نبض أرقام
04:26 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

انقسام وساحة معارك بين أمريكا والصين في حرب الإنترنت..تُرى من سيفوز بالكعكة التكنولوجية؟

2019/02/12 أرقام

من "هواوي" إلى "زد تي إي" والمدفوعات الرقمية في الصين إلى حرب جمركية مع الولايات المتحدة ومفاوضات متعثرة بين البلدين، أشارت "وول ستريت جورنال" في تقرير إلى ساحة معارك من نوع جديد - لا علاقة بها بالبنادق والبارود - بل إنها حرب الإنترنت.

 

وفي أغلب دول العالم، يعد الإنترنت متاحاً للجميع، فالمستخدمون يمكنهم قول ما يريدون والمطورون يمكنهم طرح أفضل إبداعاتهم من تطبيقات وألعاب إلكترونية على الجوالات والحواسب.

 

ومن أبرز النقاط التي ارتكزت عليها حرب الإنترنت بين أمريكا والصين شبكة الجيل الخامس "5G" حيث تستهدف بكين الفوز بزمام المبادرة وتصبح المزود الرئيسي لهذه التكنولوجيا حول العالم.

 

 

نريد فرصة.. ولكن

 

- أعرب بعض مسؤولي "وادي السليكون" عن القلق بشأن مخاطر تغلغل الشركات الصينية في تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي و"5G"، وفي نفس الوقت، يطالبون بكين بتقليل أو تنظيم الرقابة التي تفرضها على الإنترنت في سوقها المحلي والانفتاح على شركات أمريكية.

 

- يرى خبراء أن الرقابة التي تفرضها الصين على الإنترنت تعد مثل الهواء الملوث، فالمواطنون منخرطون داخله ويستنشقونه، ويبدون متعايشين معه، ولكن عندما يخرجون من تحت عباءته، يكتشفون مدى أضراره.

 

- في نفس الوقت، ربما تتسبب التنافسية بين الولايات المتحدة والصين في انقسام عالمي، ففي أمريكا ودول أخرى، يشتري المستخدمون ويبيعون عبر الإنترنت من خلال "أمازون"، وتضاهيها "علي بابا".

 

- بالمثل، هناك "ألفابت" – المالكة لـ"جوجل" – في أمريكا، ولكن هناك "بايدو" في الصين، أيضاً، خدمات الدفع عبر "آبل باي" في لندن تنافسها "علي باي" في الصين وهلم جرا.

 

- حجبت الصين "جوجل" و"فيسبوك" وخدمات أخرى عن مواطنيها مما عزز مكانة لاعبين تكنولوجيين آخرين لديها مثل "علي بابا" و"ويشات"، وتحاول منافساتها من أمريكا الحصول على فرصة لدخول بكين، ولكن دون قيود أو رقابة حكومية.

 

تصادم "5G"

 

- يتفاقم الصدام التكنولوجي في عالم الإنترنت بين واشنطن وبكين عند زاوية شبكة الجيل الخامس التي من المتوقع أن تُحدث طفرة في قطاع الاتصالات سواء من حيث تنزيل الأفلام في ثوانٍ أو الاتصال بين السيارات ذاتية القيادة.

 

 
 

- يكمن الجانب الأخطر ومكمن القلق الأكبر لدى واشنطن في استخدامات "5G" عسكرياً، فمن الممكن استغلال هذه التكنولوجيا في الربط والاتصال داخل ساحات المعارك وتحقيق التواصل بين الدبابات والطائرات دون طيار "درون" باستخدام الذكاء الاصطناعي.

 

- تريد الصين التوسع في "5G" والهيمنة على كل جوانب هذه التكنولوجيا من إطلاق شبكات أو منتجات وأجهزة داعمة لها، ولكن هذه الطموحات اصطدمت بمخاوف الغرب، واتخذت واشنطن ولندن وغيرهما خطوات لكبح جماح بكين.

 

- من أبرز الخطوات المتخذة حظر توسع "هواوي" بتقنياتها وأجهزتها واتهامات دول غربية لهذه الشركة وغيرها بالتجسس – على الرغم من نفي "هواوي" – وأيضاً سرقة أسرار تجارية وخرق العقوبات الدولية.

