نبض أرقام
06:27 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

ما الحد الأمثل لمدة الدوام الأسبوعية؟.. نصف يوم؟!

2018/09/21 أرقام

تشير العديد من الدراسات في جميع أنحاء العالم إلى أن ساعات العمل الطويلة تجعل البشر أكثر تعاسة وأقل إنتاجية، لذا في محاولة للدفع نحو توازن حقيقي بين العمل والحياة الشخصية، تعمل الشركات والحكومات في مختلف البلدان على اختبار سيناريوهات خفض مدة الدوام، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".

 

إنها خطوة تجذب الكثير من الاهتمام، ومؤخرًا تصدرت تجربة نيوزيلندية عناوين الصحف العالمية، حيث تم خلالها خفض أيام العمل الأسبوعية إلى 4 أيام بدلًا من خمسة، لكن لماذا تتوقف معظم المقترحات عند هذا الحد فقط – أربعة أيام- لماذا لا يمكن خفضها إلى ثلاثة أو اثنين أو حتى نصف يوم أسبوعيًا.

 

 

 تجربة الأربعة أيام
 

- بادرت "بربتشوال جاردين"، وهي شركة مقرها نيوزيلندا تختص بإدارة وصايا الأشخاص وتحقيقها، بإزالة يوم كامل من أسبوع العمل، ولمدة أسبوعين خلال مايو/ أيار، طلبت من موظفيها البالغ عددهم 240 موظفًا، العمل لأربعة أيام (8 ساعات يوميًا)، ومنحتهم رواتب كاملة دون انتقاص.
 

- أجرى باحثون من جامعتي أوكلاند وأوكلاند للتكنولوجيا استطلاعًا، وتبين أن 24 في المائة من الموظفين حققوا التوازن بين عملهم وحياتهم الشخصية، وأن 7 في المائة شعروا بانخفاض الضغوط، في الوقت الذي أكدت فيه الإدارة احتفاظ الشركة بنفس مستويات الإنتاجية.
 

- لاحظ الباحثون تحسنًا في خدمة العملاء التي تقدمها الشركة بعد هذا القرار، وأرجعوا ذلك إلى توجيه المدير الحاسم لموظفيه والذي شكل حافزًا لديهم عندما قال: إن لم نتمكن من الحفاظ على إنتاجيتنا بنسبة 100 في المائة أو عند مستوى قريب للغاية خلال أسبوع عمل من أربعة أيام، فسنعود إلى الوضع الطبيعي.

 

تجارب أخرى جريئة
 

- في عام 2016، كشفت حكومة مدينة ريكيافيك الآيسلندية عن نتائج دراسة استمرت لمدة عام، تركزت على خفض مدة العمل الأسبوعية إلى نصف يوم للموظفين بدوام كامل في بعض مكاتب البلدية، وانتهت الأبحاث إلى أن التكاليف والإنتاجية ظلت ثابتة.
 

- فعلت السويد شيئًا مشابهًا، وأطلقت مجموعة من التجارب بالتعاون مع العديد من أرباب العمل، بداية من الشركات الناشئة وحتى دور رعاية المسنين، وأبرزها "سفارتدلين"، وهو مركز لرعاية كبار السن، والذي خفض ساعات العمل الأسبوعية إلى 32 ساعة.



 

- في اليابان، حيث توجد ظاهرة الموت من فرط العمل، أطلقت الحكومة مبادرة يمكن للشركات من خلالها السماح للموظفين بالتأخر خلال أحد أيام الاثنين مرة واحدة شهريًا، في خطوة تهدف إلى تحقيق شيء من التوازن لحياة المواطنين.
 

- إن تحسين التوازن بين العمل والحياة الشخصية، يحفظ أموال الشركات لأن الموظفين السعداء هم أقل عرضة للاستقالة، وفقًا لـ"إيمانويل دي نفيه" أستاذ الاقتصاد في كلية إدارة الأعمال التابعة لجامعة أكسفورد، والمحرر المشارك في تقرير السعادة العالمي.
 

