نبض أرقام
06:13 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

جنة التكنولوجيا.. كيف برزت بنغالور بين مدن الهند لتصبح مركزًا عالميًا؟

2018/11/17 أرقام - خاص

في الوقت الذي تكافح فيه الهند الفقر والجهل في كثير من مدنها، كانت حركة التنمية في واحدة من المدن الرئيسية أسرع بكثير، ونجحت في التمركز على الطريق السليم لمواكبة تغيرات القرن الحادي والعشرين، فأصبحت مواطنًا لشركات التكنولوجيا والمبرمجين، حتى سمتها الصحف العالمية "وادي السليكون الهندي".

 

 

المدينة هي بنغالور، وهي عاصمة ولاية كارناتاكا، الواقعة في الجنوب الغربي للهند، وتعد مصدر الدخل الرئيسي للولاية، فرغم أنها تشغل 0.4% من مساحة كارناتاكا، فإنها تشكل 98% من صادرات الولاية من البرمجة.

 

ووفقًا لموقع "كارناتاكا" المعني بأخبار وتاريخ الولاية، بلغ عدد سكان كارناتاكا الهندية 61 مليون نسمة في 2013، يتركز 16% أو ما يعادل 9.6 مليون نسمة منهم في بنغالور، وفي حين تبلغ المساحة الإجمالية للولاية نحو 192 ألف كيلومتر مربع، تبلغ مساحة المدينة 741 كيلومترا مربعا فقط.

 

سمعة عالمية

 

- بجانب سمعتها في قطاع التكنولوجيا، تشتهر بنغالور في عالم السياحة أيضًا، ورغم انتشار البنايات الخرسانية لتوفير مساحات مكتبية لشركات التكنولوجيا العالمية والمحلية والمقاهي الراقية، لا تزال المدينة الجنوبية تستقبل ملايين السياح سنويًا لمشاهدة المعالم التاريخية.

 

- من الطبيعي جداً إطلاق أسماء مثل "وادي السليكون الهندي" و"جنة التكنولوجيا" على المدينة كونها أكبر موطن لشركات تكنولوجيا المعلومات في البلاد، لكنها تعرف أيضًا باسم "مدينة الحدائق" لانتشار المتنزهات والمواقع الخضراء، علاوة على سلسلة من المتاحف والمعالم الطبيعية والقصور التاريخية، وفقًا لموقع "تريب أدفيسور" لتقييم المطاعم والفنادق وحجز الرحلات السياحية.

 

 

- على ذكر المعالم التاريخية، كان حجر أساس المدينة هو مستوطنة صغيرة أقيمت حول حصن عسكري متواضع تم بناؤه عام 1537، وأصبحت بنغالور مقرًا للإدارة البريطانية خلال الفترة من عام 1831 إلى 1881، واحتفظت المملكة المتحدة بوجود عسكري وإداري في المدينة حتى استقلال الهند عام 1947، بحسب موسوعة "بريتانيكا".

 

التحول والازدهار

 

- شهدت الهند هجرة داخلية واسعة النطاق إلى بنغالور في خمسينيات القرن الماضي حيث استثمرت الدولة بكثافة في القطاع العام وفي التعليم، وولدت فرص عمل لعشرات الآلاف من مواطنيها في الجنوب، لتنمو بنغالور وتصبح واحدة من أكبر المدن في البلاد.

 

- اعتمد النمو الاقتصادي للمدينة طيلة عقود على الصناعات التحويلية بشكل كبير، لكن إطلاق الدولة مجموعة من سياسات التحرر الاقتصادي وظهور نظام تعليمي قوي في المدينة انعكس بمزيد من التطور على قطاع تكنولوجيا المعلومات في أوائل التسعينيات، ما مهد الطريق أمام المدينة لتصبح مركزًا محليًا وعالميًا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

 

 

- في عام 2006، غيرت المدينة اسمها رسميًا إلى بنغالورو، لكنها ما زالت تشتهر ببنغالور على نطاق واسع، في العام التالي، تم تدشين مؤسسة "بلدية بنغالور الكبرى" والتي حلت مكان الحكومة المحلية في المدينة، وتزامنًا مع ذلك، تم ضم العشرات من المجتمعات المحيطة إلى الكيان الجديد، ما زاد من حجمها.