 

- أعرب مسؤولو "هواوي" عن قلق شديد بتأثير القيود التي تفرضها دول الغرب على أنشطة الشركة التي تتعامل مع آلاف الموردين حول العالم، ولكن الصين تسرع الخطى في السوق المحلي لتطوير "5G" والخدمات المرتبطة بها.

 

- تعتمد بعض الدول في إفريقياً مثلاً على الصين في تطوير بنياتها التحتية التكنولوجية، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل إن دولاً تتبع المعسكر الشرقي مثل الهند تريد دعم بكين لتشكيل حائط صد تكنولوجي في مواجهة هيمنة شركات أمريكية كـ"أمازون" و"فيسبوك".

 

- من أجل تعزيز طموحها بالسيادة السيبرانية، اتجهت بكين نحو الأمم المتحدة لمناقشة إجراءات تنظيم الإنترنت فضلأً عن دعوة مسؤولي كبار القطاع التكنولوجي كـ"جوجل" و"آبل" لمناقشة رؤية الرئيس الصيني "شي جين بينج" بشأن الإنترنت.

 

 

صعود في الداخل وقيود في الخارج

 

- في بادئ الأمر، كانت الشركات الأجنبية مرحبا بها في الصين، ولكن الأخيرة فرضت قيوداً ورقابة صارمة على أعمال تلك الشركات، ومع ذلك، تحاول بعض الكيانات استمالة حكومة "شي" للفوز بنصيب في كعكة هذا السوق العملاق.

 

- تطور "جوجل" محرك بحث باللغة الصينية ويخضع لرقابة بكين، كما دخلت "أمازون" السوق الضخم، وأقبل مستخدمو الدولة الأكبر في العالم من حيث تعداد السكان على موقع كـ"يوتيوب" و"تويتر".

 

- رغم ذلك، حجبت الصين بعدها أنشطة "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب" عام 2009، وفي العام التالي، قالت "جوجل" إنها لم تعد ترغب في وضع أعمالها تحت الرقابة الحكومية كما تم حجب مؤسسات ومواقع غربية مثل صحيفة "وول ستريت جورنال".

 

- مع خلو السوق الصيني من كيانات تكنولوجية كبرى، تعاظم دور اللاعبين المحليين مثل "بايدو" و"علي بابا" و"علي باي".

 

- أما خارج الصين في أسواق متنوعة، فقد تم إغلاق محرك البحث الإلكتروني "بايدو" في اليابان ومصر بعد استثمار الموقع في خدمات ومنتجات بلغات محلية في البلدين.

 

- تعرضت "علي بابا" أيضاً لضغوط وقيود في بعض الأسواق كاليابان، ورغم استعانة "تنسنت" – المالكة لتطبيق "ويشات" – بمشاهير عالميين كلاعب كرة القدم "ليو ميسي" في إطلاق حملات دعائية، إلا أن التضييقات لا تزال قائمة.

 

- بعض الشركات الصينية واجهت مشكلات في أسواق خارجية لا لشيء سوى لأنها وصلت متأخرة بعد هيمنة "جوجل" و"فيسبوك" وغيرهما.

 

- من أسباب القيود الأخرى على شركات التكنولوجيا الصينية عالمياً ارتباط أعمال الكثير منها بالحزب الشيوعي الحاكم في الصين، على سبيل المثال، يعد مؤسس "علي بابا" "جاك ما" عضواً في هذا الحزب.

 

- عرقلت السلطات الأمريكية صفقة استحواذ "برودكوم" على "كوالكوم" – منافس "هواوي" في براءات اختراع "5G" – خشية خسارة معركة شبكة الجيل الخامس لصالح بكين.

 

- سارت أوروبا على نهج أمريكا وفرضت هي الأخرى قيوداً على "هواوي" و"زد تي إي" الصينيتين خشية تسريب بيانات ومعلومات حساسة إلى بكين عبر أجهزتهما وخدماتهما.

 

- في ضوء كل هذه المعارك بين الصين من جانب وأمريكا وأوروبا وأسواق أخرى من جانب، أصبح المستخدمون منقسمين بشأن خدمات الإنترنت بوجه عام، فأيهما يمكن التعويل عليه بعيداً عن مشكلات التجسس والخصوصية وفرض السطوة؟

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.