نبض أرقام
04:22 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

الدولار أم الذهب أم كلاهما..ما الملاذ الآمن لأصول المستثمرين عند وقوع الأزمات؟

2019/02/20 أرقام

أفاد الفائز بجائزة "نوبل" للاقتصاد "طوماس شيلينج" بأن الأشخاص يميلون للتصرف غالباً بشكل نمطي لو علموا أن الآخرين يحاولون فعل نفس النمط، وبالمثل، فإن أغلب الحالات تدور حول نقطة محورية، وبقية الأطراف تتبع نفس النقطة، فماذا لو تعرض الاقتصاد العالمي لأزمة؟ هذا ما سيتحدث عنه تقرير نشرته "الإيكونوميست".

 

عند تعرض الاقتصاد العالمي لأزمة ما، فإن ذلك يعني تعرض الاقتصادات للذعر، ويتجه المستثمرون نحو بيع الأصول المحفوفة بالمخاطر والتحول إلى الملاذ الآمن، ولكن في تلك الظروف، ما "الملاذات الآمنة"؟

 

 

العملات والمعدن النفيس

 

- يعد النقد أكثر الأصول السائلة شيوعاً، ولكن في حالة الأزمات، أي أنواع هذا النقد يمكن أن يكون ملاذاً آمناً، ويجيب "شيلينج" أن الدولار هو أكثر نقطة محورية حيادية، ولكن في ظل عدم انضباط الأسواق المالية الأمريكية وعجزها الهائل في الحساب الجاري، ربما يتطلب الأمر وقفة.

 

- ليس الدولار فقط، بل إن العملات الأخرى لها مشاكلها وأعباء اقتصاداتها أيضاً، وبالتالي، فإن هناك وجهة آمنة أخرى يمكن اللجوء إليها، وهي الذهب.

 

- لا يزال الكثيرون يرون الذهب أحد أفضل وأهم الملاذات الآمنة لما له من قيمة ملموسة، فهو رغم كل التقلبات في الأسواق، يعد بمثابة تحوط في مواجهة التضخم.

 

- في الدول المتقدمة، لا يمثل التضخم تهديداً نظراً لكونه يحوم بالكاد قرب مستوى 2% الذي تستهدفه البنوك المركزية لتلك الاقتصادات وتحاول جاهدةً بلوغ هذا المستهدف.

 

- عند الحديث عن بدائل للذهب يمكن اعتبارها ملاذات آمنة، يمكن التفكير في اليورو، ولكن هناك مشكلة في اقتصادات منطقة اليور مثل الموازنات وتأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بينما لا يمكن تداول العملة الصينية "اليوان" بسهولة.

 

- أما الين الياباني، فهو يعد ملاذا آمناً لا بأس به، فالأصول الأجنبية اليابانية – أي صافي ما يمتلكه المقيمون اليابانيون في الخارج – تقدر بثلاثة تريليونات دولار تعادل 60% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي.

 

- في وقت الأزمات، يدفع الطلب القوي الين نحو الارتفاع، ويتبع هذا الصعود إقبال المزيد من المستثمرين، وبالمثل، الفرنك السويسري، ولكن الفائدة السالبة في اليابان وسويسرا على مدار سنوات تكبح صعود العملتين.

 

 

الدولار الأمريكي

 

- أما الدولار، فليس له نظير، ففي خضم الأزمة المالية العالمية في 2008، شهد ارتفاعاً واسع النطاق نتيجة انتعاش عمليات الاقتراض بالعملة الأمريكية، وبالتالي، عند وقوع أزمة، يحدث تدافع على الدولار.

 

- لا يزال العالم يُقبل على حيازة الدولار من مستثمرين إلى شركات وبنوك مركزية، وخلال الأزمات على وجه الخصوص، يزداد إقبال الأسواق على العملة الخضراء بعيداً عن الولايات المتحدة.

 

- لا يزال الدولار يمثل أساساً للاحتياطيات النقدية لدى البنوك المركزية العالمية بشكل رسمي متفوقاً على الين والفرنك واليورو والجنيه الإسترليني.

 

- رغم ذلك، انخفضت حصة الدولار لدى احتياطيات البنوك المركزية العالمية (المقدرة بـ10.7 تريليون دولار) من 65% عندما تم انتخاب "ترامب" رئيساً لأمريكا إلى أقل من 62% مؤخراً، بحسب بيانات صندوق النقد الدولي.

 

- ربما يكون هذا التراجع نتيجة لتنامي المخاطر الجيوسياسية حيث إن الدولار يلعب دوراً مركزياً في حركة التجارة والمال عالمياً مما يتيح للولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية على دول أو شخصيات أو كيانات.

 

- نجحت أمريكا في تلك العقوبات بسبب سطوة الدولار في صناعة المال العالمية، وهو ما أجبر روسيا مثلاً على خفض حصة الدولار من احتياطياتها إلى 22% لكنها زادت حصة اليوان واليورو.

 

- في المقابل، تقبل روسيا على شراء الذهب بكثافة، لكن ليست موسكو وحدها، فقد قفز صافي مشتريات البنوك المركزية من المعدن النفيس بنسبة 72% عام 2018، وهي أكبر وتيرة سنوية منذ عام 1971، وهو العام الذي ألغى فيه رئيس أمريكا "ريتشارد نيكسون" ربط الدولار بالمعدن النفيس.

 

- والآن، مع تنامي المخاوف، هناك إقبال على الدولار كنقطة محورية يلتقي عندها المستثمرون كتحوط ضد الأزمات، ولكن كثافة الإقبال ربما تكون سلبية كما لو كان جميع الأشخاص في محطة قطارات يبحثون عن شخص واحد.

 

- سيختلف الأمر بالطبع لو تم تنويع أصول الملاذات الآمنة بين الدولار والذهب ليصبح الأمر كالبحث عن عدد من الأشخاص داخل محطة القطارات المشار إليها.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.