نبض أرقام
04:18 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

لماذا انتعشت الأسهم الأمريكية هذا العام؟ وماذا ينتظرها على المدى القصير؟

2019/03/13 أرقام

عند النظر في حركة أسعار الأصول، فإنها إما تكون مدفوعة بالمعنويات في السوق، أو بالعوامل الأساسية، وفي الحالتين، كانت الموجة البيعية للأسهم الأمريكية أواخر العام الماضي وانتعاشها هذا العام سريعة بشكل مثير للإعجاب، بحسب "وول ستريت جورنال".

 

 

بالنسبة للأساسيات، فإن الهبوط جاء متزامنًا مع مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، وتوقعات تشديد الاحتياطي الفيدرالي لسياسته النقدية أكثر من اللازم، إضافة إلى القلق إزاء حرب التعريفات الجمركية الشرسة بين الولايات المتحدة والصين، فيما جاء الانتعاش بعد انحسار المخاوف إزاء نفس العوامل.

 

هناك تغير كبير طرأ على هذه العوامل، وبدلًا من توقع المستثمرين ارتفاع معدل الفائدة الأمريكية بين مرتين وثلاث مرات، أصبح هناك احتمال نسبته 7% أن يخفض الفائدة، ولا توقعات برفعها هذا العام، بحسب "سي إم إي جروب".

 

دور الأساسيات

 

- الأسهم الأكثر حساسية لقرارات الاحتياطي الفيدرالي، مثل وكلاء السندات في قطاعي المرافق والعقارات، كانت الأفضل أداءً منذ نهاية سبتمبر الماضي وحتى قبل بدء الموجة البيعية مباشرة، واستفادت من ارتفاع عائدات سندات الخزانة في تجاوز اضطرابات ديسمبر على خير.

 

- الأسهم الأقل تعرضًا للتباطؤ الاقتصاد الأمريكي، حققت أداءً جيدًا أيضًا، وبقيت السلع الاستهلاكية الأساسية على ما كانت عليه بنهاية سبتمبر، أما أسهم أشباه الموصلات التي تعرف بحساسيتها الكبيرة للحرب التجارية فشهدت انتعاشًا ملحوظًا هي الأخرى.

 

- كما ارتفعت أسعار النحاس (وهو سلعة حساسة للغاية إزاء النمو الصيني والتجارة بين واشنطن وبكين) إلى أعلى من مستوياتها المسجلة في سبتمبر، لكنها مثل أسهم أشباه الموصلات لم تعوض كافة خسائر 2018.

 

 

- كان هناك ما يبرر الانتعاش الكبير هذا العام مع تراجع المخاوف بشأن الركود الأمريكي، لكن الحقيقة أن الاقتصاد العالمي لا يسير على ما يرام، حيث ستستغرق سياسات التحفيز الصينية وقتًا قبل ظهور الأثر الفعلي لها، في حين تعاني أوروبا واليابان من انكماش التصنيع.

 

دور المعنويات

 

- بالنظر إلى المعنويات، يبدو العالم مختلفًا بعض الشيء، حيث كان المستثمرون الأمريكيون متفائلين قبل اندلاع الموجة البيعية، قبل أن تتمكن المشاعر السلبية بشكل مفرط منهم بحلول عيد الميلاد، لكنهم دفعوا الأسهم للارتفاع سريعًا بعد ذلك.

 

- لا يوجد علم لقياس المعنويات، لكن استطلاع الرأي الذي أجراه الاتحاد الأمريكي للمستثمرين الأفراد أظهر أنه بحلول نهاية فبراير كان التفاؤل بالاتجاه الصعودي عند أعلى مستوياته منذ أكتوبر من العام الماضي تقريبًا، حينما كان هناك قليل من المراهنين على الاتجاه الهبوطي.

 

- لم يكن المستثمرون متفائلين كما كانوا في بداية عام 2018، عندما تحدث الجميع عن نمو عالمي قوي، لكن بدا الأمر وكأنه تفاؤل حذر مشابه لما ساد في السوق قبل الموجة الهبوطية، وهو نمط أكدته استطلاعات ومسوحات أخرى لقياس المعنويات.

 

- ترتبط المعنويات والأساسيات معًا بقوة، وقبل الموجة البيعية كان المستثمرون متفائلين، لكن هذا التفاؤل شابه القلق من تحركات الفيدرالي والحرب التجارية والتباطؤ الاقتصادي المحتمل، وتغلبت الأسواق في النهاية على مخاوفها مع تحسن العوامل الأساسية وعندها تخلصوا من القلق.

 

 

آفاق قاتمة

 

- من غير المرجح أن يصبح الاحتياطي الفيدرالي أحد العوامل المحفزة، فتخفيض الفائدة في هذه المرحلة سيكون إشارة سيئة، ومن المحتمل أن يثير مخاوف من أزمة اقتصادية مقبلة، وهو ما حدث في السوق الأوروبي بالفعل.

 

- عندما قرر البنك المركزي الأوروبي مؤخرًا تخفيف سياسته، لم يتناول المستثمرون إجراء البنك كمحاولة لدعم الأسواق، وركزوا على الأخبار السيئة التي دفعته لفعل ذلك، وحينها هبطت الأسهم بالطبع.

 

- لا تزال هناك مخاوف قائمة بشأن التجارة، فرغم التفاؤل بشأن فرص توصل الولايات المتحدة والصين لاتفاق مشترك ينهي الصراع، يظل احتمال انهيار المفاوضات كبيرًا، ما يهدد بتراجع الأسواق مرة أخرى.

 

- لسوء الحظ، الأنباء الاقتصادية قاتمة، ووفقًا للبيانات المتاحة حتى الآن، يقدر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا النمو السنوي في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% فقط خلال الربع الأول من هذا العام، فيما تشير الدراسات الاستقصائية إلى تراجع إنتاج المصانع الصينية واليابانية والأوروبية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.