نبض أرقام
04:26 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

لماذا تخلت "إيرباص" عن إنتاج أكبر طائرة ركاب في العالم؟

2019/02/18 أرقام

تمتلئ مقابر الطائرات بطرازات لم تحلق في الهواء كثيرًا، مثل طائرة "سبروس جوز" الضخمة، التي كانت يومًا ما أكبر النماذج على الإطلاق، وصُممت في الأساس كوسيلة نقل عسكري، لكنها حلقت لمرة واحدة، بحسب تقرير لمجلة "التايم".

 

 

وهناك أيضًا "كونكورد"، التي تعد واحدة من أسرع طائرات الركاب على الإطلاق، لكن لارتفاع تكاليف التشغيل واللوائح التنظيمية التي تحظر الضوضاء، فقد أصبحت طرازًا من الماضي، والآن يقترب موعد النهاية بالنسبة لـ"إيرباص إيه 380"، وهي أكبر طائرة ركاب في العالم حاليًا.

 

ليست الخيار الأمثل للمشغلين

 

- قد يرى مشغلو خطوط الطيران "إيه 380" كأعجوبة هندسية وأحد الخيارات المحببة لقطاع واسع من الركاب، لكن المسائل الاقتصادية لا تلتفت لمثل هذه المشاعر، وقد أعلنت "إيرباص" التوقف عن إنتاجها بعد 12 عامًا من استخدامها بشكل تجاري.

 

- طائرة "إيه 380" تكلف شركات الطيران الكثير لتزويدها بالوقود والصيانة، لكن الطراز الضخم يمكن تهيئته لنقل ما بين 550 إلى 800 راكب وفقًا للمنظور النهائي للتصميم الداخلي لكل واحدة.

 

- هذه الأعداد تبدو مثيرة للإعجاب، لكن على الورق فقط، فهي مزعجة عند النظر إليها عن قرب بعين المشغل، فصناعة الطيران تدور حول ملء الطائرات بأكبر عدد من الركاب، وكلما زادت المقاعد الشاغرة في أي رحلة، زادت احتمالات الخسارة.

 

- لهذا السبب تقدم شركات الطيران أحيانًا خصومات هائلة، لجذب أكبر قدر ممكن من المسافرين (وفقًا لمبدأ؛ أي شيء أفضل من لا شيء)، ومع كبر حجم "إيه 380"، فإن مشكلة المقاعد الشاغرة تصبح أكبر أيضًا.

 

- يقول أستاذ الاقتصاد في جامعة إمبري ريدل للطيران "بيجا فاسيغ": ملء طائرة من 600 مقعد أمر صعب لشركات الطيران، بخلاف طائرة مثل "بوينج 787" التي تتسع لمائتي راكب فقط، والشركات لن تخاطر ببيع 60% فقط من تذاكر الرحلة.

 

 

بدائل أكثر فاعلية

 

- في السابق كان الاعتماد على "إيه 380" يبدو منطقيًا، أو على الأقل كانت هناك حجة تجعلها وسيلة رابحة، لكن تصميم وتنفيذ الطائرة الواحدة يستغرق عدة سنوات قبل أن تصبح قابلة للاستخدام تجاريًا.

 

- شكلت أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات بداية نهاية عصر الطائرات فائقة الحجم، الذي هيمنت عليه طائرة "بوينغ 747"، وبعد ذلك أصبحت الخطوط الجوية أكثر تركيزًا على مراكز السفر المزدحمة.

 

- كان من المنطقي سعي شركات الطيران آنذاك للبحث عن طريق لوضع أكبر عدد ممكن من الركاب على متن الرحلة الواحدة بين هذه المراكز، ومن ثم استخدام طائرات أصغر أو الدخول في شراكات مع مشغلين آخرين لنقل المسافرين إلى وجهتهم.

 

- مثل المحاولات السابقة المعقدة لتشغيل الطائرات فائقة الحجم، عانت "إيه 380" من تأخير إقلاعها رسميًا عدة مرات، لكن في النهاية ومع بدء استخدامها بشكل تجاري عام 2007، كانت أعمال السفر الجوي الدولية بدأت تتغير.

 

- مكنت الطائرات الجديدة ذات الكفاءة العالية في استهلاك الوقود وتصاميم المحركات الأحدث، من القيام برحلات طويلة المدى باستخدام طرازات من محركين، مثل "بوينغ 787" و"إيرباص إيه 350".

 

- هذه الطائرات تجعل من الممكن لشركات الطيران الدولية تشغيل المزيد من الخطوط المباشرة إلى مجموعة متنوعة من الوجهات، ولعل ذلك يفسر سبب تحول المشغلين إلى الطائرات الأصغر حجمًا على حساب "إيه 380".

 

 

المسافر سيستفيد

 

- في حين أن بعض الركاب قد يفتقدون هذه الطائرة بعد تخارجها من الخدمة، فإنهم سيستفيدون من التغيرات التي ستطرأ نتيجة تقاعدها، ويقول "فاسيغ": بالنسبة للمسافرين على درجة رجال الأعمال ستكون هناك رحلات أكثر وذات خدمة أفضل.

 

- يضيف "فاسيغ": إذا كانت لديك طائرات أصغر، فيمكنك تسيير عدد رحلات أكبر، مثلًا رحلة صباحًا من لندن إلى نيويورك وأخرى مساءً على متن طائرة من 250 مقعدًا، لكن إذا كنت تستخدم طائرة بها 600 مقعد، فغالبًا ستطلق رحلة واحدة.

 

- لا يعني ذلك أن الطائرة الضخمة ستختفي من السماء بين عشية وضحاها، بمجرد توقف إنتاجها، فمن المرجح أن تظل قيد الاستخدام لسنوات من قبل طيران الإمارات و"كانتاس"، خاصة مع تأكيد "إيرباص" على استمرار تقديم الخدمات اللاحقة للشراء.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.