نبض أرقام
06:20 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

كيف يضمن الأثرياء تعظيم ثرواتهم وتوارثها على مدار أجيال قادمة؟

2018/10/08 أرقام

عادة ما يدور في خلد الأثرياء أسئلة حول كيف يمكنهم التحدث مع أبنائهم بشأن الأموال التي سيرثونها، أو كيف يتأكدون من أن هذه الثروة سوف تدوم لهم وللأحفاد من بعدهم، فربما تكون المشورة المالية حول كيفية تنمية الثروات والحفاظ عليها سهلة المنال، لكن أيضًا إدارة المحادثات والتوقعات والأولويات المحيطة بنقل هذه الأموال لا تقل أهمية، بحسب تقرير لـ"سي إن إن موني".

 

تشكل مكاتب إدارة ثروات العائلات محطة لتلبية الاحتياجات المالية المختلفة، مثل التعامل مع المسائل الضريبية، والتخطيط العقاري، والتأمين، والوصاية، وتقديم المشورة الاستثمارية، وإدارة المؤسسات، وكل ذلك تحت مظلة واحدة، لكن هل هذا يكفي لضمان تمرير الثروة من جيل إلى آخر؟

 

 

من جانبها تقول "إيمي كاستورو" الرئيسة التنفيذية لـ"ويليامز جروب" وهي شركة استشارية تدرب الأسر على تناقل الثروات، إن المخطط المالي يركز بشكل كبير على إعداد الأصول للعائلة، لكن من المهم أيضًا إعداد الأسر للتعامل مع هذه الأصول.

 

وتضيف: الاستثمارات والثقة لا تدوم غالبًا للجيل الثالث، فبعد أن تحدثت مع أكثر من ألفي أسرة فاحشة الثراء شهدت تمرير الثروات عبر أجيالها، تبين أن 70% من الحالات فشلت في نقل الثروة بنجاح إلى الأحفاد.

 

وفي أكثر من نصف الحالات الفاشلة كان السبب انهيار الثقة والتواصل، وفي ربع الحالات كان السبب هو عدم استعداد الأجيال الأصغر سنًا في العائلة، أما في باقي الحالات فكان ذلك بسبب عدم وضوح مهمة وقيم العائلة.

 

 

تقول "كاري شواب بومرانتز" رئيسة مؤسسة "تشارلز شواب" الخيرية ونائبة رئيس شركة الخدمات المالية "تشارلز شواب": لقد رأيت ذلك يحدث لأصدقائي، من أولئك المنتسبين للجيل الثالث من العائلات الذين بنوا ثرواتهم في القرن العشرين، والذين أخبرهم آباؤهم وأجدادهم أنهم لن يضطروا أبدًا للعمل يومًا في حياتهم.

 

لكن على عكس هذه الوعود، تحتم على أصدقاء "كاري" البحث عن منازل أصغر حجمًا، والذهاب إلى العمل، ولم يجدوا شيئًا من الحياة التي وعدوا بها، لأن الأموال ضاعت ولم يصلهم منها شيء.

 

إن تحدث الأثرياء إلى ورثتهم حول الثروة، سيساعد في تخفيف المخاطر، ووضعهم على الطريق الصحيح للحفاظ على الميراث وتنميته من أجل الأجيال التالية، وفي ما يلي ثلاث نصائح رئيسية لضمان تمرير الثروات إلى أفراد العائلة في المستقبل.

 

ثلاث نصائح لضمان تمرير الثروة إلى الأجيال التالية

النصيحة

التفاصيل

بناء الثقة وبدء التواصل


- غالبًا ما يشعر الأهل بالقلق من تثبيط الثروة لعزيمة أبنائهم ودفعهم للتكاسل عن ملاحقة النجاح، بجانب الخوف من الصراع بين الأخوة على هذه الثروة وفقدان الثقة في بعضهم البعض.

