأحيان ترى الشركات أنها بحاجة إلى زيادة رأس مالها عبر الأسواق، وبما أن الشركات المتداولة في البورصة بالفعل قد أصدرت أسهمًا عند الطرح العام الأوَّلي، فإنها تحتاج إلى إصدار المزيد من الأسهم لبيعها في السوق وتأمين التمويل اللازم.

 

وبما أن إجمالي قيمة الأسهم يساوي إجمالي قيمة الشركة، فإن زيادة عدد هذه الأسهم قد يترتب عليه انخفاض في سعر السهم الواحد، ما يعد انتقاصًا من ملكية المساهمين الحاليين، وهو ما لا يرغبون فيه بكل تأكيد.

 

كيف يتم الأمر؟
 

- يمكن للشركة التي سبق لها إجراء اكتتاب عام أن تبيع المزيد من الأسهم، في ما يعرف بـ"الطرح الثانوي" أو "الطرح الإضافي"، وربما يرجع ذلك إلى رغبة الشركة في إعادة تمويل ديونها أو زيادة رأس المال لتعزيز النمو.
 

- في النهاية تذهب الأموال المجمعة عبر عملية البيع إلى حسابات الشركة من خلال المصرف الاستثماري الذي يتبنى عملية الطرح، وحينئذ يرتوي ظمأ الشركة للمال ويمكنها توظيفه في الغرض الذي تريده، بحسب "إنفستوبيديا".
 

- بينما تجمع الشركة الأموال عبر عملية الطرح العام الثانوي، فإنها تعيد توزيع قيمتها السوقية على عدد أكبر من الأسهم القائمة، وبالتالي فإن ملكية المساهمين الذي اشتروا أسهم الشركة في الطرح الأولي تنخفض.
 

- على عكس الطرح العام الأولي الذي يتضمن نطاقاً سعرياً تتطلع الشركة لبيع أسهمها وفقًا له، فخلال الطرح الثانوي يكون السعر محددا من قبل السوق بالفعل، وهو سعر التداول الحالي لسهم الشركة في البورصة.
 

 

- عقب الطرح العام الأولي وتحرك سعر السهم صعودًا وهبوطًا بشكل حر في السوق، فإن القيمة السوقية للشركة تتحرك معه بنفس الحرية، وبالتالي عند إجراء طرح ثانوي لن يتطرق البنك الاستثماري لعمليات التقييم، وينصب تركيزه على التسويق فقط.
 

- إن سعر سهم الشركة المتداول هو الحد الأقصى المقرر لعملية الطرح الثانوي، ولا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال، لأنه في هذه الحالة سيتحول المستثمرون إلى شراء الأسهم المتداولة في السوق.
 

- لاستقطاب المستثمرين إلى الطرح الثانوي، تعرض الشركات سعرًا أقل من سعر السهم المتداول في السوق، بحسب مقدم الخدمات المالية "ذا موتلي فوول".
 

- مثلًا، شركة لديها ألف سهم بسعر 100 دولار، وبالتالي قيمتها السوقية 100 ألف دولار، فإذا أرادت طرح ألف سهم آخر مقابل 90 دولارًا للواحد، فإنها ستجمع 90 ألف دولار، وتزيد قيمتها إلى 190 ألفًا لكن موزعة على ألفي سهم.

 

عواقب يخشاها المساهمون
 

- من منظور المساهمين الحاليين، تبدو عملية الطرح الثانوي أمرًا سيئًا لأنها عادة ما تقلل من قيمة الأسهم التي يحملونها، كما أن إصدار المزيد من الأسهم سيعني انخفاض حصص ملكيتهم فيها، وربما يترتب على ذلك أيضًا تراجع نصيبهم من الأرباح.
 

 

- بفرض أن الشركة "ص" جمعت مليون دولار عبر طرح 100 ألف سهم للاكتتاب، وحققت صافي دخل في العام الأول للنشاط 100 ألف دولار، وبالتالي كانت ربحية السهم دولارًا واحدًا.
 

- في العام التالي، أصدرت الشركة 50 ألف سهم جديد، وحققت صافي دخل قدره 125 ألف دولار، ففي هذه الحالة ستكون ربحية السهم تساوي 125 ألف دولار على 150 ألف سهم، والمحصلة هي 0.83 دولار للسهم الواحد.
 

- بذلك تكون ربحية السهم انخفضت بنحو 17% خلال العام الثاني، علاوة على انخفاض نسبة ملكية المساهمين المشاركين في الاكتتاب العام بعد زيادة قاعدة المساهمين، وهو مصير لا يرغب فيه أي من المستثمرين.

 

النتيجة ليست واحدة دائمًا
 

- مع ذلك، فإذا كانت الأموال المضافة للشركة عبر بيع أسهم جديدة، قادرة على زيادة الأرباح وتعزيز حقوق المساهمين على المدى الطويل، فإن النظرة لهذا الإجراء تختلف وتلقى ترحيبًا من المساهمين الحاليين.
 

- لا تؤدي الطروحات الثانوية دائمًا إلى خفض قيمة السهم، خاصة إذا حازت تأييدا كبيرا من المستثمرين، لكن الخوف من الانخفاض المحتمل غالبًا ما يكون السبب وراء هبوط السعر، ومع ذلك ينبغي على المساهمين توخي الحذر.
 

 

- من مزايا بيع الأسهم أنها لا تثقل الشركة بديون إضافية، كما أنها على الجانب الآخر، تسمح للمستثمرين بأن يصبحوا من ملاك الشركة ويحصلوا على حصة من الأرباح السنوية، والمشاركة في عملية صنع القرار، وفقًا لـ"سي إف آي" للخدمات المالية.
 

- الشركات الناشئة وتلك غير المعروفة قد تجد صعوبة في الحصول على التسهيلات الائتمانية التي تحظى بها الشركات الكبيرة الناجحة، وذلك لأن المقرضين ينظرون إليها ككيان محاط بقدر كبير من المخاطر.
 

- لذا يبقى طرح أسهم جديدة هو سبيل هذه الشركات لجذب اهتمام المستثمرين المستعدين للانتظار ورؤية استثماراتهم تنمو داخل الشركة، وتقاسم الأرباح مع المساهمين الحاليين.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.