نبض أرقام
04:21 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

درع ضد المخاطر وحصن للمكاسب.. ما هي "أوامر وقف الخسارة"؟

2019/03/23 أرقام - خاص

في الخامس من فبراير عام 2018 هبط مؤشر "داو جونز" الصناعي بأكثر من 1100 نقطة، مسجلًا أسوأ هبوط يومي في تاريخه، قبل أن يشهد هبوطًا مماثلًا لكن بمقدار أقل من النقاط بعد ثلاثة أيام، مسجلًا ثاني أسوأ جلساته على الإطلاق.

 

في هاتين المناسبتين وغيرهما، توجهت أصابع الاتهام إلى أوامر وقف الخسارة التي يتم برمجتها بشكل آلي، وبرر المحللون ذلك بأن الهبوط كان قويًا وسريعًا (فقد مؤشر "داو جونز" 800 نقطة في 10 دقائق في إحدى الجلستين).

 

 

أول ما يبحث عنه مطارد الفرصة الاستثمارية، هو الأخطار وكيفية التحوط منها وتحصين استثماراته ضد الخسائر، لا يهم إن كان مستثمراً كبيراً أم صغيراً، فرداً أم مؤسسة، لا يهم أيضًا طبيعة الاستثمار، الجميع يأمل السلامة لرأس ماله.

 

هذا الرغبة المنطقية في تحصين الاستثمارات هي السبب وراء ظهور ما يعرف بـ"أوامر وقف الخسارة" في أسواق المال، التي تعتمد على الخوارزميات الحاسوبية، وتعد ضرورة من وجهة نظر البعض نظرًا لتطور الأسواق وتعاظم حجم السيولة والتداولات وكذا التقلبات.

 

أداة للحد من الخسائر
 

- أوامر وقف الخسارة هي إحدى الأدوات التي يستخدمها المتداولون والمستثمرون للحد من الخسائر وتقليل التعرض للمخاطر المحتملة، حيث تمكنهم من تحديد أمر مسبق بالبيع للسهم المحدد حال تراجعه إلى مستوى معين يعتبره المالك "صفقة خاسرة".
 

- تقول "سي إف آي" للخدمات المالية في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني: باستخدام أوامر وقف الخسارة، يحد المتداول من المخاطر التي تواجه استماراته أو صفقاته في السوق، عبر ضبط الخوارزميات لبدء عملية البيع حال تحرك السوق هبوطًا.



 

- على سبيل المثال، متداول لديه سهم سعره 25 دولارًا، سيحدد أمر وقف الخسارة الآلي عند 20 دولارًا للسهم الواحد، وحال تراجع السعر إلى هذا المستوى تبدأ عملية البيع المباشرة للسهم، وبذلك فإنه يحد من خسارته عند 5 دولارات فقط.
 

- بطبيعة الحال ليس من المضمون بيع السهم وفق السعر المحدد بالضبط، لكن سيتم اقتناص أفضل صفقة عند هذا المستوى، وتقول "سي إف آي": هذه الأوامر مفيدة للغاية في حالات التقلبات الحادة وحركات الأسعار المفاجئة التي قد تؤثر على قيمة الأصول.
 

- أوامر وقف الخسارة مفيدة أيضًا لأولئك الذين يشترون الأسهم ويراهنون على صعودها مع مرور الوقت لكنهم يخشون المفاجأت السيئة، خاصة في الحالات المتعلقة بشراء أسهم الشركات الصغيرة أو المضطربة أو حديثة العهد في السوق والتي يحيطها عدم اليقين.
 

- مثلًا، اشترى مستثمر حصة من الأسهم في الشركة "س" مقابل 10 دولارات للسهم، ويتوقع بلوغ السعر 12 دولارًا خلال الأشهر القادمة، لكنه في الوقت نفسه يخشى عدم اليقين إزاء أساسيات السوق، فيمكنه استخدام أوامر الوقف لتقليص أي خسائر مفاجئة.



 

- يقول موقع "إنفستنج آنسارز": أوامر وقف الخسارة هي أداة استراتيجية للاستثمار قصير المدى، لأنها تخفف عبء المتابعة اليومية عن المستثمر، وذلك بفضل الخوارزميات القابلة للبرمجة بشكل آلي لتنفيذ أوامر المستثمر في ظروف معينة.
 

