نبض أرقام
06:23 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

كيف خسر الجمهوريون انتخابات التجديد النصفي لـ"الكونجرس" رغم الاقتصاد "المنتعش"؟

2018/11/19 أرقام - خاص

على الرغم من الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي في الوقت الحالي، إلا أن فوز الديمقراطيين بانتخابات الكونجرس الأخيرة لم يكن مفاجأة، حيث رجحته غالبية استطلاعات الرأي قبل حدوثه، وذلك لما أرجعته "واشنطن بوست" لـ"تأثير ترامب"، أي رفض الكثير من الأمريكيين لأسلوب وتصريحات الرئيس الأمريكي.

 

 

للاقتصاد دور كبير

 

وبعيدًا عن العوامل السياسية التي أدت لتلك النتيجة إلا أن الاقتصاد كان له دور أيضًا، ومن بينه ما كشفت عنه "سي.إن.إن" من "قلق" ثلاثة أرباع الأمريكيين، على اختلاف انتماءاتهم الحزبية، من تأثير الاقتصاد المنتعش حاليًا على إمكانية ادخارهم لمبالغ تعينهم على التقاعد في وقت لاحق.

 

ويخشى كثيرون من احتمال تأثير سوق الأسهم المتوهج على معاشات التقاعد لاحقًا، خاصة مع التجربة السابقة في التأثير السلبي للأزمة المالية العالمية على معاشات الأمريكيين بل وقدرة الحكومة الأمريكية على توفير برامج الرعاية الصحية في المرحلة المقبلة.

 

وازدادت المخاوف بين النساء أيضًا في هذا الأمر، حيث ستقل مكافأة نهاية الخدمة ومعاشات التقاعد بنسبة 22% للأمريكيات عنها للأمريكيين، بسبب الاختلال المتفاقم في الأجور بين الجنسين.

 

وكشف استطلاع لمركز "هاريز بول" أنه على الرغم من إرجاع 47% من الأمريكيين للانتعاش الاقتصادي الأمريكي الحالي إلى سياسات "ترامب"، مقابل 21% لـ"أوباما"، لتبقى البقية "بلا رأي محدد"، فإنه حتى هؤلاء الذين أسندوا الانتعاشات لـ"ترامب" لم يصوتوا لمصلحة الجمهوريين لأنه "لا فضل لهم" في الرواج الحالي.

 

بداية للتراجع؟

 

وعلى الرغم من  تأييد "وول ستريت" بشكل كبير لخطط "ترامب" بالخفض الكبير في الضرائب، مما انعكس على انتعاش سوق الأسهم بشكل لافت، إلا أن 34% من الأمريكيين فحسب أيدوا هذا الخفض الضريبي، الذي حقق وفورات 15% للطبقات الأغنى، و2% فحسب للطبقات الأفقر وفقًا لـ"واشنطن بوست".

 

 

وكشف استطلاع لمركز "بيو" لدراسات الرأي أن 1 فقط من كل 10 من الأمريكيين الأقل دخلًا رأى في تخفيضات "ترامب" الضريبية أمرًا إيجابيًا بينما رأى 7 من كل 10 فيها "محاباة" للأثرياء وترسيخا لمبدأ حصولهم على الوفورات الاقتصادية المحققة في الولايات المتحدة.

 

كما أن التنبؤات التي ظهرت في بداية نوفمبر، بتراجع النمو الاقتصادي إلى 2.8% بدلًا من 3% -وتحققت بالفعل- أعطى الكثير من الأمريكيين إيحاءً بصدق حملة الديمقراطيين بوصول الاقتصاد إلى قمته في يوليو الماضي وأنه سيبدأ بالتراجع (بغض النظر عن صحة ذلك من عدمه وهو ما ستكشفه الأيام).

 

وأتت حملة الجمهوريين لمواجهة تصريحات "ترامب" الذي أكد استهدافه لتحقيق معدلات نمو كبيرة حيث قال "4 أو 5% لماذا لا نصل إلى 6% حتى"، غير أن"فوربس" أكدت اقتناع الكثير من الأمريكيين بإمكانية تحقيق مثل تلك المعدلات، ولكنها لن تكون قابلة للاستمرار.

 

مستوى الأجور والحروب الاقتصادية

 

كما أن حساب معدلات الضخم التراكمية لعام 2018 حتى الآن حول مستوى 2.7% حتى نهاية أغسطس الماضي، أدى لشعور الكثير من الأمريكيين بأنهم لم يحصدوا ثمار النمو في الناتج المحلي بشكل جيد.

 

وعلى الرغم من انتعاش سوق العمل الأمريكي وتراجع نسب البطالة إلى أدنى مستوياتها، إلا أن الزيادة في أجور الأمريكيين لم تتعد 2.9% في المتوسط، ومع معدلات التضخم الحالية فإن آثار الزيادة في الدخل لم تحدث تأثيرًا ملموسًا في حياة الأمريكيين.

 

ويترافق هذا كله مع مخاوف الكثير من الأمريكيين على التأثير السلبي للحروب الاقتصادية مع الصين على الاقتصاد الأمريكي مستقبلًا، لا سيما مع إعلان الكثير من المصنعين الأمريكيين، ومنهم مصنعو السيارات على سبيل المثال، تضررهم بسبب تلك الحروب.

 

 

وبغض النظر عن "منطقية" مخاوف الأمريكيين الاقتصادية في ظل الانتعاش الذي يعيشونه إلا أن أثرها كان كبيرًا على تصويت الأمريكيين وفقًا لـ"فوربس"، التي لفتت إلى أن الديمقراطيين حققوا أكبر انتصار لهم منذ فضيحة "ووترجيت" بما يؤكد تكاتف عوامل عدة لهزيمة الجمهوريين.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.