 

- بعد ذلك، أطلقت المدينة شعارًا وعلامة تجارية خاصة بها، في خطوة تقول الصحف المحلية، إنها تؤكد ريادة بنغالور كموطن للشركات الناشئة، ومع  أن استخدام الشعار التجاري سلوك متعارف عليه بين رواد الأعمال على مستوى الشركات لكنه لم يكن شائعًا بين المدن في الهند.

 

- أصبحت بنغالور أول مدينة هندية تمتلك شعارا وعلامة تجارية، وبجانب جذب الشركات، تأمل المدينة أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز السياحة، وأن تضعها في مصاف المدن العالمية مثل باريس وأمستردام وسنغافورة ونيويورك.

 

 

- في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قالت الخطوط الجوية التركية، إنها ترى إمكانات تصديرية هائلة لمدينة بنغالور، والتي تأمل أن تستفيد منها الشركة بفضل علاقتها وقدرتها على الوصول إلى الوجهات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

 

- من جانبها اختارت صانعة الجوالات الصينية "شاومي" مدينة بنغالور لافتتاح أكبر متاجرها في الهند، الذي يمتد على مساحة 6 آلاف قدم مربعة (557 مترًا مربعًا) ويتكون من طابقين.

 

- بشكل عام، ونظرًا لتوافر الخبرات في مجال البرمجة، أصبحت بنغالور مقصدًا لشركات التكنولوجيا الكبرى مثل "آبل" و"جوجل" و"فيسبوك"، لكن ذلك لم يأت دون ثمن، فالمدينة تعاني الآن من الازدحام الشديد والتكدس السكاني، لكن عقول مهندسيها ما زالت تبدع في معالجة المشاكل.

 

- حاليًا، تستهدف السلطات خفض الازدحام المروري عند التقاطعات الرئيسية بنسبة 30% خلال 3 سنوات، عبر الاستعانة بنظام نقل ذكي جديد، وفقًا لـ"سي إن إن"، والذي سيزود شوارع المدينة بكاميرات وأجهزة استشعار، مع إضافة أجهزة "جي بي إس" للحافلات العامة.

 

- تبلغ تكلفة المشروع 11.3 مليون دولار، بتمويل من الحكومة اليابانية، وسيبدأ تنصيب النظام في مارس/ آذار من العام المقبل، على أن يبدأ استخدامه بحلول منتصف عام 2020.

 

 

- بعد كل هذه التحولات التي مرت بها بنغالور، من الطبيعي أن تتبدل نظرة المتقاعدين لها بعدما رأوها طويلًا كوجهة مفضلة للتقاعد، ليس فقط لهدوئها ومعالمها الشهيرة والخلابة، ولكن ربما أيضًا لكونها واحدة من أرخص مدن العالم في تكاليف المعيشة.

 

- رغم طفرة النمو والأعمال في بنغالور، ومع ارتفاع مستوى المعيشة بها، وتحول سكانها إلى مواطنين رقميين، ما زالت المدينة مركزًا للعمالة الرخيصة، يقصدها أرباب العمل من كل حدب وصوب لاستقطاب المبرمجين وأخصائيي التكنولوجيا.

 

- الآن أصبحت بنغالور رابع أكثر المدن الهندية ازدحامًا بالسكان، بفضل معدل النمو المتسارع بشكل غير مسبوق خلال السنوات الماضية، وفي عام 2017، منحها المنتدى الاقتصادي العالمي لقب المدينة الأكثر ديناميكية في العالم متفوقة على شنغهاي وحتى وادي السليكون، بناءً على مؤشرات من بينها الابتكار والتكنولوجيا.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.