نبض أرقام
04:19 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

"تاتا جروب".. صرح عمره 150 عامًا ينتج كل شيء من الشاي إلى الشاحنات

2019/01/05 أرقام - خاص

قبل 150 عامًا من الآن، وجد الشاب الهندي "جامتسجي نوسيروانجي تاتا" الذي لم يكن قد أكمل عقده الثالث بعد، سبيله لغرس بذرة أعماله التجارية داخل بلده الأم، والتي آتت أُكُلها بعدما رواها صبرًا ومثابرة، لتتحول إلى إمبراطورية صناعية وتجارية جنت منها عائلته الثراء واستفاد منها المجتمع والاقتصاد الوطني كثيرًا.

 

 

بطل قصتنا، "جامتسجي تاتا"، هو من وضع حجر أساس مجموعة "تاتا" الصناعية عام 1868 وهو في سن التاسعة والعشرين عندما أطلق شركته التجارية الخاصة في بومباي (مومباي حاليًا)، ويعد أحد الرموز الوطنية ذات اللمسات الرائدة في عدد من مجالات الأعمال المحلية بفضل إسهاماته في أعمال الصلب والطاقة والمنسوجات، علاوة على نشاطه في قطاع الضيافة.

 

والآن تعد "تاتا جروب" أحد أكبر التحالفات التجارية في العالم، إذ تضم نحو مائة شركة تعمل في مجالات مختلفة مثل الكيماويات والمنتجات الاستهلاكية والطاقة والهندسة وأنظمة المعلومات والخدمات، وتقدر إيراداتها السنوية بأكثر من 100 مليار دولار وتتجاوز أصولها 125 مليار دولار.

 

عبقرية التخطيط والإعداد
 

- بعد تسع سنوات من إطلاق شركته التجارية، أسس "تاتا" مشروعاً للمنسوجات في وسط الهند تحت اسم "إمبريس ميلز"، والذي شكل أول انطلاقة كبرى لمجموعة "تاتا"، لكنه تزامن مع وضع "جامتسجي" خططًا لعمليات أضخم ستغير مسار رحلته في مجال ريادة الأعمال.
 

- كان "جامتسجي" هو من مهد لأعمال المجموعة في مجال الحديد والصلب، وتوليد الطاقة الكهرومائية وإنشاء مؤسسة لتدريس العلوم، لكنه لم يعش حتى يحصد ثمار زرعه لهذه الأفكار، ومع ذلك فقد تم تحقيقها بشكل كامل من قبل قادة المجموعة اللاحقين، بحسب الموقع الرسمي للشركة.



 

- في عام 1892، أطلق رائد الأعمال الذي اشتهر أيضًا بعطائه، وقفاً يحمل اسمه لمساعدة الطلاب الهنود على إجراء الدراسات العليا، وكانت هذه أول حلقة في سلسلة الجهود الخيرية التي أسهمت من خلالها مجموعة "تاتا" على مدار أجيال في معالجة العديد من قضايا المجتمع المحلي.
 

- من أبرز المحطات أيضًا في حياة "جامتسجي"، افتتاح فندق "تاج محل" في مدينة بومباي عام 1903، ويقال إن تدشين مؤسس "تاتا" لهذا الفندق جاء كرد فعل على منعه من دخول أحد الفنادق الفاخرة في المدينة لكونه مواطناً محلياً حيث كانت تخضع البلاد للاحتلال البريطاني في ذلك الحين.

 

عقد القيادة الحكيمة لم ينفرط قط
 

- توفي "جامتسجي" في ألمانيا عام 1904، وانتقلت رئاسة مجلس إدارة المجموعة إلى أكبر ابنيه، "دوراب تاتا"، الذي أنجز الكثير من المهام الشاقة في سبيل تحول أفكار والده الراحل إلى حقيقة، ويرجع له الفضل في تأسيس أعمال "تاتا" للحديد والصلب عام 1907، والدخول إلى أعمال توليد الطاقة الكهرومائية عام 1915.
 

- لكن أهم أحلام "جامتسجي" التي أوفى "دوراب" بتحقيقها، هي إنشاء مؤسسة لتعليم الهنود العلوم في عام 1911، وأطلق عليها "المعهد الهندي للعلوم" في بنغالور، لكنها لم تكن سوى محطة انطلاق لتدشين مجموعة من مراكز التعلم والبحث، والتي شكلت دعمًا في وقت لاحق لمجموعة "تاتا" نفسها.
 

- بحلول عام 1912، كانت شركات "تاتا" توظف 660 ألف شخص حول العالم، وبادرت بإقرار نظام العمل اليومي لمدة 8 ساعات فقط قبل تعميمه في كثير من البلدان الغربية.



