نبض أرقام
04:22 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

من غياهب السجن إلى دوائر السلطة والمال.. قصة الملياردير العصامي "علي شير عثمانوف"

2019/03/03 أرقام - خاص

في عام 1980، أدين "علي شير عثمانوف" بارتكاب جرائم اقتصادية، منها التزوير والابتزاز في طشقند، عاصمة أوزبكستان، وحُكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات، وعلى إثر هذا الحكم فُصل والده من عمله كنائب للمدعي العام في البلاد.
 

 

الأصول الأوزبكية وحتى السجن، الذي قيل إنه جاء نتيجة اضطهاد سياسي، لم يكبلا يد الملياردير الروسي "عثمانوف" ولم يحرماه من مطاردة الفرص شرقًا وغربًا، بحثًا عن الثروة والنفوذ اللذين حصد منهما الكثير في نهاية المطاف، رغم المعوقات المصطنعة والطبيعية.

 

والآن، "عثمانوف" هو أحد أفراد الطبقة "الأوليغارشية" -الأقلية المهيمنة على الثروة والحكم- في روسيا، ويُعرف بكونه أحد رجال الأعمال الذين تربطهم علاقة عميقة بالكرملين والرئيس "فلاديمير بوتين" مباشرة.

 

تتنوع استثمارات "عثمانوف" حاليًا في قطاعات مثل تعدين خام الحديد وصناعة الصلب والإنترنت ووسائل الإعلام، ويركز بشكل كبير على الوجود في السوق الروسي، ومع ذلك فله اهتمامات استثمارية رياضية في إنجلترا.

 

إدانة وبراءة متأخرة
 

- وُلد "عثمانوف" في التاسع من سبتمبر عام 1953، في شوست بأوزبكستان، وأمضى المرحلة المبكرة من طفولته في طشقند، وراوده كثيرًا حلم الالتحاق بالسلك الدبلوماسي، لذا انتقل إلى روسيا ليلتحق بمعهد موسكو للعلاقات الدولية، بحسب موقع "ساكسِس ستوري".
 

- تخرج "عثمانوف" عام 1976 بعدما تخصص في القانون الدولي، وعقب ذلك عاد أدراجه إلى طشقند، وعُين مديرا لجمعية الاقتصاد الخارجي التابعة للجنة السلام السوفيتية، وهي لجنة ذات أنشطة مشتركة بين بلدان الاتحاد السوفيتي.
 

 

- لكن المستقبل الذي بدا مشرقًا في وجه الشاب المفعم بالطاقة والإقبال على الحياة لم يكن كذلك، فبعد سنوات قليلة من بدء رحلته المهنية تم الزج به في السجن بتهم الاحتيال والتزوير، وبدأت حياته تتخذ منحنى مختلفا.
 

- بعد مرور 6 سنوات من فترة سجنه، قضت محكمة سوفيتية بإسقاط التهم الموجهة إليه والإفراج عنه، وفي عام 2000 أصدرت المحكمة العليا في جمهورية أوزبكستان حكمًا بإعادة الاعتبار إلى "عثمانوف"، وقالت إنه كان ضحية الاضطهاد السياسي، وفقًا لـ"فورتشن".
 

- جمع "عثمانوف" المال في وقت مبكر من رحلته كرائد أعمال عبر إنتاج الأكياس البلاستيكية الرخيصة في أواخر الثمانينيات، تزامنًا مع اتجاه الاتحاد السوفيتي نحو الانهيار، ثم أصبح تركيزه الرئيسي منصبا على سوق الأسهم.
 

- خلال هذه الفترة، تقلد مناصب عليا في عدة شركات، فأصبح نائب المدير العام لشركة "إنتركروس جيه إس سي"، ثم رئيسا لـ"إنترفين إنتربانك إنفستمنت"، والنائب الأول لرئيس "مابو بنك"، كما ترأس "جازبروم إنفستهولدنغ" من عام 2000 إلى 2014.

