ضرب الملياردير الصيني "جاك ما" درسًا مهمًا في القيادة الحكيمة، عندما قرر التنحي عن منصبه كرئيس مجلس إدارة لشركة "علي بابا" للتجارة الإلكترونية التي أسسها بعد تعب ومثابرة ورفض توظيفه من قبل عشرات من أرباب العمل، وجعلته في نهاية المطاف واحدا من أغنى الرجال في العالم، بحسب تقرير لـ"سي إن بي سي".
وكشف رائد الأعمال قبل أيام عن خطة لتمرير شعلة القيادة في شركته إلى المدير التنفيذي الحالي "دانيال تشانغ" والذي من المقرر أن يتولى مهام منصبه الجديد في العاشر من سبتمبر/ أيلول من العام القادم، في خطوة رغم أنها قد تبعده عن دائرة الضوء والحلم الذي عكف على تدشينه سنوات، إلا أنها ستسهم في مُضي "علي بابا" بالطريق الصحيح وتحقيق الاستدامة.
قال "ما" إن عملية تمرير القيادة التي تتزامن مع الذكرى العشرين لتأسيس الشركة استغرقت عقدًا من الزمان للتخطيط لها، وساعدت في تشكيل "علي بابا" بمكانتها الحالية في سوق التجارة الإلكترونية وبقيمة سوقية بمئات المليارات من الدولارات.
وأضاف "ما" في رسالته إلى العملاء والمساهمين: لقد استغرقت كثيرًا في التفكير والتحضير لخطة خلافتي في قيادة الشركة، والتي تشكل تحولًا يعكس صعود الشركة إلى المستوى التالي من حوكمة المؤسسات.
ويرى الملياردير البالغ من العمر 54 عامًا، أن هذه الخطوة ستكون حيوية لاستمرار نمو الأعمال عندما يتنحى عن منصبه في نهاية المطاف، ووفقًا لخطة تأسيس لشركة عام 1999 التي كشف عنها "ما" في خطابه الأخير، فإن المؤسسين تطعلوا إلى إطلاق كيان يحظى بالإشادة في الصين والعالم أجمع، ويكون شاهدًا على ثلاثة قرون (20- 21- 22) أي يجب أن يبقى 102 سنة على الأقل.
وجاء في رسالة "ما": نعلم جميعًا أنه لا يمكن لأحد البقاء في الشركة لمدة 102 عام، لا بد من بناء كيان مستدام قائم على أسس الإدارة السليمة وتطوير المواهب والفلسفة المتمحورة حول الثقافة، مع العلم أنه لا شركة يمكنها الاعتماد على مؤسسيها، ونظرًا لمحدودية القدرة والطاقة، لا يمكن لأحد تحمل مهام رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي إلى الأبد.
وبدأ "ما" الإعداد الفعلي لـ"تشانغ" البالغ من العمر 46 عامًا منذ عدة سنوات، وتحديدًا عندما اختاره عام 2013 ليخلفه في منصب المدير التنفيذي، وخلال السنوات الخمس منذ ذلك القرار، قال "ما" إنه لاحظ نجاح "تشانغ" في إثبات الالتزام الحقيقي تجاه الشركة واستطاع إدارة 13 فصلًا متتاليًا من النمو المستدام والمتسق مع الخطط.
وكتب "ما": عقل "تشانغ" التحليلي لا مثيل له، فهو يتبنى بكل حب رسالتنا ورؤيتنا، ويشعر بشغف تجاه مسؤولياته، ولديه الشجاعة الكافية للابتكار واختبار نماذج الأعمال الإبداعية، المدرس بداخلي يشعر بالفخر الشديد إزاء فريق العمل وقيادة ثقافية الشركة الفريدة، وكذلك حقيقة أننا نواصل تطوير وإفراز قادة أعمال استثنائيين ومواهب مثل "دانيال تشانغ".
وتابع: يرغب المعلمون دائمًا في أن يتجاوزهم طلابهم، لذا فإن الفعل المسؤول الذي يجب القيام به لي وللشركة، هو السماح لمن هم أصغر سنًا وأكثر موهبة بتولي الأدوار القيادية، حتى يرثوا رسالتنا، وهي تسهيل ممارسة الأعمال في أي مكان.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}