- خلص "دي نفيه" في بحثه إلى أن التوازن بين الحياة المهنية والشخصية يأتي على قمة أولويات الرضا الإنساني، حتى قبل رغبة الإنسان في الحصول على وظيفة مثيرة للاهتمام، ويضيف في الوقت ذاته: من الضروري بقاء العاملين في أماكنهم لأن دوران العمالة مكلف للغاية.

 

4 ساعات.. هل تكفي؟
 

- في عام 1930، توقع الاقتصادي "جون ماينارد كينز" أنه سيكون على البشر في نهاية المطاف العمل 15 ساعة أسبوعيًا فقط، بفضل التقدم التكنولوجي ومكاسب الإنتاجية المرتفعة، لكن إلى أي مدى يمكن للبشر فعلًا خفض مدة الدوام الأسبوعي، هل يمكن أن تصل إلى 4 ساعات؟
 

- اشتهر الكاتب "تيم فيرس" قبل 10 سنوات بفضل كتابه "أسبوع عمل من 4 ساعات"، وأشار في نظريته التي كان أول من يثيرها، إلى إمكانية الهروب من أسلوب حياة مدمني العمل من خلال أمور مثل تقليل أنشطة العمل المعتادة وفحص البريد الإلكتروني مرتين يوميًا فقط، واستخدام أدوات الإنترنت في تعزيز الكفاءة وإدارة الرسائل الإلكترونية.



 

- من غير المحتمل أن تتوافق الشركة مع قوى عاملة تظهر لبضع ساعات أسبوعيًا، لذا فكتاب "فيرس" ركز بشكل أساسي على الأفراد الذين يتطلعون إلى تحقيق أقصى قدر من الكفاءة في حياتهم الشخصية.
 

- لكن خفض ساعات العمل عمومًا، يمكنه جعل الناس أكثر إنتاجية، كما كان الحال في مثال "بربتشوال"، فقد أدى الدوام الأسبوعي الأقصر إلى تغيير طريقة عمل الفريق لإنجاز المزيد خلال فترة زمنية أقل، وحضر الموظفون في الوقت المحدد ولم يغادروا مبكرًا، وأحيانًا أهملوا فترات الاستراحة الطويلة.
 

- على أي حال، إذا لم تكن فكرة الأربع ساعات أسبوعيًا ملائمة، فهل من الممكن البدء الآن في البحث عن أسبوع عمل يتكون من يومين أو ثلاثة؟ الأمر ليس بهذه السهولة، حيث يرى الخبراء أن هناك نقطة تحول تبدأ عندها التكاليف في تجاوز الفوائد المحققة من هذه الخطوة، حتى مع أسبوع عمل من أربعة أيام في بعض الحالات.



 

- فشلت شركة "تريهاوس" للخدمات التعليمية عبر الإنترنت في تجربة خفض مدة الدوام الأسبوعية إلى 4 أيام فقط، واضطرت للعودة إلى أسبوع عمل مدته 40 ساعة (خمسة أيام)، وأرجعت ذلك إلى رغبة العملاء في الحصول على الخدمات خلال ساعات العمل الرسمية.
 

- حتى التجربة السويدية في مركز "سفارتدلين" لم تستمر (غالبًا لأنه صمم ليكون مؤقتًا، لكن النتائج أشارت أيضًا إلى أن البرنامج غير مستدام)، وبالنسبة لـ"بربتشوال" فإنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستحافظ على برنامجها للعمل 4 أيام أسبوعيًا أم لا.
 

- يقول "دي نفيه" إن خفض أيام أو ساعات العمل أكثر سيكون أقل تأثيرًا، مضيفًا أن الانتقال من نظام الخمسة أيام إلى أربعة أيام قد يكون هو الحد الأمثل.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.