نبض أرقام
04:19 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

"ساتيا ناديلا".. الهندي الذي أعاد لـ"مايكروسوفت" مجدها الضائع

2019/03/17 أرقام - خاص

في مطلع الألفية الثالثة وتزامنًا مع انفجار فقاعة "دوت كوم" في الولايات المتحدة، فقد سهم "مايكروسوفت" أكثر من نصف قيمته، لكن تحت إدارة الرئيس التنفيذي السابق "ستيف بالمر" الذي تولى المسؤولية في أوائل عام 2000 استطاعت الشركة وقف نزيف القيمة.

 

وبحلول أوائل عام 2001 كان السهم قد هبط إلى ما دون 22 دولارًا، قبل أن يعوض بعض خسائره ويستقر لسنوات بين 25 و30 دولارًا، لكنه هبط مجددًا عام 2009 عقب الأزمة المالية إلى أدنى مستوياته في أكثر من عقد من الزمان.

 

على أي حال، استطاع "بالمر" مجددًا وقف نزيف القيمة وتعويض بعض الخسائر، لكن السهم ظل بعيدًا كل البعد عن أعلى مستوياته على الإطلاق وتباطأت المبيعات، حتى حان موعد رحيل "بالمر" في فبراير 2014، وحينها كان سعر السهم قرب 38 دولارًا.

 

 

منذ ذلك الحين، وتحت قيادة "سانتا ناديلا" ارتفع سهم "مايكروسوفت" إلى ثلاثة أضعاف هذا المستوى، حيث بلغ أعلى سعر له على الإطلاق في سبتمبر من العام الماضي، عندما تجاوز 114 دولارًا، قبل أن يتراجع قليلًا ويُتداول حاليًا قرب 110 دولارات.

 

وتحت قيادة "ناديلا" استطاعت "مايكروسوفت" تجاوز شركة "إكسون موبيل" من حيث القيمة السوقية في عام 2014، وفي أواخر 2018 تجاوزت "آبل"، لتصبح أكبر شركة في العالم لبعض الوقت، فما الأثر المختلف الذي أحدثه "ناديلا" في 5 سنوات ولم يتمكن "بالمر" من فعله طوال 14 عامًا؟

 

من زحام الهند إلى صخب وأضواء أمريكا

 

- وُلد "ناديلا" في التاسع عشر من أغسطس عام 1967، لموظف حكومي يدعى "ناديلا يوغاندهار" في أنانتابور بولاية أندرا براديش الهندية، ثم انتقل في وقت مبكر من طفولته إلى حيدر آباد بنفس الولاية، حيث ترعرع هناك، بحسب موقع "ساكسِس ستوري".

 

- حصل على شهادة البكالوريوس من معهد مانيبال للتكنولوجيا في الهند، وكباقي أقرانه من المهندسين الشباب، سافر "ناديلا" إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراسة الماجستير في جامعة ويسكونسن، ثم حصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة شيكاغو في وقت لاحق.

 

- تخصص "ناديلا" في بداية مشواره الدراسي في الهندسة الكهربائية، لكنه ركز على علوم الحاسوب عند انتقاله إلى الولايات المتحدة، وخلال دراسته بجامعة ويسكونسن، عمل لدى "صن مايكروسيستمز" قبل مغادرتها ليلتحق بـ"مايكروسوفت" عام 1992.

 

 

- في بداية انضمامه للشركة، ركز "ناديلا" على تطوير "ويندوز إن تي"، وهو نظام تشغيل كان مخصصًا للشركات، وخلال عمله بدوام كامل لدى "مايكروسوفت" حصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة شيكاغو عام 1997، بحسب "بريتانيكا".

 

- منذ ذلك الحين، قاد "ناديلا" العديد من المشروعات الداخلية للشركة، والتي ركزت بالأساس على الحوسبة السحابية، ثم أصبح نائب رئيس البحث والتطوير في أعمال الخدمات عبر الإنترنت، قبل ترقيته إلى نائب رئيس "مايكروسوفت".