- مع ذلك، فإنها تزيد خطر الخروج المبكر من الاستثمارات الواعدة، ففي حال كان السهم المباع (وفقًا لأمر وقف الخسارة) متقلبًا، فقد يرتد سعره سريعًا فوق القيمة الأصلية (عند الشراء)، وحينها سيكون المستثمر خسر فرصة للتعويض وتحقيق مكسب إضافي.
 

- بالنسبة إلى المستثمرين الذين ينتهجون استراتيجية الاستثمار طويل الأجل أو ما يعرف بـ"الاقتناء والإبقاء" فلن يلجؤوا إلى هذه الأداة، لأنها ستقرر بيع أسهمهم مباشرة عند تراجعها ولن تمنحهم فرصة لتقييم أسباب الانخفاض وما إذا كانت فرصة لزيادة الحيازة بسعر أرخص.

 

أداة للحفاظ على المكاسب
 

- الخلاصة أن "أوامر وقف الخسارة" هي أداة تهدف للحد من الخسائر المحتملة، عبر تحديد سعر لا يرغب عنده المستثمر في الإبقاء على أصوله، وهي وسيلة دفاعية بشكل خالص ضد تقلبات السوق والمفاجأت غير السارة.



 

- لكن ماذا يفعل المستثمر الراغب في تحصين مكاسبه المحتملة ضد الخسائر المحتملة؟ على سبيل المثال، اشترى شخص السهم "ص" مقابل 25 دولارًا وتوقع ارتفاعه إلى 30 دولارًا في وقت قريب، ويرغب في الحفاظ على مكسب الخمس دولارات بمجرد تحقيقه.
 

- هنا يأتي دور صورة أخرى من "أوامر وقف الخسارة"، تعرف باسم "أوامر وقف الخسارة التابعة" أو "أوامر وقف الخسارة المتحركة"، والتي تمنح المستثمرين مرونة أكبر في تحديد المستويات التي ينبغي عندها بدء عملية البيع وضمان المكسب المحتمل.
 

- هناك طريقتان لإدخال أوامر وقف الخسارة، إما عبر تحديد مبلغ ثابت من المال لا يرغب المستثمر في خسارة أكثر منه أو عبر تحديد نسبة مئوية، وفي كلا الحالتين ستبدأ عملية البيع فور بلوغ المستوى المستهدف، بحسب موقع "ذا بالانس".
 

- في بعض الأوقات، تثبت صحة توقعات المستثمرين وترتفع الأسهم، لكن تكون نسبة السعر إلى الأرباح عند أعلى مستوياتها في سنوات، ما يجعل المستثمر يظن أن السهم مقيَّمٌ بأعلى من قيمته الحقيقية وعلى وشك الهبوط.
 

- عند هذه المرحلة يمكن للمستثمر ببساطة جني أرباحه والهروب بعيدًا عن هذا الاستثمار المهدد، لكن ماذا إذا اعتقد أنه بإمكان السهم مواصلة الارتفاع لكنه لا يزال يخشى أيضًا أي انخفاض مفاجئ؟ الحل كما ذكرنا هو "أوامر وقف الخسارة التابعة".



 

- في المثال الأخير، لنفترض أن السهم بلغ 30 دولارًا بالفعل، والمستثمر قد حدد مستوى إيقاف الخسارة التابع عند 10%، فهذا يعني أن عملية البيع ستبدأ إذا تراجع السعر إلى 27 دولارًا (10% × 30= 3، 30 – 3= 27 دولارًا).
 

- إذا استمر السهم في الارتفاع ، يواصل كذلك مستوى إيقاف الخسارة التابع، فمثلًا إذا ارتفع السعر إلى 40 دولارًا فإن عملية البيع ستبدأ حال تراجعه 10% إلى 36 دولارًا، وحال بلغ 50 دولارًا تبدأ عند 45 دولارًا وهكذا.
 

- ما دام السهم يواصل الارتفاع بثبات نسبي فلا شيء مزعجاً سيحدث، فقط تبدأ عملية البيع إذا انخفص السعر إلى مستوى غير مرغوب فيه، وبذلك تعمل هذه الأداة كحاجز متحرك تتحصن وراءه القيمة المكتسبة قبل فقدانها.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.