نبض أرقام
06:25 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

هذا الرجل اقترض البيض ليكمل تعليمه قبل أن يصبح مليارديرًا والمنافس الرئيسي لـ"علي بابا"

2018/11/28 أرقام

غالبًا ما تطغى سمعة شركة التجارة الإلكترونية الصينية "علي بابا" على منافستها "جيه دي دوت كوم"، لكن الأخيرة تصدرت دائرة الضوء العالمية في وقت سابق هذا العام لعدد من الأسباب الخاطئة والتي قد تشكل دعاية سلبية للشركة، بحسب تقرير لـ"سي إن إن موني".

 

وتصدر الملياردير والرئيس التنفيذي للشركة "ريتشارد ليو" عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم بعد أسابيع بعد اعتقاله في الولايات المتحدة على خلفية مزاعم بارتكابه جريمة التحرش الجنسي، لكن "جيه دي" قالت إن هذه الادعاءات عارية تمامًا من الصحة ودليل ذلك إطلاق السراح الفوري لـ"ليو" الذي عاد على الفور إلى بلاده.

 

لكن اسم الملياردير ظل متصدرًا الموضوعات المتداولة على شبكة التواصل الاجتماعي الصينية "وايبو" الشبيهة بمنصة "تويتر"، ونشر المستخدمون صورة لـ"ليو" وهو يرتدي زي السجن البرتقالي، وما زالوا يتناقشون حول مستقبل شركته التي تبلغ قيمتها 45 مليار دولار.

 

من جانبه علق "بنجامين كافيندر" المحلل لدى "تشاينا ماركت ريسيرش جروب" للأبحاث قائلًا: يحظى مؤسسو الشركات في الصين بمكانة النجوم والمشاهير، ومن المرجح أن المستهلكين هناك على وعي تام بمشكلات "ريتشارد ليو" أكثر من غيرهم في الأسواق الأخرى.

 

 

تعد "جيه دي دوت كوم" ثاني أكبر موقع للتسوق عبر الإنترنت في الصين، بعد "علي بابا"، وبفضل اللحاق المبكر بركب التجارة الإلكترونية الآخذة في التوسع، تمكن "ليو" ذو الخمسة وأربعين عامًا، من أن يصبح أحد أغنى الرجال في البلاد، بثروة صافية تتجاوز 7 مليارات دولار.

 

وفي محاولة لتمييز نفسه عن باقي المنافسين، يوجه "ليو" شركته للتأكد من بيع البضائع الأصلية وإحكام السيطرة الكاملة على عملية التوصيل والتسليم، وفي هذا الصدد أنشأت "جيه دي" شبكة لوجيستية مترامية الأطراف تشمل مئات المتاجر والمخازن في جميع أنحاء البلاد.

 

وباستخدام كل وسائل النقل المتاحة بداية من الدراجات الهوائية وحتى طائرات الدرون، تفتخر الشركة بأن 90% من السلع المشتراة عبر موقعها تُسلم في اليوم نفسه أو التالي على الأكثر.

 

تبيع "جيه دي" فئات متفاوتة من المنتجات تتراوح بين الأزياء الراقية إلى البقالة الطازجة، لكنها بشكل عام تركز على المتسوقين الأكثر ثراءً في الصين، وتخصص مساحات رئيسية بموقعها -الذي يحظى بأكثر من 300 مستخدم نشط- لعلامات تجارية فاخرة مثل "موغي" للتجزئة وصانعة الساعات "شوبارد" و"بي إم دبليو" للسيارات.

 

إن استراتيجية الشركة القائمة على اعتماد السلع الأصلية والتوصيل في اليوم ذاته، تمنح "جيه دي" ميزة على عملاق التجارة الإلكترونية "علي بابا" وغيره من المنافسين الذين يعانون من الشكوى إزاء عجزهم عن حجب البضائع المزيفة على منصاتهم.

 

لكن مثل "علي بابا" تحاول "جيه دي" الوصول إلى عملاء جدد في الخارج، وأنفقت الشركة بشكل كبير على توسيع عملياتها في جنوب شرق آسيا وأوروبا، ومن بين كبار المستثمرين بها "تنسنت" و"وول مارت"، وأخيرًا "جوجل" التي استثمرت فيها 550 مليون دولار قبل بضعة أشهر.

 

ويمتلك "ليو" نحو 16% من أسهم الشركة، لكنه يهيمن على 79.5% من حقوق التصويت، مما يعني أن أي فضيحة مرتبطة به قد يكون لها تداعيات كبيرة على "جيه دي".

 

 

كانت بداية "ليو" متواضعة، حيث ولد في سوتشيان، وهي قرية تبعد نحو 400 كيلومتر شمال غرب شنغهاي، وتزامنت نشأته مع بدء الصين برنامجًا موسعًا للإصلاح الاقتصادي، وفي حين شهدت البلاد نموًا هائلًا على مدار العقود التالية، بقي مسقط رأسه وعائلته فقراء خلال أغلب سنوات صغره.

 

خلال كلمة له أمام الطلبة في المدرسة الإعدادية التي التحق بها في طفولته، قال "ليو" إنه كان يحلم كثيرًا لو بإمكانه تناول اللحم الذي لم يحصل عليه سوى مرة أو مرتين في السنة، وعندما التحق بجامعة رنمين، وهي إحدى الجامعات الرئيسية في بكين، استعان بسكان قريته لمساعدته في الانضمام إليها.

 

وقال "ليو" في مدونة للشركة: لقد تبرع سكان قريتي بـ76 بيضة و500 يوان (73 دولارًا) لمساعدتي في اللحاق بالفرصة التي غيرت حياتي.

 

 

بعد تخرجه بفترة، احتاجت عائلته الفقيرة للأموال من أجل توفير الرعاية الطبية اللازمة لجدته، ما شكل دافعًا رئيسيًا لتأسيس شركة لبيع ملحقات الحاسوب في تشونغ قوان تسون، وهو مركز تكنولوجي في شمال غرب بكين، وذلك بحلول عام 1998، وبعد خمسة أعوام نمت الأعمال وامتلك "ليو" أكثر من 12 متجرًا.

 

لكن فيروس "سارس" كان قد انتشر في البلاد، وكان العمال والمستهلكون يخشون الخروج إلى الشارع، حتى لا يصابوا بالمرض القاتل، وحينها أغلق "ليو" متاجره وطلب من الموظفين البقاء في المنزل.

 

في هذه الأثناء عكف "ليو" ومديروه على التوصل لطريقة للتعامل مع السلع الموجودة في المتاجر، وحينها اقترح أحد المديرين بيعها عبر الإنترنت، بحيث لا يحتاج العميل للقدوم مباشرة إلى المتاجر بما يحد من خطر التعرض لأي شخص مصاب.

 

ونتيجة هذا العصف الذهني، أسس "ليو" في النهاية موقع "جيه دي دوت كوم" في عام 2004، في وقت بدأت فيه التجارة الإلكترونية في الصين تزدهر مع إقبال المزيد والمزيد من المستهلكين على الإنترنت.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.