نبض أرقام
06:27 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

كهرباء وفيرة؟.. فلنشرب من مياه البحار والمحيطات!

2018/12/04 أرقام

أفاد رئيس شركة "أورستد" الدنماركية "هنريك بولسن" بأن لديه حلمًا يثلج صدور الجميع ويمكنه توفير الكهرباء لشعوب العالم أجمع من خلال المزارع البحرية لتوربينات الرياح كمصدر للطاقة المتجددة، فهل تؤتي هذه الوسيلة أُكلها؟.. تساءل عن ذلك تقرير نشرته "الإيكونوميست".
 

أضاف "بولسن" أنه يريد تثبيت توربينات رياح بحرية قِبالة سواحل دول البلطيق وشمال أوروبا والأطلنطي في مياه ضحلة نسبياً بهدف توليد 600 ألف ميجا واط من الكهرباء تكفي احتياجات 80% من الكهرباء في أوروبا بأكملها – بمعنى تحويل البحار الشمالية للقارة العجوز إلى مصنع للطاقة خلال العشرة أعوام أو الخمسة عشر عامًا المقبلة.

 

 

المشكلة الأزلية.. التكلفة
 

حتى الآن، ثبتت أوروبا توربينات رياح بحرية قبالة سواحلها تولد فقط 16 ألف ميجا واط، وهناك مشكلات تتعلق بتوفير المساحة اللازمة لهذه المشاريع سواء التوربينات أو الألواح الشمسية على اليابسة.

 

على أثر ذلك، قررت شركة "إكوينور" النرويجية استغلال تقنياتها في التنقيب عن النفط في المياه العميقة لبناء توربينات رياح عائمة لكنها مثبتة في أرضية المحيط (بالمياه الضحلة).

 

حتى يومنا هذا، نفذت الشركة النرويجية مشروعاً لتوليد 30 ميجا واط من الكهرباء أمام سواحل أسكتلندا وتدرس مشاريع مشابهة في بحر الشمال لتزويد حقول النفط في هذه المنطقة بالكهرباء.

 

قال "بولسن" إن تكلفة التوربينات العائمة أعلى أربع مرات من بناء التوربينات الثابتة على اليابسة، وبالتالي، فإن هناك تحدياً ضخماً أمام الشركات لضخ المزيد من الاستثمارات وتبني مشروعه الطموح.

 

أفاد بأن تكلفة التكنولوجيا الخاصة بـ"أورستد" لتوليد الكهرباء من مزارع توربينات الرياح قبالة السواحل قد انخفضت بنسبة 60% بين عامي 2013 و2017 كما أن التوربينة الواحدة تنتج من 8 إلى 9 ميجا واط دون الحاجة لدعم أو بنية تحتية إضافية أو كابلات معززة.

 

بحلول عام 2020، يتوقع "بولسن" أن تكون كل توربينة لدى "أورستد" قادرة على توليد 15 ميجا واط من الكهرباء، ورغم كل ذلك، إلا أنه لن يكون كافياً للوفاء بمعايير المناخ التي حددتها دول أوروبا.

 

الجميع تقريباً يتفق على أن توليد المزيد من الكهرباء من مصادر نظيفة سوف يكون العمود الفقري لجهود خفض الكربون من أنشطة شركات الطاقة لا سيما مع الطلب المتزايد والمتوقع على الكهرباء.

 

قالت وكالة "إنيرجي ترانزيشن" إن حصة الكهرباء من الطلب العالمي على الطاقة – حاليا 20% - سوف تصل إلى 60% بحلول منتصف القرن الجاري، وهو ما يعني أن الطلب على الكهرباء سيرتفع أربعة أضعاف إلى 100 ألف تيرا واط في الساعة خلال نفس الفترة لتشغيل السيارات والحصول على التدفئة.

 


 

المتجددة.. واللامتجددة

 

أفادت بيانات شركة "بي بي" بأن أقل من 35% من كهرباء العالم تم توليدها من مصادر غير كربونية – تشمل الطاقة النووية – ومن أجل توليد جميع الكهرباء التي يحتاجها العالم من مصادر متجددة، فإن الدول تحتاج لزيادة معدل إنتاج الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح عشرة أضعاف بحلول عام 2050.

 

ليس من الضروري أن تأتي كهرباء العالم من مزيج من المصادر المتجددة، بل إن البعض يرى ضرورة دمج مصادر غير متجددة قليلة التكلفة لتحقيق استقرار منظومة الطاقة.

 

أوضح علماء بمعهد "ماساتشوستس" التكنولوجي في ورقة بحثية حديثة أن العالم في حاجة لتطوير مصادر الطاقة المتجددة ذات التكلفة المرتفعة ودمجها مع مصادر غير متجددة منخفضة الكربون كالطاقة النووية والغاز الطبيعي والوقود الحيوي.

 

بدون ذلك، سوف تؤدي تكلفة المصادر المتجددة - التي لا تزال أعلى من الوقود الأحفوري - والاعتماد عليها بمفردها في خلل بمنظومة الطاقة عالمياً حتى لو نجحت شركات التكنولوجيا في تطوير بطاريات ومخازن للطاقة يمكنها تلبية أي طلب أو انقطاعات في الكهرباء.

 

بالتزامن مع هذه الأدوات، ربما تحتاج الدول لاستخدامات أكثر كفاءة من خلال خفض كميات الطاقة التي تحتاج إليها للنمو الاقتصادي، بالإضافة إلى ضرورة تشديد معايير المنشآت الجديدة ومعالجة الأبنية القائمة لتحسين كفاءتها في استهلاك الكهرباء.

 

بالعودة إلى حلم "بولسن"، يرى وزير الطاقة الأمريكي خلال إدارة الرئيس السابق "باراك أوباما" "إرنست مونيز" أن هناك فرصة وطموحاً للتطور في تكنولوجيا استبدال الوقود الأحفوري بمصادر ثابتة لتوليد الكهرباء.

 

في ضوء انخفاض مصادر الطاقة المتجددة، يبدو أن الهيدروجين سوف يكون وسيلة فاعلة وجاذبة لتخزين الكهرباء لفترات أطول من البطاريات التقليدية.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.