نبض أرقام
06:25 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

هذا الصيني وليس "إيلون ماسك" هو قائد ثورة السيارات الكهربائية الحقيقية

2018/10/06 أرقام

قبل عقدين من الزمان، اقتنعت الحكومة الصينية بأهمية الاستثمار بقوة في تكنولوجيا المركبات الكهربائية المحفوفة بالمخاطر، بفضل جهود "وان جانج" الخبير المخضرم بصناعة السيارات والذي شغل منصب وزير العلوم والتكنولوجيا على مدار 11 عامًا حتى مارس/ آذار من هذا العام، بحسب "بلومبرج".

 

دعا "وان" إلى استخدام الأموال الحكومية، بما في ذلك الحوافز، للمساعدة في إرساء قواعد صناعة عالمية رائدة تتفوق على نظيراتها في الغرب، وهو ما يشعر الرجل أنه أثمر بالفعل، نعم هذا ما بدا عليه خلال معرض بكين 2018 للسيارات، عندما مرر يده على غطاء محرك إحدى السيارات الرياضية الكوبيه الفاخرة من إنتاج "نيو إنك"، كما لو أنه أب يشعر بالفخر إزاء نجاح ولده.

 

قد يكون "إيلون ماسك" صنع شهرته من الترويج للسيارات الكهربائية، لكن عندما يتم كتابة تاريخ هذه التكنولوجيا سيبدو الدور الأعظم لـ"وان" الذي أنجز الكثير لهذه الصناعة دون انضمام للحزب الشيوعي الحاكم، خاصة أن المستهلكين الصينيين يشترون واحدة من كل سيارتين كهربائيتين يتم بيعهما في العالم الآن.

 

البداية
 

- يقول المستشار السابق لوزارة الطاقة الأمريكية "ليفي تيلمان" مؤلف كتاب "السباق الكبير: السعي العالمي لسيارة المستقبل"، إن "وان" هو الأب الروحي لصناعة السيارات الكهربائية في الصين، ولولاه ما كانت بلاده لتسبق الغرب.
 

- بعد عقود من الضجيج حول هذه التكنولوجيا وبعض البدايات الزائفة، تتجه المركبات الكهربائية لتمثل شريحة كبيرة من سوق السيارات الأكبر، ومن المتوقع أن يصل إنتاج الصين منها إلى مليون سيارة هذا العام، بزيادة نسبتها 26% عن العام الماضي، فيما تستهدف بلدان مثل بريطانيا وفرنسا والهند حظر محركات الاحتراق الداخلي.



 

- قبل فترة طويلة من اشتهاره بالتوقعات الصائبة، عانى "وان" خلال الثورة الثقافية الصينية في الستينيات، وأرسل من شنغهاي إلى قرية نائية بالقرب من كوريا الشمالية في سن الـ16 ليكتسب قيم الفلاحين، وأمضى وقته في إصلاح الجرارات وبناء شبكات الكهرباء من لا شيء، وفقًا لصحيفة "بيبولز دايلي".
 

- كان واحدًا من المحظوظين من أبناء جيله الذين التحقوا بالجامعة، وتم قبوله في جامعة كلاوستال للتكنولوجيا في ألمانيا لإعداد رسالة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية، وانهالت عروض العمل عليه بعد التخرج عام 1991 من الشركات الألمانية الكبيرة، لكنه فضل الالتحاق بشركة "أودي" لصغر حجمها، ما يمنحه فرصة أفضل للترقي.

 

رؤية واسعة
 

- بصفته مسؤولا تنفيذيا في قسم التخطيط لدى "أودي"، لعب "وان" دور السفير، واستعرض قدرات وأحدث تقنيات مصنع الشركة المتطور في إنغولشتات أمام وفد صيني جاء بحثًا عن حلول مبتكرة لإنعاش الصناعة المتدهورة في البلاد، وضم وزير العلوم آنذاك "تشو ليلان" الذي أبدى إعجابه الشديد بـ"وان".



 

- في عام 2000، بعد أشهر من هذا اللقاء، عاد "وان" إلى أرض الوطن وبدأ عرض رؤيته لتحقيق إنجاز سريع في صناعة السيارات على "تشو" وباقي أعضاء الحكومة، وفي ذلك الوقت كانت تعاني البلاد من الضباب الدخاني، ورأى "وان" أنه لا يمكن للصين اللحاق بالمصنعين اليابانيين والأمريكيين والألمان، عندما يتعلق الأمر بالمركبات التقليدية.
 

- أكد "وان" آنذاك أن الرهان على التكنولوجيات الجديدة يمكن أن يضع الصين على قدم المساواة أو ربما يوليها زمام المبادرة في المستقبل، إضافة إلى التخلي عن اعتمادها على النفط الأجنبي، وقال حينها: أريد إنشاء نظام يحفظ لنا أمن الطاقة ويتيح المجال أمام شركاتنا للمنافسة.

 

نبتة البحث تثمر نجاحًا
 

- بحلول عام 2007، أصبح "وان" وزيرًا للعلوم والتكنولوجيا، وأشرف على إنفاق مليارات اليوانات على الأبحاث والتطوير في المجالات ذات الصلة بخططه، ومن خلال منصبه هذا، تم وضع المهندسين الصينيين أمام تحديات كثيرة.
 

- شملت هذه التحديات بناء أسطول من الحافلات الكهربائية لخدمة الجماهير خلال أولمبياد بكين 2008، وتشغيل ألف سيارة كهربائية في كل مدينة كبرى، وفي عام 2010 أقر دعمًا ماليًا قدره 10 آلاف دولار لكل سيارة كهربائية تبيعها الشركات.
 

- اليوم، هناك أكثر من 100 طراز صيني لسيارات كهربائية في السوق، تقف وراءها شركات عملاقة مثل "بي واي دي" التي يدعمها الملياردير "وارين بافيت"، وأخرى ناشئة مثل "نيو".



 

- تشكل المركبات التي تعمل بالطاقة الجديدة 1 من كل 20 سيارة ركاب يتم شراؤها في الصين، ومن المرجح ارتفاع نسبتها بفضل الحوافز الحكومية التي صاغها في البداية "وان".
 

- يقول "جيف تشامبرلين" من مركز الأبحاث الوطني في شيكاغو "أرجون"، إن الثورة التي أحدثها "وان" تعني أنه لم يعد يهم إذا كانت الولايات المتحدة ستتراجع عن خططها لكبح الانبعاثات أو معايير كفاءة الوقود.
 

- يضيف أيضًا "تشامبرلين": سواء كانت "فورد" أو "جنرال موتورز" أو "فولكس فاجن" أو "تويوتا" تريد المشاركة في السوق الصيني، فيجب أن يكون لديها سيارات كهربائية، أنا سعيد حقًا لـ"وان" لأن هذه هي الرؤية التي استعرضها قبل سنوات عديدة وها هي تنجح.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.