 

- يحتفظ الآباء بخططهم وتفاصيل الثراء بعيدًا عن الأبناء، إنهم لا يثقون في قدرتهم على إدارة الأموال جيدًا حتى لو تجاوزوا الأربعين من العمر، وبالتالي ينشأ الأبناء مفتقدين للقدرة والمهارات اللازمة لمواصلة المسيرة.

 

- تقترح "إيمي كاستورو"، عقد اجتماع عائلي لمناقشة هيكل الحيازات مع كل من هم فوق سن السادسة عشرة، بما في ذلك أزواج الأبناء، من أجل تجنب أي سوء فهم أو شك، وهنا لا ينبغي على الأبوين استعراض مبالغ بعينها وإنما الاستراتيجية الشاملة التي يطمحان في تنفيذها.

 

- بالإضافة إلى إطلاعهم على مجريات الأمور، ستكون هذه فرصة جيدة لتمرير الدروس المستفادة خلال الحياة المهنية مثل كيفية اختيار المستشارين أو تطوير استراتيجيات الاستثمار طويلة الأجل.

 

- من المهم أيضًا مناقشة أولويات الأسرة بالنسبة للثروة، سواء كانت، ستنفق على التعليم أو شراء العقارات أو تمويل العطلات العائلية.

 

- مثل هذه المناقشات تساعد في بناء الثقة وتحقيق التواصل بين أفراد العائلة، فإذا غابت الثقة غاب معها التواصل.

 

إعداد الورثة


- إن ضمان إعداد الورثة على نحو جيد، لا يتوقف فقط على المعرفة المالية، ولكن الذكاء الكافي للتعاطي مع الحياة هو أمر حيوي لنجاح عملية تمرير الثروة.

 

- من جانبها تقول "كاري شواب بومرانتز": كنت لأنتظر حتى يبلغ أبنائي الثلاثين من العمر، عندما يمتلكون شخصيات قوية راسخة ويصبحوا مستعدين عاطفيًا، لكن يبنغي أن تُدرس المسؤولية المالية في وقت مبكر.

 

- إن الأمر برمته يتعلق بالبدء مبكرًا مع تعليمهم الاجتهاد في العمل وتحقيق قيمة مالية، وتضيف "كاري": جميع أطفالي بدؤوا وظائف صيفية بمجرد بلوغهم السادسة عشر، إنهم بحاجة إلى المعرفة اللازمة للعيش وفق ميزانية محدودة وحتى أقل من إمكانياتهم، هم أيضًا بحاجة إلى فهم استراتيجيات الاستثمار المناسبة من خلال منظور طويل المدى.

 

- مثل هذا النهج يعلم الأبناء أيضًا أن يكونوا أكثر اعتمادًا على النفس بدلًا من كونهم مدللين.
 

تحديد القيم والرسالة


- من المهم أن تكون العائلة واضحة بشأن القيم التي تشكل تراثها، وفقًا لـ"إيمي" التي تقول أيضًا: أدعو باقي أفراد العائلة للمساهمة في ما يجعلهم فخورين بكونهم جزءًا منها.

 

- على سبيل المثال، إذا كان التبرع أمرًا مهمًا للعائلة، فهل ينبغي أن يكون للحيوانات؟ أو البيئة؟ أو الإنجازات الطبية؟ فتحديد مثل هذه التوجهات يخلق فرصة للتوافق حول الأدوار الفردية والإجراءات المحددة التي يمكن أن يتخذها باقي الأفراد للمساهمة في رسالة العائلة.

 

- من المهم أيضًا مناقشة كيفية مساعدة الجيل الأكبر سنًا للجيل الشاب في الوقت الذي لا يزالون يعيشون فيه معًا.

 

- وتقول "كاري": كان لكل شخص في عائلتنا مهنة وكان عليه أن يعمل، لكن الجيل الأكبر ساعدنا في دفع مصاريف الكلية والمدارس وإيجار المنازل، والآن يساعدوننا في تحمل نفقات كليات الأحفاد.
 

 

 

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.