نبض أرقام
04:31 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

"بيل جروس".. "ملك السندات" الذي تنازل عن عرشه بعدما طور مفاهيم الاستثمار

2019/02/09 أرقام - خاص

بعد مسيرة عمل فريدة من نوعها، امتدت على مدار أكثر من أربعة عقود، آثر المستثمر والملياردير الأمريكي "بيل جروس" التقاعد عن العمل وإنهاء رحلته المهنية التي قاد خلالها أكبر صندوق مشترك للسندات في العالم، ما كان كفيلًا بمنحه لقب "ملك السندات" لأدائه المميز في تعظيم مكاسب المستثمرين.
 

 

يعرف "جروس" على نطاق واسع في الولايات المتحدة بأنه أحد أفضل المستثمرين وأكثرهم حكمة، إلى جوار "جون بوجل" و"وارن بافيت" و"كارل إيكان"، ما يجعل قراره بالتقاعد صادمًا للبعض، خاصة أنه يأتي في وقت يفتقر فيه مديرو الأصول للجرأة ويخشون التعهد بالتغلب على السوق من وجهة نظر محللين.

 

البداية
 

- ولد "جروس" في إبريل عام 1944 في ميدلتاون، أوهايو، لربة منزل وأب يعمل كمسؤول مبيعات بشركة للصلب، وبعد عشر سنوات من مولده، انتقلت الأسرة إلى سان فرانسيسكو، حيث أكمل الفتى تعليمه، ومن ثم تخرج في جامعة ديوك عام 1966 حيث حصل على شهادة عليا في علم النفس.
 

- بعد انتهاء دراسته بالجامعة، خدم "جروس" في القوات البحرية الأمريكية منذ 1966 وشارك في حرب فيتنام، لكنه تقاعد عن العمل العسكري بحلول عام 1970، وحصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية "أندرسون" التابعة لجامعة كاليفورنيا عام 1971، بحسب "إنفستوبيديا".
 

 

- التحق "جروس" ببرنامج دراسي آخر للمحلل المالي المعتمد، وعمل بعد ذلك كمحلل استثمار لدى "باسيفيك ميتشوال لايف" في لوس أنجلوس منذ عام 1971 حتى عام 1976، ثم ترقى إلى نائب الرئيس لأعمال الدخل الثابت من الأوراق المالية حتى عام 1978.
 

- في العام الذي التحق فيه "جروس" بـ"باسيفيك"، شارك مع زميليه في الشركة "وليام بودليش" و"جيمس موزي"، في تأسيس "باسيفيك إنفستمنت مانجمنت كومباني" التي باتت تعرف اختصارًا بـ"بيمكو"، وظلت تعمل كوحدة تابعة للشركة الأم حتى منتصف الثمانينيات، وفقًا لـ"سي إن إن".

 

معادلة النجاح: فوز وتعثر
 

- خلال رحلته مع "بيمكو" أدار "جروس" صندوق "توتال ريترن"، وهو أكبر صندوق للسندات في العالم، والذي بلغت قيمة أصوله عند ذروة نجاحه 293 مليار دولار، كما أشرف على مجموعة أخرى من الصناديق الاستثمارية، ولعل ذلك السبب الرئيسي وراء وصف صحيفة "نيويورك تايمز" له بأنه أشهر مستثمر سندات في الولايات المتحدة.
 

- في عام 1985، انفصلت "بيمكو" رسميًا عن "باسيفيك ميتشوال" وظلت تعمل كشركة قائمة بذاتها طوال 15 عامًا، إلى أن اشترتها شركة الخدمات المالية الألمانية "أليانز" في عام 2000، لكنها احتفظت باستقلالها رغم عملية الاستحواذ.
 

- في قرار مفاجئ وصادم، أعلن "جروس" رحيله عن شركة "بيمكو" عام 2014، وانضم عقب ذلك إلى "جانوس كابيتال جروب" وأشرف منذ ذلك الحين على إدارة صندوق عالمي للسندات، وبعد عام من الرحيل، أقام دعوى قضائية ضد "بيمكو".
 

 

- طالب "جروس" بمئات الملايين من الدولارات كتعويض من "بيمكو" قائلًا إن الشركة أطاحت به من وظيفته نتيجة مؤامرة واسعة النطاق، قادها مجموعة من المديرين التنفيذيين الذين وصفهم بمحبي السلطة والمصلحة الشخصية.
 

