نبض أرقام
06:27 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

كيف شكلت "بلوك شين" سبيلًا لفتح أسواق جديدة أمام "علي بابا"؟

2018/12/03 أرقام - خاص

أثارت شركات التكنولوجيا الصينية إعجاب العالم بفضل نجاحها الكبير وانتقالها من محطة إلى أخرى في وقت قياسي، خاصة أنه خلال السنوات القليلة الماضية دخلت بعض هذه الشركات الكبيرة إلى أسواق أجنبية، لا سيما في جنوب شرق آسيا، بحسب تقرير لموقع "إنسياد نولدج" التابع لكلية إدارة الأعمال "إنسياد".

 

 

ومن أبرز الأمثلة حول النشاط الرائع لشركات التكنولوجيا الصينية، الانتشار الواسع لتطبيق "ويشات" التابع لشركة "تنسنت"، واستثمارات "علي بابا" في أعمال التجارة الإلكترونية لشركة "لازادا"، وتطبيقي "تيك توك" و"ميوزيكال-لي" المملوكين لشركة "بيتدانس".

 

وفي الآونة الأخيرة، انتقلت شركات التكنولوجيا الصينية الكبيرة إلى الحلول التقنية التي تعتمد عليها الشركات متعددة الجنسيات، وتحديدًا الساحة التي هيمنت عليها الشركات الأمريكية والأوروبية مثل "مايكروسوفت" و"آي بي إم" و"أمازون" و"ساب" و"سيمنز"، بفضل قدراتها التكنولوجية وعلاقاتها القوية مع العملاء.

 

التوسع في الأسواق الأجنبية

 

- الخدمات السحابية هي صناعة تحرص فيها شركات التكنولوجيا الصينية على تحقيق إنجازات دولية، وبالنظر إلى الحصة السوقية العالمية لأكبر الشركات، فإن "أمازون" تستحوذ على 33%، لكن أيضًا "مايكروسوفت" و"آي بي إم" و"جوجل" تبلي بلاءً حسنًا.

 

- في الوقت نفسه، رغم أن حصة "علي بابا" المكونة من رقم واحد فقط (4%)، فإنها تنمو أسرع بدعم من عقلية المبادرة والمغامرة، فلأسباب جغرافية وثقافية وإستراتيجية، ظلت الشركات الصينية تراقب سوق جنوب شرق آسيا، في حين أظهرت "علي بابا" اهتمامًا كبيرًا بالمنطقة.

 

 

- "لازادا"، هي شركة لتجارة التجزئة عبر الإنترنت تتخذ من سنغافورة مقرًا لها، واستثمرت "علي بابا" فيها ملياري دولار منذ عام 2016، لكن مغامرات عملاق التجارة الإلكترونية الصيني لم تتوقف عند هذا الحد.

 

- مؤخرًا بدأت "علي بابا" الاستفادة عبر ذراعها المالي "آنت فايننشال" من تقنية "بلوك شين" للدخول في أعمال التحويلات المالية العالمية التي يبلغ حجمها حاليًا 600 مليار دولار.

 

- من جانبه، أجرى الأستاذ المساعد لريادة الأعمال وشركات العائلات بكلية "إنسياد"، "جاسون دافيس" دراسة حالة لفحص الدروس المستفادة من عملاق التجارة الصيني لهذه التكنولوجيا الثورية في تطوير أعمالها.

 

حل مبتكر: بلوك شين

 

- منذ عدة سنوات، وعد مؤسس الشركة "جاك ما" بعض الأصدقاء الفلبينيين بأنهم سيستطيعون يومًا ما استخدام خدمات مثل "آنت فايننشال" لتحويل الأموال إلى بلادهم بسهولة وتوفير التكاليف المرتفعة للبنوك.

 

- قامت فكرة "ما" في الأساس على شرائه شركة "موني جرام" وتطوير أعمالها، لكن تحتم عليه وضع خطة أخرى بعدما عرقلت إدارة "دونالد ترامب" الصفقة، متعللة بأسباب تتعلق بالأمن القومي، ليخبر "ما" الرئيس التنفيذي لـ"آنت" بأنه عليهم تدشين شيء أفضل من "موني جرام".

 

- في يونيو/ حزيران من هذا العام، أطلقت "علي بابا" بالتشارك مع مصرف "ستاندرد تشارترد" وشركة "غلوب تليكوم" تطبيق "جي كاش"، وهي منصة تعتمد على تقنية "بلوك شين" تسمح للعمال الفلبينيين في هونغ كونغ بتحويل الأموال إلى بلادهم بسرعة وأمان ومقابل رسوم زهيدة.

 

 

- في حين أن تقنية "بلوك شين" يمكن أن تكون مزعزعة للحوسبة السحابية التقليدية، يعد تطبيق "جي كاش" مثالًا لكيف قد تكون تكنولوجيا مكملة للخدمات السحابية التي تعمل عليها شركات التكنولوجيا الكبرى.

 

- على سبيل المثال، قد تتمكن مؤسسة ما تستخدم خدمة السحب "علي بابا كلاود" يومًا ما من تقديم مدفوعاتها في سلاسل التوريد والتجارة اعتمادًا على تقنية "بلوك شين" بنقرة زر بسيطة على مفتاح التحويل.

 

- مقارنة مع حلول الدفع العادية، يمكن أن تكون الخدمات القائمة على "بلوك شين" مفيدة من حيث السرعة والأمن والتكاليف، وبالتالي ستجعل السحب أكثر قوة وشعبية، لكن التحدي الرئيسي يتمثل في إنشاء نظام بيئي يشجع الأطراف المتعاملة على استخدامه ويمكنهم من العثور على نموذج العمل المناسب والمربح.

 

قيمة "جي كاش" لأصحاب المصلحة

 

- الدرس الرئيسي من المشروع هو أن "علي بابا" خلقت قيمة لأنها ركزت على كيفية استخدام التكنولوجيا في حل مشكلة محلية (التكلفة العالية للتحويلات) مع التخلص من الوسطاء المهيمنين مثل "موني جرام" و"ويسترن يونيون".

 

 

- السوق المستهدف بشكل أولي هو 200 ألف عامل فلبيني في هونغ كونغ، والذين يحولون لعائلاتهم أكثر من 550 مليون دولار سنويًا، ومع تخفيض الرسوم بمقدار النصف تقريبًا فإنها ستوفر 20 مليون دولار سنويًا بالإضافة إلى راحة المتعاملين وعدم إضطرارهم للوقوف في طوابير طويلة والتعامل مع الموظفين.

 

- بالنظر إلى المستقبل، تتناسب الخدمة الجديدة مع مواصفات قاعدة عملاء "علي بابا" الرئيسية، حيث يتزايد عدد الصينيين الذين يسافرون أو يعيشون في الخارج، ويوفر "جي كاش" بذلك مجموعة واسعة من الفرص لشركة التجارة الإلكترونية.

 

- إن الشراكة مع "ستاندرد تشارترد" و"غلوب تيليكوم" والتي كانت ضرورية لإطلاق "جي كاش"، تعد دليلًا قاطعًا على استعداد وقدرة "علي بابا" على التعاون بفعالية مع الشركات الكبيرة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.