نبض أرقام
06:18 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

"نايكي".. إمبراطورية الملابس الرياضية التي تأسست على يد مدرب وعداء محبَطَين

2018/12/08 أرقام - خاص

"يجب أن تتميز الأحذية بثلاثة عناصر أساسية، هي الخفة والراحة والتحمل"، هذه هي الفلسفة التي تبناها دائماً مؤسس شركة "نايكي"، "بيل باورمان" مدرب العدو والقفز بجامعة أوريغون، والذي عانى كثيراً من الأحذية الرياضية الثقيلة المكونة من الجلد والمعدن، ما جعل تركيزه يتحول إلى تخفيفها في خمسينيات القرن الماضي لإكساب متدربيه مزيداً من السرعة.

 

 

رغبة "باورمان" دفعته للتعاون مع عداء المسافات المتوسطة "فيل نايت" في إنشاء الشركة التي أطلق عليها في بادئ الأمر اسم "بلو ريبون سبورتس" عام 1964، وبدأت عملياتها كموزع لصانعة الأحذية اليابانية "أونيتسوكا تايجر" المعروفة الآن باسم "أسيكس".

 

الحاجة إلى الابتكار
 

- ولد "باورمان" عام 1911 في بورتلاند، أوريغون، وبرع في النشاط الرياضي أثناء دراسته بالجامعة، واكتسب شهرة كبيرة في كرة القدم وكمدرب للعدو والقفز، وشارك في الحرب العالمية الثانية ضمن صفوف الجيش الأمريكي.
 

- كان "باورمان" مدرباً رياضياً لـ"نايت" (الذي ولد عام 1938 في نفس المدينة) أثناء دراسته بالجامعة، وخلال هذه الفترة نشأت بينهما صداقة قوية، توطدت عندما قررا التعاون في وضع حل لمعاناة الرياضيين مع الأحذية الثقيلة.
 

- رغم ميلاد فكرتهما على أساس توزيع منتجات الشركة اليابانية، ونمو أعمالهما في البداية بشكل قوي بفضل حكمة "باورمان"، إلا أن ابتكاراته الشخصية للمنتجات شكلت ميلاداً لنموذج جديد هو أساس "نايكي" كما يعرفها الجميع الآن، وفقاً لما جاء على الموقع الرسمي للشركة.



 

- أثناء عمله كمدرب، عرض "باورمان" العديد من الأفكار على شركات صناعة الأحذية لتقديم منتجات مناسبة أكثر للعدائين، لكن أحداً لم يقبل بتوصياته، ما أشعره بالإحباط، فقام بتفكيك أحد أحذيته الرياضية وبدأ بتبديل بعض مكوناته وأعاد تجميعه بشكل مختلف، معلناً ميلاد نمط جديد (لكن بدائي للغاية) من الأحذية.
 

- كان "فيل نايت" أول طالب رياضي يجرب حذاء "باورمان"، والذي عمل بعد ذلك على تعديل أحذية "نايت" لتصبح أكثر ملاءمة له أثناء الجري والإحماء، بما يرفع من أدائه الرياضي بشكل عام.

 

تمرد على التقليدية
 

- في عام 1965 حققت الشركة التي أسسها الشريكان "باورمان" و"نايت" مبيعات قدرها 20 ألف دولار وهو مستوى مذهل في ذلك الوقت وبالنظر إلى حجم أعمالهما آنذاك، بحسب موقع "ساكسِس ستوري".
 

- بعد معاناة من نضوب الأفكار، تمكن الرياضيان السابقان أخيراً من الوصول إلى تصميم حذاء أخف وزناً في عام 1971، والذي امتاز بنعل يبدو كحلوى الوافل، حيث استخدم في صناعته بالفعل المكبس المعدني المخصص لإعداد هذا البسكويت.



 

- افتتح الشريكان أول منفذ بيع لهما عام 1966، وأطلقا حذاءً تحت علامة "نايكي التجارية للأحذية " عام 1972، وبعد 6 سنوات من هذا المنتج، قررا تغيير اسم الشركة إلى "نايكي"، ثم طرحاها للاكتتاب العام سنة 1980، بحسب موسوعة المعلومات البريطانية "بريتانيكا".
 

- منذ ذلك الحين، توسعت الشركة بشكل مطرد، وتنوعت منتجاتها عبر سلسلة من الاستحواذات، التي شملت شركات مثل "كول هان" و"كونفيرس" و"كانستار سبورتس" و"أمبرو"، مع العلم أن بعض هذه العلامات بيعت في وقت لاحق.
 

- في بداية الألفية الحالية، بدأت الشركة بيع مُلحقات التكنولوجيا الرياضية، بما في ذلك أجهزة قياس ضربات القلب المحمولة، ويعود جزء كبير من نجاح الشركة وشهرتها إلى تعاونها مع رياضيين مشاهير أمثال "مايكل جوردان" و"روجر فيدرر" و"تايجر وودز".

 

إمبراطورية حقيقية
 

- تتنوع منتجات "نايكي" الآن بين الأحذية والملابس الرياضية بمختلف أنواعها والملحقات التكنولوجية والأدوات الرياضية، والتي تشمل تقريباً كل الألعاب بداية من كرة القدم والسلة والبيسبول إلى التنس والكريكيت وألعاب القوى وغيرها.
 

- تتنافس "نايكي" مع "أديداس" بشكل مباشر في الحصول على حقوق رعاية الأندية الكبرى مثل "مانشستر يونايتد" و"تشيلسي" في إنجلترا و"ريال مدريد" و"برشلونة" في إسبانيا و"يوفنتوس" و"إيه سي ميلان" في إيطاليا، وحتى اللاعبين أمثال "ليونال ميسي" و"كريستيانو رونالدو".



 

- تقدر القيمة السوقية للشركة حالياً بنحو 110 مليارات دولار، ويعمل لديها في جميع أنحاء العالم أكثر من 70 ألف موظف، وتحقق مبيعات سنوية تفوق 35 مليار دولار، وتمتلك أصولاً قدرها 22.6 مليار دولار، بحسب "فوربس".
 

- كما تشغل مراكز مختلفة في قوائم مجلة "فوربس"، التي صنفتها هذا العام كواحدة من أكبر الشركات في العالم، وأكثرها اكتساباً لاحترام المستهلكين، ومن بين أفضل أماكن التوظيف، وواحدة من العلامات التجارية الأكثر قيمة أيضاً.
 

- توفي "باورمان" عام 1999 عن عمر يناهز 88 عاماً، أما "نايت" فواصل بمساعدة عائلته إدارة الشركة، إلا أن الأخير أعلن تقاعده عام 2016، وتقدر ثروته في الوقت الراهن بنحو 31 مليار دولار، تضعه في المرتبة السادسة عشرة بقائمة أثرياء العالم.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.