نبض أرقام
06:23 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

لماذا انقلب المستثمرون على "أردوغان"؟

2018/08/09 أرقام

نذر وإشارات الخطر تواصلت بالنسبة للاقتصاد التركي الأيام القليلة الماضية في ظل الخلاف الدائر بين أنقرة وواشنطن واستخدام الأخيرة لسلاح العقوبات ضد الأولى لعدم إفراجها عن القس الأمريكي "أندرو برانسون" المتهم بالجاسوسية.

 

وواصلت الليرة تراجعها إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، معمقة خسائرها أمام الدولار هذا العام إلى أكثر من 27%. ليس ذلك فحسب، حيث تجاوزت تركيا الأرجنتين وأصبحت السوق الأسوأ أداءً للسندات المقومة بالعملة المحلية في العالم.

 

وفي التقرير التالي تجيب "فاينانشيال تايمز" عن مجموعة من الأسئلة المنطقية التي أثارتها التغيرات الأخيرة حول سبب هذا التراجع الحاد والضغوط، وماذا ستكون العواقب جراء تدهور قيمة العملة المحلية للبلاد، وهل هناك عوامل خارجية تؤثر حقًا على اقتصاد البلاد أم لا.

 

ما سر هذه المعاناة؟

 

- من الصعب النظر إلى ما يرمي إليه "رجب طيب أردوغان" مؤسس حزب العدالة والتنمية الذي تصدر المشهد مع الألفية الجديدة. أصبح "أردوغان" رئيسًا للوزراء في 2003، ثم رئيسًا للجمهورية منذ 2014، وساعدته السياسات المحافظة الداعمة للنشاط التجاري في انتشال البلاد من أزمة اقتصادية.

 

- بعيدًا عن الأزمة المالية في 2008- 2009، نما اقتصاد البلاد تحت حكم "أردوغان" بمتوسط بلغ 7% سنويًا وفقًا لصندوق النقد الدولي، وتزامن هذا التوسع مع ظهور مجموعة من رواد الأعمال الشباب، فضلًا عن الموقع الاستراتيجي للبلاد بين أوروبا وآسيا، وهو ما شكل نقطة جذب للمستثمرين الأجانب.

 

 

- ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد إلى أكثر من 22 مليار دولار عام 2007 وبلغ متوسطه 13 مليارًا منذ تولي "أردوغان" للسلطة، مقارنة بعشرات أو مئات الملايين من الدولارات سنويًا قبل صعوده إلى سدة الحكم، وفقًا لبيانات البنك الدولي.

 

- تباطأ  الاستثمار الأجنبي المباشر منذ بدء الهجمات الإرهابية في البلاد عام 2015، ثم محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في يوليو/ تموز 2016 والتي أدخلت البلاد في حالة من الاضطراب.

 

- تفاقمت مشاكل تركيا بسبب قيادته المنفردة للبلاد وآرائه غير التقليدية بشأن أسعار الفائدة، التي وصفها بأنها أم وأب لكل الشرور، وهو ما سبب انزعاجًا للبنك المركزي الذي يكافح من أجل احتواء التضخم المقترب من 16%، وفشلت محاولات صانعي السياسات لوقف تراجع الليرة.

 

ما الذي أثار قلق المستثمرين؟

 

- كانت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في يونيو/ حزيران لحظة هامة للغاية، وأدت وعود الإنفاق التي أطلقت لحشد الدعم الشعبي إلى تقويض سمعة حزب العدالة والتنمية في الانضباط المالي وسعيه وراء تخفيف التضخم.

 

- لكن المستثمرين كانوا أكثر انزعاجًا عندما هاجم "أردوغان" رفع أسعار الفائدة مجددًا أمام جمع من رجال الأعمال في لندن خلال مايو/ أيار الماضي، قائلًا إن المعدلات المرتفعة تزيد من التضخم لا تعالجه.

 

 

- بعد إعادة انتخابه في يونيو/ حزيران، أعطى نفسه السلطة الكاملة في تعيين محافظ البنك المركزي، واعتُبر تعيين صهره وزيرًا للمالية بمثابة تشديد لقبضته على السلطة.

 

- أصر محافظ البنك المركزي "مراد ستينكايا" في أواخر يوليو/ تموز على أن المصرف يعمل دون أي تدخلات أو ضغوط سياسية، لكن بالنسبة للعديد من المستثمرين فإن قراره بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير الشهر الماضي أبطل هذا الزعم.

 

هل هناك عوامل ضغط خارجية؟

 

- منذ فترة طويلة تتعرض الليرة لضغوط بسبب حاجة البلاد إلى تمويل عجز الحساب الجاري البالغ 6% من الناتج المحلي الإجمالي، لكن هذه الضغوط تزايدت خلال الأسابيع مع توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.

 

- هبط مؤشر الأسهم الرئيسي في البلاد "بيست 100" بنسبة 3% تقريبًا خلال الثاني من أغسطس/ آب، بعد يوم من فرض الولايات المتحدة عقوبات مالية على وزيرين تركيين، في إطار قضية القس المقبوض عليه في تركيا.

 

 

- يقول المحلل لدى "بلو باي أسيت مانجمنت" "تيم آش": على الرغم من أن التأثير المباشر للعقوبات كان محدودًا إلى حد كبير حتى الآن، لكن مع اقتراب الاقتصاد التركي من المنعطف الحرج يتبادر إلى الأذهان القشة التي قصمت ظهر البعير.

 

- كما كان سعر النفط الذي ارتفع بأكثر من 40% على مدى الاثني عشر شهرًا الماضية، عائقًا في الوقت الذي تعد فيه تركيا مستوردًا صافيًا كبيرًا للخام.

 

ما هي عواقب انحدار قيمة الليرة؟

 

- أثبتت الأيام أن هبوط الليرة كان مؤلمًا للغاية بالنسبة للشركات التركية التي لديها التزامات وخدمة ديون بالدولار واليورو. وفقًا لتحليل أجراه مصرف "إتش إس بي سي"، فإن البنوك والشركات التركية لديها ما يقرب من 70 مليار دولار من الديون الواجب سدادها من الآن وحتى مايو/ أيار 2019.

 

 

- حذرت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني من أن الشركات التركية المضطربة قد تكون أقل قدرة على دفع التزاماتها، ما يترك البنوك مثقلة بالقروض المعدومة.

 

- أسقط المستثمرون بالفعل البنوك من حساباتهم، وهبط مؤشر "بورصة إسطنبول" للبنوك بنسبة 33% هذا العام، مقارنة بتراجع نسبته 18% فقط لسوق الأسهم التركي.

 

- في حين كان المستثمرون الأجانب يشترون الأسهم التركية خلال العالم الماضي، فإنهم سحبوا 771 مليون دولار من السوق خلال الربع الأول لعام 2018، وفقًا للبيانات الرسمية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.