أغنى رجل في اليابان.. كيف بنى العصامي "تاداشي ياناي" ثروته؟

في بلد وصل إلى مصاف البلدان المتقدمة والاقتصادات الكبرى، بعدما سلك طريقًا شاقًا من الصفر عقب الحرب العالمية الثانية التي مُني خلالها بهزيمة ساحقة، وعانى كثيرًا من آثار الهجوم النووي الذي شنته الولايات المتحدة على أراضيه، ليس من المستغرب أن يبني رائد أعمال عصامي إمبراطورية تجارية وثروة طائلة من الصفر أيضًا في نفس الأثناء.

الياباني " تاداشي ياناي" هو أغنى رجل في بلاده الآن، ويأتي في المرتبة السابعة والعشرين في قائمة أغنياء العالم، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "فاست ريتيلينج" لتجارة الملابس بالتجزئة والمالكة لسلسلة متاجر "ينيكلو"، بجانب كونه مديرًا ومستشارًا وعضو مجلس إدارة بعدد من الكيانات التجارية الكبرى مثل "سوفت بنك" و"نيبون فينتشر كابيتال".

المستهل
 

- ولد "ياناي" في السابع من فبراير/ شباط عام 1949، وترعرع في كنف والديه اللذين كانا يمتلكان متجر ملابس متواضعا في بلدة صغيرة بمحافظة ياماجوتشي جنوب غربي اليابان، ولعل ذلك ما زرع في قلبه الشغف تجاه ريادة الأعمال.
 

- درس العلوم السياسية في جامعة واسيدا في طوكيو، وتخرج فيها عام 1971، ليعمل بائع ملابس رجال وباع أدوات المطبخ في متجر "جوسكو"، لكنه استقال من الوظيفة بعد عام ليعاون والده في أعمال الخياطة التي سميت "أوجوري شوجي"، بحسب موقع "ساكسِس ستوري".
 

- نمت الأعمال سريعًا بفضل معاونة الابن لأبيه، وهو ما تكلل بتعيين "ياناي" رئيسيًا لسلسلة المتاجر التي ضمت 22 متجرًا عام 1984، وفي الوقت ذاته افتتح متجره الخاص في هيروشيما تحت اسم "يونيك كلوزنج ويرهاوس" واختصر الاسم بعد ذلك إلى "يونيكلو"، وفقًا لموقع "بزنس أوف فاشون" المهتم بأخبار وتحليل بيانات قطاع الموضة.

- في غضون عشر سنوات، افتتح "ياناي" عشرات من المتاجر في الضواحي تحت اسم علامته الجديدة، قبل طرح أعماله للاكتتاب العام في 1994، وبحلول عام 1998 كانت "يونيكلو" تمتلك أكثر من 300 متجر في اليابان.
 

- في أوائل التسعينيات الماضية، شهدت اليابان ما يعرف بـ"الركود العظيم" الذي استمر لعقد كامل من الزمان، وفيما كانت هذه الأخبار سيئة الوقع على الاقتصاد ككل، جنت "يونيكلو" مكاسب ضخمة بفضل أسعارها الرخيصة وتقديمها وجبات طعام للمواطنين، بحسب "بزنس إنسايدر".

حقائق حول إمبراطوريته
 

- "ياناي" الآن هو واحد من أنجح رجال الأعمال في اليابان، وتعد "فاست ريتيلينج" رابع أكبر شركة ملابس في العالم، وتمتلك أكثر من ألفي متجر، وتتبعها علامات تجارية أخرى بجانب "يونيكلو" و"جيه براند" و"ثيوري"، مثل "هلموت لانغ" و"برنسيس تام تام".
 

- حل قطب أعمال الملابس في المرتبة الثانية بقائمة "فوربس" لأثرياء اليابان لعام 2018، وراء " ماسايوشي صن"، لكنه سرعان ما استعاد الصدارة، ووفقًا لبيانات مؤشر "بلومبيرج" للمليارديرات، فإن "ياناي" هو أغنى رجل في اليابان الآن بثروة صافية 27.4 مليار دولار، مقابل 14 مليارًا لـ"صن".

- تقدر القيمة السوقية لـ"فاست ريتيلينج" بأكثر من 56 مليار دولار، ويمتلك "ياناي" وعائلته ما نسبته 44% من الشركة، وتحقق إيرادات سنوية تقدر بـ18 مليار دولار هذا العام، وتوظف نحو 44 ألف شخص، وضمتها "فوربس" هذا العالم إلى قائمة الشركات الأكثر ابتكارًا في 2018.
 

- في عام 2012، أدرج "ياناي" في قائمة مجلة "بلومبيرج ماركتس" للأشخاص الأكثر تأثيرًا حول العالم، وذلك بعدما حصل قبل عامين على جائزة أفضل بائع تجزئة في العالم من الاتحاد الوطني للتجزئة في الولايات المتحدة، كما حصل على جائزة أفضل رئيس شركة من معهد "سانو" للإدارة.
 

- أقر "ياناي" الإنجليزية كلغة رئيسية في شركته، التي يأمل في أن تصبح أكبر بائع تجزئة للملابس في العالم، مما يعني أنه سيتعين عليها تجاوز عمالقة أمثال "إتش آن إم" و"إنديتكس" المالكة لسلسلة متاجر "زارا"، ويراهن على فعل ذلك بقيادة السوق الآسيوي.

جوانب شخصية
 

- تبرع "ياناي" بمليار ين يابني (8.8 مليون دولار) في مارس/ آذار عام 2011 لضحايا زلزال سينداي، ونشر كتابًا بعنوان "تبدد النجاح في يوم" عام 2009، والذي تحدث فيه عن انتقاله لأعمال تجزئة الخضار عام 2002 والتي ظلت تسجل خسائر حتى انسحابه منها بعد عامين.
 

- في كتابه، أشار أيضًا إلى خطته لإضافة 50 متجرًا لـ"يونيكلو" في المملكة المتحدة خلال 3 سنوات، لكنه افتتح 21 متجرًا فقط قبل إغلاق 16 متجرًا منها عام 2003 لوقف الخسائر وإعادة الهيكلة.

- يقول "ماساميتسو أوكي" مدير الأصول لدى "ستاتس إنفستمنت مانمجمنت" اليابانية، التي تستثمر في "فاست ريتيلينج": يعرف "ياناي" كيفية اتخاذ القرارات السريعة بالانسحاب من الأعمال الفاشلة لتجنب المزيد من الخسائر، بحسب صحيفة "جابان تايمز".
 

- عرف "ياناي" بحبه لسباقات الخيول ورياضة الجولف، ولديه منزل بمساحة 1540 مترًا مربعًا في وسط طوكيو، بمساحة خاصة للقيادة، وأبراج حراسة ومحاط بطابقين من الأسوار، وبلغت تكلفته عند التأسيس عام 2000 نحو 80 مليون دولار.