نبض أرقام
04:20 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

ألعاب الفيديو.. رهان المائة مليار الذي تجاوز هوليوود وأصبح أداة للجيش الأمريكي

2018/12/22 أرقام - خاص

اختلفت صناعة ألعاب الفيديو عما كانت عليه قبل بداية الألفية الثالثة كثيرًا، إذ أصبحت الألعاب ثلاثية الأبعاد أكثر انتشارًا وتطورًا من حيث جودة الرسومات وواقعية الأداء التي تضمن للاعب معايشة طبق الأصل للقصة التي تدور حولها اللعبة، حتى إن قوات الجيش الأمريكي تستعين ببعض ألعاب الحركة في تدريبات المحاكاة التي تجريها لجنودها.
 

 

وبعيدًا عن منصات الألعاب التي تطورت كثيرًا بما يضمن للاعب تجربة أفضل وأسرع مع لعبته، علاوة على الحواسيب التي جعلت ممارسة بعض هذه الألعاب أيسر، فإن ظهور الجوالات الذكية العقد الماضي كان له فضل كبير في نمو أعمال هذه الصناعة، وتأمين مصدر هائل للإيرادات.

 

التطور الذي طرأ على نوعية الألعاب والأجهزة المستخدمة في السنوات الأخيرة ساهم في تعظيم فورة النمو التي شهدتها الصناعة مؤخرًا، حتى إنها تجاوزت غيرها من صناعات الترفيه والتسلية، مثل إنتاج الأفلام والأغاني معًا، والأكثر أن التوقعات لمزيد من النمو والتغير في هذا القطاع ما زالت قائمة وبقوة.

 

تغير عميق
 

- قطعت ألعاب الفيديو شوطًا طويلًا منذ ظهورها في سبعينيات القرن الماضي، ورغم أنها شهدت تطورًا ومحاولات اقتراب أكثر من الواقع منذ يومها الأول لكن عملية التحول في السنوات الأخيرة كانت مذهلة.
 

- كما ساهمت الجوالات وشبكات التواصل الاجتماعي في ظهور أنماط جديدة من الألعاب مثل تلك التي تتركز على اللعب الجماعي عبر الإنترنت، والتي تسمح لمستخدمين من كافة أنحاء العالم بمشاركة بعضهم البعض في ميدان افتراضي، وحتى التواصل المباشر أثناء اللعب.
 

- لكن التغيرات التي طرأت على الألعاب لم ترتبط فقط بتحسين الرسومات أو تطوير المنصات أو حتى تقديم تجربة لعب أفضل، بل امتدت لتشمل طريقة الدفع، فبينما كان يتطلب الأمر من المرء شراء قرص جديد للعبته المفضلة لينتهي به الأمر يلعبها إلى الأبد قد يضطر الآن إلى دفع الأموال باستمرار من أجل تجربة أفضل.
 

 

- على سبيل المثال، تطرح الشركات المطورة باقات تحسن من قدرات اللاعب وتمنحه ميزة أفضل على منافسيه، لكن هذه الباقات يجب دفع مقابلها، وبالتالي تضمن الشركات استمرار تدفق الأموال عليها من خلال بيع هذه المُلحقات.
 

- على الرغم من كثرة الشركات المنتجة للألعاب ومنصاتها في الوقت الراهن، لكن هناك ثلاثة لاعبين رئيسيين في صناعة ألعاب الفيديو ظلت أعمالهم راسخة وقادت السوق منذ عقود، وهم "سوني" و"مايكروسوفت" و"نينتندو"، بحسب موقع "ستاتيستا".
 

- وتقول موسوعة المعلومات الاقتصادية والمالية "إنفستوبيديا" في تقرير لها، إن صناعة الألعاب ما زالت بعيدة عن بلوغ ذروتها في ظل براعة التصميمات والتقنية المستخدمة فيها، مشيرة إلى أن الصناعة بشكل عام استفادت من تواصل عمليات الاندماج وزيادة قيمة الشركات بفضل عملية تطوير الألعاب التي أصبحت معقدة بشكل كبير.

 

فرص وآفاق استثمارية
 

- مع ارتفاع تكلفة تطوير الألعاب وتشغيلها على المنصات واحتياجها لمزيد من المبرمجين وتداخل الاختصاصات (بعض الألعاب تحتاج على سبيل لمثال لخبراء في التاريخ أو في الرياضي أو الفنون القتالية) كان من غير المعقول تحمل بعض الشركات لملايين الدولارات وحدها.
 

- لكن الأمر تخطى الآن مجرد عدة ملايين لتطوير لعبة وربما تصل التكلفة إلى عشرات الملايين وربما مئات الملايين من الدولارات، وهو ما قاد الصناعة برمتها إلى تجاوز هوليوود من حيث تكاليف الإنتاج والتسويق وحتى الإيرادات.
 


