نبض أرقام
04:31 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

ماذا ستخلف "فقاعة" وادي السليكون حال انفجارها؟

2019/02/05 أرقام

في عام 2013، استخدم المستثمر المغامر "إيلين لي" لأول مرة مصطلح "يونيكورن" أو الحصان وحيد القرن، وهو مخلوق أسطوري، للإشارة إلى الشركات الناشئة الخاصة في قطاع التكنولوجيا، التي وصلت قيمتها إلى مليار دولار أو أكثر، بحسب تقرير لـ"الجارديان".

 

 

هذه الشركات التي باتت تشبه بالحصان الأسطوري ازدادت بشكل كبير منذ ذلك الحين، ووفقًا لأحدث الإحصائيات، فهناك أكثر من 300 شركة يطلق عليها "يونيكورن" حول العالم، بقيمة إجمالية تتجاوز تريليون دولار، وتتركز أغلبها في عدد قليل من البلدان، وفي الصين وحدها يوجد أكثر من 130 شركة تليها أمريكا ثم الهند بواقع 85 و20 شركة على التوالي.

 

التشابه مع فقاعة "دوت كوم"

 

- بعض شركات اليونيكورن لها قيمة عالية للغاية، وفقًا للسعر الذي يرغب المستثمرون الجدد في دفعه مقابل السهم، فعلى سبيل المثال، تحظى "أوبر" بقيمة تصل إلى 80 مليار دولار، وهناك تكهنات بوصولها إلى 120 مليار دولار عند إجراء الاكتتاب العام الأولي، علمًا بأن الشركة لا تحقق أرباحًا حتى الآن.

 

- قد يبدو الأمر شبيهًا للبعض مع فقاعة "دوت كوم"، فعندما كان من الواضح أن شركات مثل "بوو دوت كوم" و"بيتس دوت كوم" لن تحقق أرباحًا على الأرجح، انفجرت الفقاعة وهرع المستثمرون للتخارج، لكن الحقيقة أن هناك اختلافا رئيسيا بين الحقبتين، حيث استندت فقاعة التسعينيات على المبالغة غير العقلانية في الإمكانات التجارية.

 

 

- بالنسبة للمستثمرين في شركات اليونيكورن ربما لا يهتمون بالأرباح ما دامت أعمالهم يمكنها الوصول إلى الاكتتاب العام الأولي الذي يعني ارتفاع قيمة استثمارهم بشكل هائل، لكن ماذا قد يحدث إذا خرجت الأمور عن السياق وانفجرت الفقاعة؟

 

- يجيب عن ذلك الأكاديميان "مارتن كيني" و"جون زيسمان" في ورقة بحثية بعنوان "اليونيكورن، وقطط شيشاير، والمعضلات الجديدة لتمويل الأعمال الناشئة"، والتي استعرضت ما حدث بعد انفجار فقاعة "دوت كوم" عام 2000.

 

- بعد هدوء الأوضاع عقب تلاشي الفقاعة، أصبح من الواضح أن تقدم البنية التحتية الرقمية جعل من السهل إطلاق شركات التكنولوجيا، فلم تعد هناك حاجة لشراء الخوادم، فقط استئجار بعضها عبر خدمات "أمازون ويب" على سبيل المثال، ولا حاجة لتمويل ضخم كما قبل الانفجار.

 

إرث الفقاعة

 

- بعد انفجار الفقاعة، كان هناك نوع من التطور في أعمال الشركات الناشئة، والعديد منها الآن مثل "إير بي إن بي"، يعتمد على فكرة أن الأسواق التي تعمل بها المنصات الرقمية فرصة يجني فيها الرابح كل شيء، وهي قاعدة تقود إلى نوع من الاحتكار.

 

- رغم ذلك، فإن النتيجة الطبيعية هي نمو سريع لأعمال هذه الشركات، ولهذا تحتاج للكثير من المال لإنفاقه بغرض تقويض فرص توسع المنافسين وإقصائهم من السوق، وهنا تكون المعادلة كالتالي: على المستثمرين تزويد الشركة بالتمويل اللازم للتوسع كي تصبح هي من يفوز بكل شيء، ومن ثم يمكنهم جني أرباح استثمارهم بعد ذلك.

 

- في هذه العملية، يتم إقصاء المنافسين الذين لا يستطيعون منافسة القيمة الكبيرة لأعمال الشركة، وفي بعض الحالات يكون هذا الأمر جيدًا للسوق، لأن المنافسين ربما يتكاسلون عن التطوير أو يتسمون بالفساد، لكن في حالات أخرى يكون الأثر الجانبي مدمرًا.

 

 

- عندما انفجرت فقاعة "دوت كوم" كان من بين الأشياء التي خلفتها وراءها البنية التحتية الهائلة للاتصالات عبر الألياف الضوئية التي انتشرت أثناء ذروة الفقاعة، ما مكن بعد ذلك من انتشار خدمات النطاق العريض السلكية واللاسلكية بجانب تكنولوجيا الجوالات الذكية، وبالتالي وُلد شيء جديد من رحم هذا الجنون.

 

- لكن إذا انفجرت فقاعة "يونيكورن"، ونظرًا لأنها لم تبن أو تقدم الكثير، فإن كل ما سيبقى من إرثها هو الذكرى، ما يفسر سبب وضع "كيني" و"زيسمان" لمصطلح "قطط شيشاير" في عنوان ورقتهما البحثية، فهي قطة خيالية يمكنها أن تختفي في أي وقت ولا يبقى لها أثر سوى ابتسامة تتلاشى سريعًا كالدخان.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.