نبض أرقام
04:24 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

التقاط الموجة القادمة.. بصمة "ساتيا ناديلا" في نجاح "مايكروسوفت"

2019/02/11 أرقام

وافق الرابع من فبراير مرور خمس سنوات على تعيين "ساتيا ناديلا" مديراً تنفيذياً لـ"مايكروسوفت"، حيث بذل جهوداً كبيرة حتى أصبحت في نوفمبر الماضي أكبر شركة مدرجة على مستوى العالم للمرة الأولى منذ عام 2002، وتناولت "بي بي سي" في تقرير بصمة "ناديلا" في هذا النجاح.

 

 

كانت "مايكروسوفت" تهيمن على سوق التكنولوجيا أواخر الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي بفضل نظام التشغيل الشهير "ويندوز"، ولكن بعد نجاح "بيل جيتس" في قيادة الشركة في مجال الحوسبة في الفترة بين عامي 1975 و2000، فشل "ستيف بالمر" في صناعة نفس النجاح في الجوالات.

 

لم تستطع "مايكروسوفت" أن تجاري شركات تركت بصماتها في صناعة الجوالات رغم استثمار 5.4 مليار يورو (أكثر من 6 مليارات دولار) بشراء وحدة جوالات "نوكيا" لمواجهة "آبل آيفون" و"آندرويد جوجل".

 

التقاط الموجة القادمة

 

- مرت "مايكروسوفت" تقريباً بنفس المراحل التي نهضت بأسماء كبيرة في صناعة التكنولوجيا من سباتها، فقد بدأ الأمر بفكرة تأسيس شركة ناشئة ثم النمو سريعاً والخروج للعالمية.

 

- من بين الأزمات التي تعرضت لها "مايكروسوفت" اتهامها بالاحتكار والتسبب في إفشال منافسين أصغر، ولكن أفضل ما يميز شركة البرمجيات الأمريكية الشهيرة هو محاولاتها عدم فقدان أي فرصة للنمو في أي مجال ناشئ.

 

- ربما كان ذلك السبب وراء اختيار "ساتيا ناديلا" لمهمة الإدارة التنفيذية حيث إنه كان عازماً على التقاط الموجة التكنولوجية القادمة، ألا وهي "الحوسبة السحابية"، والتي تعرف بأنها "أداة لتطوير برمجيات على أي جهاز".

 

- ربما فشلت الشركة في محاولاتها امتلاك جوال يحمل اسم علامتها التجارية الخاصة، ولكنها ثبتت أقدامها في هذه الصناعة بقوة عبر برامج "أوفيس" والاشتراك بها مما يجني لها إيرادات ضخمة حيث تشكل الاشتراكات نحو ثلثي إيراداتها.

 

 

- أطلقت "مايكروسوفت" منصة الحوسبة السحابية "أزور" ومراكز للبيانات، وبالطبع تم ذلك تحت قيادة "ناديلا" لتصبح في نوفمبر 2018 أكبر شركة مدرجة في العالم –للمرة الأولى منذ عام 2002 – ولكن "أمازون" أزاحتها من هذه المرتبة لاحقاً.

 

انفجروا حماساً

 

- من بين أقوال "ناديلا": "لا نريد أن نصبح الشركة الرائعة في القطاع التكنولوجي، بل نريد أن نكون الشركة التي تجعل الآخرين رائعين"، وعلى ما يبدو، فإن المدير التنفيذي يحاول باستمرار ابتكار أفكار جديدة.

 

- لم تتوان "مايكروسوفت" في التعاون مع منافسيها من أجل تطوير أعمالها، فقد أبرمت شراكة مع "أمازون" التي تنافسها في الحوسبة السحابية، كما أن برنامج "أوفيس" يعمل على أجهزة "آيباد" التي تنتجها "آبل".

 

- أطلقت الشركة ما يسمى بـ"مايكروسوفت جراج" حيث يلتقي الموظفون ذوو الأفكار اللامعة ويجربونها ويطورونها ويرون إمكانات تطبيقها.. والفكرة هنا بسيطة تقول للموظفين: "انفجروا حماساً".

 

- كانت هذه مقولة أحد مديري المشروعات الفائزة لدى "مايكروسوفت" "لينين سيفالينجام"، وكان اسم المشروع "HypeZone" حيث استخدم من خلاله الذكاء الاصطناعي لتحليل الفيديوهات التي تلتقطها كاميرات المرور على الطرق فضلاً عن استغلال ذلك في الألعاب الإلكترونية

 

 

"كهف الخفافيش"

 

- هناك مكان ما داخل "مايكروسوفت" يسمى بـ"كهف الخفافيش" وهو عبارة عن غرفة يتم من خلالها تجربة أفضل الابتكارات والإبداعات التي تطورها الشركة مثل "HoloLens"، وهي سماعات رأس للواقع المعزز تدعم رؤية الأماكن المحيطة وتدفق الصور والأشياء بتقنية ثلاثية الأبعاد.

 

- بالتأكيد، غيرت "مايكروسوفت" طريقة عمل وحياة البشر بواسطة "ويندوز"، ولا يزال هناك المزيد من يقدمه "ناديلا" في هذه الشركة من خلال إتاحة الإبداع والتقاط المزيد من الموجات القادمة، فعندما يكون الواقع المعزز جاهزا للعمل، سيكون ساحة نزال أخرى تخوضها الشركة.

 

 

احتضان الأفكار

 

- يحدد "ناديلا" نغمة العمل واتجاهه واستراتيجيته وثقافته داخل "مايكروسوفت" وبدا ذلك جلياً عندما صرح المدير التنفيذي السابق للشركة "ستيف بالمر" بأن برنامج "لينوكس" عبارة عن سرطان.

 

- رد "ناديلا" على ذلك بالوقوف متحديا ليقول إن "مايكروسوفت" (MSFT.O) تحب "لينوكس" وإن هذا البرنامج ليس سرطاناً على الإطلاق.

 

- جعل "ناديلا" "مايكروسوفت" عضواً في مؤسسة "لينوكس" واستثمر فيها 7.5 مليار دولار بشراء موقع مشاركة الأكواد "Github" حيث يتم من خلاله تشغيل محتوى يعتمد على نظام "لينوكس".

 

- تحت إشرافه، أصبحت "مايكروسوفت" محتضنة لأفكار الآخرين، وربما كان ذلك نتيجة التقاط الموجات القادمة – والموجة التي يجري التقاطها هي "الحوسبة"، فماذا عن التالية؟

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.