 

- يرجع الفضل إلى "ناديلا" في التحول التكنولوجي الذي طرأ على جزء كبير من خدمات العملاء التي تقدمها الشركة وكذا البنية التحتية والخدمات السحابية، التي زادت مبيعاتها، بفضل مساهماته، بمليارات الدولارات.

 

"مايكروسوفت" تعود إلى القمة

 

- في الرابع من فبراير عام 2014، أصبح "ناديلا" الرئيس التنفيذي لـ"مايكروسوفت"، ليُعد بذلك ثالث شخص يشغل هذا المنصب على مدار تاريخ الشركة البالغ 44 عامًا، بعد "بيل جيتس" و"ستيف بالمر"، واستكمل عملية الاستحواذ على "نوكيا" رغم تحفظاته السابقة عليها.

 

- بعد إتمام الصفقة في أبريل من نفس العام، أعلن "ناديلا" عن أكبر عملية تسريح في تاريخ "مايكروسوفت"، حيث ألغى 18 ألف وظيفة، معظمها في "نوكيا"، وقاد جهود الاستحواذ على موقع "لينكد إن" عام 2016، ثم "جيت هاب" عام 2018.

 

 

- في أول ظهور علني له، لم يبدِ "ناديلا" أي اهتمام بالمنتج الرئيسي لشركة البرمجيات والذي استهل مشواره المهني لديها بالمشاركة في تطويره، وهو "ويندوز"، وبدلًا من التحدث عن القيمة التي سيخلقها للعملاء توجه بسؤال للموظفين: "ماذا سنفعل لو اختفت مايكروسوفت؟".

 

- يعلق رئيس مجلس الإدارة "جون طومسون" على نهج "ناديلا" قائلًا: كان يحاول إرسال رسالة إلى العالم مفادها أننا نركز على احتضان الخدمات السحابية، وأننا أكثر تركيزًا على تكنولوجيتنا التي تعمل على جميع المنصات، وفقًا لـ"سي إن بي سي".

 

- خلال السنوات الخمس الماضية برز دور "مايكروسوفت" كمزود رئيسي لخدمات الحوسبة السحابية، خاصة للشركات الكبيرة، وأصبحت منافسًا رئيسيًا لـ"أمازون ويب سرفيسز" في سوق البنية التحتية السحابية.

 

- تحت قيادة "ناديلا" ابتعدت "مايكروسوفت" عن البرامج التي يمكن بيعها لمرة واحدة فقط، وركزت أكثر على الخدمات السحابية القائمة على الاشتراكات، واليوم يأتي ما يقرب من ثلثي إيرادات الشركة عبر هذه الخدمات.

 

 

- في عهد "ناديلا"، ارتفعت القيمة السوقية لـ"مايكروسوفت" بنحو 185%، وتقف الآن قرب 850 مليار دولار، تجعلها الشركة الأكبر في العالم (وهي المكانة التي فقدتها منذ نحو 16 عامًا)، متفوقة على كل من "آبل" و"أمازون" و"ألفابت".

 

- من بين الخطوات الجريئة التي أقدم عليها "ناديلا" الاستعانة بنظام "لينوكس" المنافس في خدمات "مايكروسوفت" السحابية، وإصدار نسخة من برنامج "أوفيس" تتطابق مع جهاز "آيباد"، ومن ثم إطلاق تطبيقات رئيسية أخرى تتماشى مع "آيفون" و"أندرويد" مثل "أوت لوك".

 

- يقول "ناديلا" في كتابه "بدء الانتعاش" إن الشخصية البارعة التي لا تضع فريق العمل في المقام الأول يمكنها تدمير الفريق بأكمله، وهو نهج استعان به كي ينجح في استعادة روح الابتكار في "مايكروسوفت"، بحسب أستاذ التاريخ بجامعة تولين "والتر إيزاكسون".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.