نبض أرقام
06:21 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

في سوق صرف يبدو حرًا.. كيف تُبقي الصين عملتها تحت السيطرة؟

2018/08/27 أرقام

أصبح اليوان أحد أطراف الحرب التجارية المشتعلة بين واشنطن من جانب وبكين من جانب آخر، حيث نظرت الولايات المتحدة إليه دائمًا كأداة تعزز الصين من خلالها الصادرات –عبر خفضه بالطبع- بحسب تقرير لـ"سي إن إن موني".

 

ومنذ شهر أبريل/ نيسان الماضي إلى منتصف أغسطس/ آب، هبطت العملة الصينية بنسبة 9% مقابل الدولار، وبلغت أدنى مستوياتها في أكثر من عام، ما أثار استياء الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذي اتهم بكين في السابق بخفض اليوان بشكل مصطنع لتعزيز قدراتها التصديرية، لكن تُرى ما مدى تحكم الصين في عملتها؟

 

نوع مختلف من العملات
 

- لا يتداول اليوان بحرية مثل العملات الرئيسية الأخرى مثل الدولار والإسترليني، فصباح كل يوم يحدد بنك الشعب الصيني نطاقًا يسمح في إطاره لقيمة العملة بالتحرك بنسبة 2% فقط صعودًا أو هبوطًا.
 

- يقول "إيدان ياو" كبير الاقتصاديين لدى مدير الأصول "أكسا إنفستمنت مانجرز"، إن الصين لديها من الناحية التاريخية الأسباب الكافية لتبرير رغبتها في إبقاء عملتها متداولة ضمن نطاق ضيق.
 


 

- عندما بدأت الصين فتح اقتصادها على العالم الخارجي لأول مرة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كان من مصلتحها إبقاء اليوان منخفضًا بشكل مصطنع لجعل صناعتها التصديرية المتنامية أكثر قدرة على منافسة أقرانها الآسيويين، بحسب "ياو".
 

- السبب الآخر لهذه السياسة هو الاستقرار، حيث تمكنت الصين من تفادي أسوأ الأزمات المالية الآسيوية والتي وقعت أواخر التسعينيات، والتي نالت من عملات البلدان المجاورة، وذلك بفضل انغلاقها إلى حد كبير أمام المستثمرين الأجانب.
 

بنك الشعب الصيني
 

- أشبه بالاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة أو أي بنك مركزي في بلد ما، وهو الذي يحدد أسعار الفائدة للمساعدة في توجيه الاقتصاد، ما قد يؤثر على قيمة العملة أيضًا، كما يستخدم أدوات أخرى مثل تحديد كمية النقد التي يجب على المصارف الصينية الاحتفاظ بها ضمن الاحتياطيات.
 

- لكن بنك الشعب الصيني يتميز ببعض الاختلاف عن غيره، فهو غير مستقل عن الحزب الشيوعي الحاكم للبلاد، لذلك ففي النهاية ستكون قراراته نابعة من أوامر وسياسات عليا موجهة من كبار القادة السياسيين للبلاد.
 


 

- اشتهر أيضًا بتدخله في الأسواق إما عن طريق البنوك المملوكة للدولة أو باستخدام احتياطياته الهائلة من النقد الأجنبي لدعم اليوان، وأحيانًا يكون التدخل بهدف خفض العملة المحلية، مثلما فعل في 2015.
 

- يقول "ياو" إن بنك الشعب الصيني لا يزال لاعبًا رئيسيًا في سوق الصرف الأجنبي، لكن طريقة تدخله في السوق لا يقوم بها أي من صانعي السياسات النقدية الرئيسيين حول العالم مثل الاحتياطي الفيدرالي أو المركزي الأوروبي أو بنك اليابان.

 

ماذا بعد؟
 

- رغم قدرة الصين على لعب دور رئيسي في كيفية تداول اليوان، يشكك المحللون في أنها كانت وراء الانخفاض الأخير له مقابل الدولار والعملات الرئيسية الأخرى، ويرجعون ذلك بشكل أساسي إلى تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة والمخاوف من تباطؤ اقتصاد البلاد، في ظل تمسك الفيدرالي بسياسة الرفع التدريجي للفائدة.
 

- ضعف اليوان بطبيعته يجعل الصادرات الصينية أرخص، وبالتالي يساعد البلاد في تعويض آثار الرسوم الجمركية الأمريكية، إلا أن المحللين يرون بكين أكثر اهتمامًا باليوان في الوقت الراهن بعدما سنت إجراءات تجعل تكلفة المراهنة ضده أعلى.
 


 

- تريد الصين أن تلعب الأسواق في نهاية المطاف دورًا أكبر بكثير في تحديد قيمة عملتها، لكنها عملية تدريجية ستحتاج لبعض الوقت، وعلى مدى العقد الماضي، ظهر ونما سوق لبيع وشراء اليوان بحرية أكبر في مراكز مالية خارج البلاد مثل هونج كونج ولندن ونيويورك، لكن قيمته ما زالت مرتبطة بقوة بالسعر الداخلي.
 

- بفضل مبادرات أخرى في السنوات الأخيرة، مثل ربط عمليات تداول الأسهم والسندات في البر الرئيسي للبلاد مع هونج كونج، أصبح من السهل للمستثمرين الأجانب بيع وشراء الأصول المقومة باليوان، تزامنًا مع سعي الصين لزيادة نفوذها في النظام المالي العالمي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.