 

- واصلت "تاتا" التوسع ودخلت إلى أعمال التأمين وإنتاج الصابون والمنظفات وزيت الطعام، وفي عام 1938 تولى "جهانحير راتانجي دادابوي تاتا" أو "جيه آر دي" (وهو طيار مدني) رئاسة مجلس إدارة الشركة وهو في الرابعة والثلاثين من عمره وقاد "تاتا جروب" طيلة 53 عامًا.
 

- في عهد "جيه آر دي" توسعت "تاتا" بشكل هائل، وأطلقت شركاتها التابعة مثل "تاتا كيمكالز" للكيماويات و"تاتا موتورز" للسيارات و"تاتا تي" للمشروبات و"تاتا كونسلتانسي سرفسيز"، بالإضافة إلى "تاتا إندستريز" و"فولتاس" و"تيتان إندستريز".

 

- تولى "راتان تاتا" مجلس إدارة المجموعة عام 1991، وقاد جهودها للتعامل مع بيئة الأعمال التي أصبحت سريعة التغير، ونجح بالفعل في الحفاظ على ثبات الشركات ومواصلة النمو والابتكار قبل أن يتقاعد في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2012.
 

- كان "راتان" مهتمًا منذ طفولته بالسيارات، وبدأ حياته المهنية كعامل لدى "تاتا ستيل" للحديد والصلب عام 1960، لكنه سرعان ما تقلد المناصب القيادة حتى حاز على ثقة مجلس إدارة "تاتا صنز" أو "أبناء تاتا" وهي الشركة القابضة لمجموعة "تاتا" والتي تتحكم في أكبر حصة من الأسهم بشركاتها.

 

 

- في عهد "راتان" أطلقت "تاتا موتورز" سياراتي "تاتا نانو" و"تاتا إنديكا"، ورغم استقالته قبل 5 أعوام، لكنه ظل رئيسًا شرفيًا لـ"تاتا صنز" ورئيسًا فعليًا لبعض الشركات التابعة، وفقًا لموقع "ساكسِس ستوري".
 

- كتب "راتان" تاريخًا جديدًا لمجموعة "تاتا" عندما أطلق سيارة "نانو" مقابل 2200 دولار عام 2008، لتصبح أرخص سيارة في العالم، والتي قادت مبيعات سيارات الركاب في البلاد خلال العام التالي بأعلى وتيرة في 3 سنوات، وفقًا لـ"فوربس".
 

- تقول صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز" الهندية إن الصناديق الخيرية (التي أسسها أفراد عائلة "تاتا) تمتلك حصة قدرها 66% من الشركة القابضة "تاتا صنز" مقابل نصيب متواضع للعائلة نفسها.
 

- بعد 20 عامًا من قيادة "تاتا جروب" حقق "راتان" كل ما حدده في جدول أعماله عندما تولى قيادة المجموعة، ولعل أبرز ما يدلل على ذلك، ارتفاع إيرادات شركة إلى 40 ضعف ما كانت تحققه عام 1991، بحسب تقرير لموقع "رديف".



 

- من بين أبرز شركات "تاتا"، هي شركة "تاتا موتورز" التي تقدر قيمتها السوقية بنحو 17 مليار دولار ويعمل لديها 80 ألف شخص وتحقق مبيعات بأكثر من 40 مليار دولار سنويًا، بجانب "تاتا ستيل" التي تقدر قيمتها بما يزيد على 10 مليارات دولار توظف نحو 78 ألف شخص وتبيع ما قيمته 20 مليار دولار سنويًا.
 

- لكن المفارقة أن جوهرة تاج أعمال المجموعة قد لا تكون واحدة من الشركات الرائدة في الصناعات الثقيلة، وإنما "تاتا كونسلتانسي سرفسيز" لخدمات تكنولوجيا المعلومات" والتي تقدر قيمتها بقرابة المائة مليار دولار، وتحقق مبيعات سنوية بنحو 19 مليار دولار، ويعمل لديها 395 ألف موظف.
 

- لم تعتمد "تاتا" على النمو العضوي فقط في مسيرتها، فقد استحوذت على كثير من الأعمال، مثل صانعة الشاي البريطانية "تيتلي تي" وأعمال الشاحنات التابعة لـ"دايو موتورز" الكورية الجنوبية، ومنتج الصلب الإنجليزية الهولندية "كوروس جروب"، بالإضافة إلى علامتي السيارات "جاكوار" و"لاند روفر"، بحسب موسوعة "بريتانيكا".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.