- بفضل الأسعار المرتفعة للألعاب والرهانات المتزايدة على الصناعة، تسارعت وتيرة الاندماج والاستحواذ على مدار العقد الماضي، والآن أصبحت شركات مثل "فيسبوك" و"مايكروسوفت" و"سوفت بنك" منخرطة بشكل عميق في عمليات شراء استوديوهات الألعاب.
 

- تتوقع "نيوزو"، إنفاق 2.3 مليار لاعب حول العالم نحو 137.9 مليار دولار على ألعاب الفيديو هذا العام بزيادة على أساس سنوي قدرها 13.3%، لكن المثير في تقرير شركة أبحاث السوق هو أنها توقعت مجيء نصف هذه الإيرادات عبر الجوالات الذكية.
 

- أشارت الشركة في تقريرها إلى أن هذا النمو سيأتي مدفوعًا بارتفاع إيرادات صناعة ألعاب الجوالات بنسبة 25.5% لتبلغ 70.3 مليار دولار، ووفقًا لـ"نيوزو" فإن هذا العام الأول الذي ستشكل فيه الجوالات غالبية إيرادات الصناعة.

 

الألعاب تهزم الأفلام
 

- في تقرير لموقع "منز إكس بي" تحت عنوان "مستقبل الترفيه في ألعاب الفيديو وليس الأفلام"، جاء أن صناعة الألعاب حققت إيرادات قدرها نحو 100 مليار دولار عالميًا في عام 2016 مقارنة بـ36 مليار دولار لهوليوود، فيما لم تكن إيرادات بوليوود (قلب صناعة الأفلام الهندية)  قريبة حتى من المنافسة معهما.
 

- عندما أطلق الجزء الخامس من لعبة "جراند ثيفت أوتو" أو "سرقة السيارات الكبرى" عام 2013، تمكنت الشركة المنتجة من بيع 11.21 مليون نسخة خلال 24 ساعة، وجنت نحو 815.7 مليون دولار خلال يوم، وإجمالًا بلغت إيرادات اللعبة في ثلاثة أيام فقط ما يزيد على مليار دولار.
 

 

- أصبحت هذه اللعبة أسرع وسائل الترفيه تجاوزًا لحاجز مليار دولار، حتى إنها تفوقت على أفلام هوليوود بما في ذلك سلسلة أفلام "حرب النجوم" وتحديدًا الجزء السابع منه الذي حقق إيرادات إجمالية تجاوزت في نهاية المطاف ملياري دولار.
 

- ألعاب الفيديو لم تتفوق على هوليوود فقط بلا على صناعتي الأفلام والأغاني معًا، ووفقًا لمجلة "فانيلا بلس" المختصة بأخبار الاتصالات والتكنولوجيا، فإن إيرادات صناعة الألعاب في 2016 التي بلغت 100 مليار دولار تقارن بـ49 مليار دولار لصناعة الأفلام (تشمل السينما والبث الرقمي) و16 مليار دولار لصناعة الأغاني (تشمل مبيعات الأقراص والبث الرقمي وغيرهما).

 

محاكاة الواقع
 

- عملت شركات تطوير الألعاب مؤخرًا على محاكاة الواقع بشدة لمنح اللاعبين تجربة أفضل ومعايشة أعمق لأحداث اللعبة، فعلى سبيل المثال يستعين مطورو الألعاب الرياضية برياضيين حقيقيين للتعرف عن قرب على حركاتهم ومهاراتهم وطرق لعبهم في الواقع لتضمينها في ألعابهم.
 

- في بعض الألعاب التي تتضمن قصصًا تاريخية تمت الاستعانة بخبراء في التاريخ من ثقافات متعددة لضمان منح اللاعبين تجربة مميزة تتماشى مع ثقافتهم، لكن الأكثر من ذلك هو درجة المعايشة المرتفعة التي وصلت إليها ألعاب الأكشن أو الحركة لدرجة شجعت الجيش الأمريكي على الاستعانة ببعضها في تدريب جنوده وتأهيلهم لأرض المعركة الحقيقية.
 

 

- رحب الجيش الأمريكي كثيرًا بمثل هذه الألعاب والتطوير المستمر لها، وعلى مدار السنوات الأخيرة شجع العديد من جنوده على ممارسة هذه الألعاب كوسيلة لمواصلة التدرب حتى عندما لا يكونون في الخدمة الفعلية، بحسب تقرير لموقع "ذا كونفرزشن".
 

- في الواقع كان استخدام الألعاب لتعليم التكتيكات العسكرية ممارسة قديمة في الجيش الأمريكي، فقبل ظهور ألعاب الفيديو، تم تشجيع القوات على ممارسة ألعاب الطاولة (مثل الشطرنج).
 

- لكن الألعاب الإلكترونية الحديثة تمنح الجنود فرصة لأخذ أدوار قتالية شبه واقعية حتى أثناء تواجدهم في منازلهم، وتمنحهم فرصة لمعايشة واقع أرض القتال وممارسات الأعداء والمهام المطلوب منهم تنفيذها أثناء القتال.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.