 

بناء السمعة يحتاج لسنوات
 

- يقول "عثمانوف": استغرق الأمر مني 14 عامًا أخرى لاستعادة سمعتي، وإثبات أنه تم استهدافي ظلمًا، لقد قابلت طوال مسيرتي المهنية أناسا متحيزين يريدون وضعي في موضع اللص القادم من آسيا الوسطى.
 

- يضيف في مقابلة مع صحيفة "تايمز أوف لندن" عام 2007: الاتهامات كانت باطلة وملفقة، وخسرت 6 سنوات من حياتي بسبب الخلافات الداخلية في الاستخبارات الروسية "كيه جي بي".
 

 

- "عثمانوف" السجين سابقًا والملياردير العصامي المقرب من دوائر اتخاذ القرار حاليًا، تنفس الصعداء عقب إخلاء سبيله، وعاد لمزاولة حياته المهنية بشكل طبيعي، لكن كانت نقطة التحول في حياته عند مشاركته في تأسيس "ميتالو إنفست" عام 1999.
 

- ركزت الشركة في الأساس على إدارة مجموعة من عمليات الاستحواذ في صناعة التعدين، فباتت تمتلك حصصًا كبيرة في شركات ضخمة، وأصبحت أكبر منتج لخام الحديد في روسيا، قبل أن يقرر "عثمانوف" تنويع أعماله في صناعات أخرى مثل الاتصالات والأخشاب.
 

- يقول أيضًا "عثمانوف": كنت قد سئمت من الاضطرار إلى الإجابة عن الافتراءات القديمة في حقي، لم أرتكب أي جرم، لكن في النهاية استطعت أن أبقى صادقًا وأحد أنجح رجال الأعمال في العالم، رغم مجاورتي للمجرمين طيلة 6 سنوات.

 

مستثمر من طراز فريد
 

- لم يكن "عثمانوف" رجل أعمال ذا طراز قديم، بحيث يركز على الأعمال الصناعية التقليدية الضخمة المحققة للإيرادات، وكان من أوائل المستثمرين في شبكة "فيسبوك" وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"زينغا" و"جروابون".
 

- كان أيضًا أحد المستثمرين المغامرين في الرياضة، حيث اشترى حصة نسبتها 14.58% من أسهم نادي "أرسنال إف سي" الإنجليزي لكرة القدم، قبل أن يرفع حصته إلى 29% عام 2008، بحسب موقع "فيماص إنتربرونيرز".
 

 

- تُقدر "فوربس" ثروته حاليًا بنحو 12.7 مليار دولار، انخفاضًا من 18.6 مليار دولار في 2014، وصنفته كأحد أقوى الأشخاص في العالم عام 2016، وله استثمارات في شركات صينية مثل "جيه دي دوت كوم" و"شاومي".
 

- كونه يحمل الجنسية البريطانية أيضًا صنفته صحيفة "صن داي تايمز" أغنى رجل في المملكة المتحدة عام 2013، بفضل ثروته الصافية التي بلغت 13.3 مليار إسترليني آنذاك.
 

- حصل "عثمانوف" على وسام الشرف الروسي عام 2004، ووسام الصداقة لجمهورية كازاخستان عام 2011، بالإضافة إلى نوط خدمة الوطن عام 2013 ووسام "ألكسند نيفسكي" في 2014.
 

 

- في ديسمبر الماضي، أعلنت النسخة الروسية من مجلة "فوربس" اسم رجل الأعمال الروسي الأوزبكي كأفضل رائد أعمال خلال 2018، قائلة إنه أجرى عددًا قياسيًا من المعاملات والأنشطة لجذب الاستثمارات إلى داخل البلاد.
 

- عن علاقته بالرئيس الروسي يقول "عثمانوف": أنا فخور بأنني أعرف "بوتين"، وحقيقة أن الجميع غير معجبين به ليست مشكلته هو، فلا أعتقد مثلًا أن العالم بأثره كان يحب "هاري ترومان" بعد الهجوم على ناجازاكي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.