- بعد عام ونصف العام من إقامة الدعوى، أعلن الطرفان توصلهما إلى تسوية ودية، وبحسب "فوربس" حصل "جروس" على 81 مليون دولار آنذاك، لكن هذه الأموال لم تعنِ له الكثير حيث سدد نحو مليار دولار ضمن تسوية الطلاق التي توصل إليها مع زوجته.
 

- عندما رحل "جروس" عن "بيمكو" كانت قيمة الأصول في الصندوق الذي يديره قرب 200 مليار دولار، لكنها انخفضت إلى قرابة 50 مليار دولار مؤخرًا، فيما كانت أصول الصندوق الذي أشرف عليه لدى "جانوس" دون 500 مليون دولار مع قدومه لترتفع إلى ما يزيد عن ملياري دولار عند ذروتها، وقبل أن تهبط إلى نحو مليار دولار هذا العام.

 

الرجل الذي بدل المفاهيم
 

- رغم حصول طليقته على ما يقرب من مليار دولار، تقدر ثروة "جروس" الحالية بنحو 1.5 مليار دولار، وهي ثروة بناها عبر المكافآت المرتفعة التي حصل عليها خلال تربعه على عرش الاستثمار في السندات لدى شركته القديمة، ووفقًا لـ"بزنس إنسايدر" حصل "جروس" على 290 مليون دولار مكافآت من "بيمكو" عام 2013 وحده.
 

 

- تم إطلاق اسمه على معرض للطوابع النادرة، والذي يعد الآن أكبر معرض من نوعه في العالم، وخلال عام 2015 أدرج معهد "سميثسونيان" للأبحاث لوحة المفاتيح القديمة التي كان يستخدمها "جروس" خلال التسعينيات وأوائل الألفية الثالثة، ضمن مقتنيات المتحف الوطني للتاريخ الأمريكي.
 

- اشتهر "جروس" أيضًا بأعماله الخيرية، فتبرع بعشرة ملايين دولار لجامعة كاليفورنيا، لدعم الأبحاث الطبية المتعلقة بالخلايا الجذعية، كما باع مجموعة من الطوابع التي جمعها في طفولته مقابل 9.1 مليون دولار تبرع بها لمنظمة "أطباء بلا حدود"، علاوة على 8 ملايين دولار أخرى تبرع بها لبناء معرض للطوابع.
 

- تقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن "جروس" اكتسب شهرة عالمية بفضل تنبؤاته الصائبة والجريئة بشأن تحركات الأسواق، وشجاعته في الرهانات الكبيرة التي استندت لقدرة فائقة على استقراء الأحداث بشكل دقيق، مشيرة إلى أن دخله السنوي بلغ خلال ذروة نجاحه ما متوسطه 200 مليون دولار سنويًا.
 

- تضيف الصحيفة: سمعته الطيبة وقدراته الكبيرة أضافت نجمًا إلى عالم الاستثمار في السندات، في وقت كان مديرو هذه الاستثمارات غالبًا ما يقبعون في الظلام نظرًا لتسليط الأضواء على مستثمري الأسهم المحنكين أمثال "وارن بافيت" و"بيتر لينش".
 

 

- في خبر تقاعده قالت "فايننشال تايمز": في صناعة كان يهيمن عليها صناديق الاستثمار الأكثر هدوءًا وتأنيًا، بجانب شركات التأمين وصناديق المعاشات التقاعدية، ظهر "جروس" كنجم لامع وصريح، واستطاع تحريك الأسواق بكلمات بسيطة جعلته يتصدر العناوين الإخبارية، وحتى الحكومات كانت تنتبه لنصائحه جيدًا.
 

- يقول مؤسس شركة "أسيت مانجمنت إنسايتس" الاستشارية "غابرييل ألتش": تدين الصناعة لـ"بيل جروس" بالكثير، لقد جعل الاستثمار في السندات، مجالًا يمكنه تصدر العناوين الرئيسية، ومهد الطريق أمام عدد لا يحصى من الشركات ومديري المحافظ للمضي قدمًا في هذه الأعمال.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.