نبض أرقام
04:29 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

"أمازون".. هل ينتهي حلم "شركة كل شيء"؟

2018/12/28 أرقام - خاص

"أرغب في بناء شركة لتكون الأكبر على وجه الكرة الأرضية والأقدر على الاهتمام بتلبية احتياجات المستهلك النهائي لكي يجد فيها أي شيء وكل شيء" هكذا عبر "جيف بيزوس" مؤسس شركة "أمازون" عن رؤيته للشركة  عام 1999.

 

 

وبعد 20 عامًا تقريبًا يبدو أن الكثير من ملامح تلك الرؤية أصبح حقيقة على أرض الواقع، حيث استقرت الشركة التي بلغت قيمتها السوقية تريليون دولار في وقت سابق هذا العام كأحد أهم أعمدة الاقتصاد الأمريكي، غير أنها تواجه تحديات جديدة في سبيل استمرارها على القمة.

 

تراجع نسبي

 

ففي تقريرها حول الربع الثالث، قدمت الشركة توقعاتها حول النمو في الربع الحالي، وجاءت أضعف كثيرًا من المتوقع، بما جعل سهمها أحد أكثر الأسهم معاناة في قطاع التكنولوجيا، والذي انخفض منذ الأول من أكتوبر الماضي بنسبة 13%.

 

والأزمة الحقيقية التي تواجه "أمازون" هنا أن الربع الأخير يعد الأهم بسبب الارتفاع القياسي في المبيعات في فترة الأعياد في الغرب، والتي تبدأ من الرابع والعشرين من ديسمبر حتى أول أسبوع من العام الجديد، بل وقبلها بقليل، ففي العام الماضي تخطت الشركة توقعاتها للربع الأخير بينما تبدو على وتيرة أضعف هذا العام.

 

ففي 2017 أكد 76% من الأمريكيين على سبيل المثال أنهم قاموا بشراء هدايا "الكريسماس" عبر الإنترنت، بينما قلت النسبة إلى 69% هذا العام، ولا شك أن "أمازون"  كانت في صدارة المستفيدين من هذا الأمر العام الماضي بما يجعلها في صدارة المتضررين هذا العام.

 

ويرجع هذا للعديد من الأسباب، لعل أولها حملات المقاطعة التي انطلقت في بعض الدول، من بينها المملكة المتحدة وألمانيا وحتى الولايات المتحدة نفسها لشركة "أمازون" بسبب ما تصفه "جارديان" بعدم رضا بعض المستهلكين عن أداء الشركة، وترفع حملة المقاطعة شعار "لا تجعلوهم مرتاحين لكونهم ضخامًا".

 

التخلص من بعض السلع

 

ولعدم رضا المستهلكين أسباب موضوعية كما يقول موقع "إنك"، فـ"أمازون" مثلًا اضطرت في الولايات المتحدة لتغيير العبوة التي يتم بيع المياه المعدنية بها من عبوة تسع 6 زجاجات إلى أخرى تسع 24 زجاجة، ليرتفع سعر الزجاجة من 1.17 دولار في الحالة الأولى إلى 1.55 دولار في الحالة الثانية.

 

 

ويرجع هذا إلى اعتبارات الحجم والوزن لدى "أمازون"، فالشركة معتادة بصورة أكبر على التعامل في المنتجات خفيفة الوزن قليلة الحجم، كالملابس والأجهزة الإلكترونية وغيرها، لذا فإن تكلفة وضع مواد ثقيلة الوزن كبيرة الحجم تكون أعلى عليها من غيرها.

 

ووفقًا لـ"فوربس" فقد تضررت الصورة الذهنية لدى كثيرين عن الشركة بعدما قررت وقف بيع بعض السلع التي لا تحقق لها ربحًا بسبب ثقل الوزن وكبر الحجم ورخص الثمن (السلع الثقيلة الكبيرة أقل من 15 دولارا)، وذلك رغم رفع الشركة للحد الأدنى للأجور لديها مؤخرًا مما أسهم في تحسين صورتها كثيرًا.

 

ولعل هذا هو ما دفع "أمازون" للدخول في مفاوضات لضم شركة "كوستكو" Costco، والتي تعد من أكبر الشركات التي توفر خدمات التخزين في المستودعات الضخمة التي تمتلكها عبر الولايات المتحدة بأكملها، لحل تلك المشكلة التي جعلت بعض المستهلكين ينصرفون عن الشركة بل ويدعون لمقاطعتها.

 

وفي سبيل ذلك أيضًا أقامت أول مستودعات "جوية" في العالم تملكها شركة، حيث تعتمد على وصول الطائرات رأسًا إلى المستودع بدلًا من تفريغها في الشاحنات.

 

تحديات التوسع

 

وبشكل عام تشكل "اقتصادات الحجم الكبير" فرصة للشركات، حيث تسمح بتحقيق وفورات كبيرة في استغلال المواد الأولية والعمالة، غير أن الأمر أصبح محل شك قليلًا في "أمازون"، مع بدء الصعوبات في الظهور للشركة التي يقدر أنها تتحكم في 5% من مبيعات التجزئة حول العالم.

 

فمن المنتظر أن تصبح "أمازون" واحدة من أكبر الشركات المنتجة للسلع الاستهلاكية على مستوى العالم فى غضون 5 إلى 10 سنوات حيث ستقدم مجموعة خاصة بها من المنظفات، والمناشف الورقية، وورق التواليت، ومنتجات التنظيف المنزلية، والمنتجات الغذائية ووصل عدد المنتجات التي تجمل شعار "أمازون" إلى 76 منتجًا من ضمنها زيوت محركات سيارات.

 

 

 ولا شك أن المزيد من التوسع لـ"أمازون" سيعني المزيد من العقبات المتعلقة بالخدمات اللوجيستية المتعلقة بالنقل والتخزين، وعلى الرغم من أنها تظل في صدارة الشركات الناجحة عالميًا إلا أن تلك التحديات التي ظهرت مؤخرًا أصبحت تثير علامات الاستفهام حول الشركة التي ما زالت شهيتها للتوسع في كل المجالات مفتوحة للغاية، ليبقى الأمر -حتى الآن- في إطار التحديات لا التهديدات.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.