نبض أرقام
06:14 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

الوضع الراهن لصناعة النفط يتجه بالعالم إلى أزمة في المعروض.. هل من مفر؟

2018/08/06 أرقام

غدت صناعة النفط أكثر ربحية من أي وقت مضى خلال السنوات القليلة الماضية، بيد أنها قد تفشل في توفير ما يكفي من الإمدادات لتلبية الطلب العالمي في غضون بضعة أعوام، بحسب تقرير لموقع "أويل برايس".

 

وكشفت سلسلة من تقارير نتائج أعمال الربع الثاني خلال الأسبوعين الماضيين زيادة في أرباح الصناعة، وسجلت بعض الشركات أرباحًا تعادل مرتين وثلاث مرات ما سجلته خلال نفس الفترة من العام الماضي.

 

لكن رغم تدفق هذه الأموال إلى خزائن الشركات، لم تعد الصناعة إلى مستويات الإنفاق المسرف التي كانت شائعة قبل انهيار النفط في عام 2014.

 

 

تراجع الإنفاق

 

- وفقًا لـ"كاربون تراكر" للأبحاث والتحليل، فإن صناعة النفط لديها تريليونات الدولارات في مشاريع خطوط الأنابيب التي سوف تشكل مخاطر مالية مع سعي الحكومات في جميع أنحاء العالم لمعالجة مشاكل تغير المناخ.

 

- سيبقى الكثير من احتياطيات النفط والغاز في بطن الأرض بسبب الضرائب والقواعد التنظيمية المرتقبة، علاوة على الضغوط التي تشكلها مصادر الطاقة البديلة، وفي هذه الحالات فإن نقص الإنفاق ليس بالأمر السيئ.

 

- من ناحية أخرى، حذرت وكالات الطاقة والمحللون، بما في ذلك وكالة الطاقة الدولية، من أن الوتيرة الحالية للإنفاق من قبل شركات النفط العالمية غير كافية.

 

 

- أدى التباطؤ الذي بدأ عام 2014 إلى خفض حاد في الإنفاق على التنقيب والتطوير، وتراجع الإنفاق بنسبة 25% خلال عام 2015، تلاه انخفاض آخر نسبته 26% خلال عام 2016، وبعد ذلك انتعش الإنفاق على أعمال التنقيب والإنتاج بنسبة 4% خلال العام الماضي.

 

- تتجه الصناعة إلى زيادة نفقاتها بنسبة 5% خلال العام الجاري، لكن علامات قليلة للغاية تنبئ باستئناف الإنفاق بنفس المعدلات التي كانت عليها قبل انهيار الأسعار.

 

أزمة وشيكة

 

- تُرجم الإنفاق المنخفض إلى تراجع حاد في الاكتشافات النفطية الجديدة، ففي عام 2014 اكتشفت الصناعة في المتوسط نحو 1350 مليون برميل من النفط المكافئ شهريًا، وفي عام 2015 ارتفع هذا المتوسط إلى 1404 ملايين برميل شهريًا، وفقًا لـ"ريستاد إنرجي" لاستشارات الطاقة.

 

- لكن هذا الرقم انهار سريعًا في عام 2016، عندما سجل 697 مليون برميل من النفط المكافئ شهريًا، وتراجع مجددًا إلى 625 مليون برميل خلال العام الماضي.

 

- من المتوقع انتعاش الاكتشافات الجديدة إلى 826 مليون برميل من النفط المكافئ شهريًا هذا العام مع تحسن نشاط التنقيب، بزيادة 30% عن العام الماضي، تمثل اكتشافات "إكسون موبيل" الثلاثة في غيانا شريحة كبيرة من هذا الحجم.

 

 

- مع ذلك، لا تزال الاكتشافات تشكل جزءًا صغيرًا مما كانت عليه في الماضي، عندما كانت الصناعة تنفق أكثر من ذلك بكثير، ووفقًا لـ"ريستاد إنرجي" يحتاج القطاع إلى إضافة 33 مليار برميل من النفط سنويًا، فيما تعكس المؤشرات الحالية اتجاهه إلى إضافة 20 مليارًا فقط في 2018.

 

- قد تبدو زيادة حجم الاكتشافات الجديدة بنسبة 30% عن المستويات المنخفضة في 2017 أمرًا مشجعًا، لكن شركات التنقيب والإنتاج حاليًا تشهد نسبة منخفضة عن 10% في المتوسط من معدل استبدال الاحتياطي (يقيس كمية الاحتياطيات المؤكدة المضافة إلى قاعدة احتياطي الشركة خلال السنة مقارنة بكمية النفط والغاز المنتجة).

 

- يقول "إسبن إرلينجسن" رئيس أبحاث التنقيب والإنتاج في "ريستاد إنرجي": هذا أمر مثير للقلق بالنظر إلى تأثيره على إمدادات النفط العالمية على المدى الطويل.

 

عجز بالمعروض

 

- إن سنوات نقص الاستثمار تهيئ المشهد لأزمة، فمع نقص الكميات المضافة خلال السنوات القليلة المقبلة، قد ينشأ عجز في العرض، وما يثير القلق بشكل أكبر هو معدل النضوب في الحقول التقليدية.

 

- بعد أكثر من ثلاث سنوات من نقص الاستثمار في عمليات الإنتاج والتنقيب، بدأت قاعدة الإنتاج العالمية تظهر علامات متسارعة على الضعف، مع انخفاض ملحوظ في الإنتاج عاما تلو الآخر في 15 بلدًا منتجًا.

 

 

- تؤكد هذه التطورات الحاجة المتزايدة إلى رفع مستوى الإنفاق على التنقيب والإنتاج، حيث أصبح من الواضح أن المشاريع الجديدة التي ستدخل إلى حيز العمل خلال السنوات القادمة لن تكون كافية على الأرجح لتلبية الطلب المتنامي.

 

- من المتوقع تباطؤ إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة خلال العام المقبل، ولكن سيتسارع بعد ذلك مرة أخرى عقب دخول العديد من خطوط الأنابيب في الحوض البرمي إلى نطاق العمل أواخر عامي 2019 و2020.

 

- لكن معظم المحللين يتوقعون وصول إنتاج النفط الصخري إلى ذروته في عشرينيات القرن الماضي قبل بدء الانخفاض مجددًا، ويظل الافتقار إلى تشغيل مشاريع جديدة على نطاق واسع خلال العقد المقبل سببًا يزيد من خطر حدوث أزمة في المعروض.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.