نبض أرقام
06:21 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

لماذا تطارد شركات التعدين هذا المعدن شرقًا وغربًا كما فعلت من قبل مع الذهب؟

2018/08/02 أرقام

استقطب الذهب المنقبين إلى الغرب الأمريكي ومنذ وقت بعيد ولفترة طويلة، لكنهم مؤخرًا بدؤوا يجدون شغفًا مماثلًا في الكوبالت الذي لم يتم تعدينه على أي نطاق في الولايات المتحدة منذ عقود، بيد أن مجموعة من الشركات تتنافس الآن على مواقع في أيداهو ومونتانا وألاسكا بحثًا عن هذا المعدن.

 

ولعل تلك الأمثلة تعكس الاهتمام المتزايد بالكوبالت، وهو مكون رئيسي في بطاريات الليثيوم أيون، التي تعمل على تشغيل الأجهزة الإلكترونية والسيارات الكهربائية، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".

 

في الماضي، اعتمدت إمدادات الكوبالت على أسواق النحاس والنيكل، والمعادن النفيسة التي يتم استخراجها عادة مصحوبة بكميات من الكوبالت، ولكن مع ارتفاع أسعاره وتوقعات نمو استهلاكه بنسبة تتراوح بين 8% إلى 10% سنويًا، فإن وضعه كمنتج ثانوي بدأ يتغير، وفقًا لـ"جورج هيبل" كبير المحللين لدى "سي آر يو جروب" للأبحاث في لندن.

 

تعاظم الاهتمام

 

- حوالي 300 شركة في جميع أنحاء العالم تبحث حاليًا عن مواقع تحتوي الكوبالت، وفقًا لتقديرات "سي آر يو جروب"، كما تعمل شركات التعدين الكبرى مثل "جلينكور" على زيادة إنتاجها من المعدن في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تملك أكبر احتياطيات من الكوبالت في العالم.

 

- في الولايات المتحدة، بدأ إنتاج الكوبالت بشكل محدود عام 2014 لأول مرة منذ حوالي 4 عقود. اشترت شركة "فريست كوبالت" الكندية منجمًا في ولاية أيداهو خلال الربيع الماضي، آملة في تطويره خلال ثلاث سنوات.

 

 

- يقول الرئيس التنفيذي للشركة "ترنت ملّ": بخلاف النحاس أو أي معدن آخر، أصبح الكوبالت هو محور التركيز الرئيسي لشركات التعدين، فالكثير منها لم يبحث عنه من قبل، لذا يحتوي العالم إلى الآن على الكثير منه.

 

- من المتوقع تجاوز استهلاك الكوبالت 122 ألف طن هذا العام، ارتفاعًا من نحو 75 ألفًا في عام 2011، وفقًا لـ"سي آر يو جروب"، علمًا بأن سعر الرطل (450 جرامًا) ارتفع إلى ما يزيد على 40 دولارًا في 2018 قبل أن يتراجع الآن إلى قرابة 32 دولارًا، مقارنة بحوالي 20 دولارًا في أوائل عام 2011.

 

- رغم أن زيادة الإنتاج من المحتمل أن تساعد في تلبية الطلب خلال السنوات القليلة المقبلة، إلا أن المحللين يحذرون من عجز في الإمدادات يلوح في الأفق بحلول عام 2022.

 

ديناميكيات قوية ومخاوف أمريكية

 

- ساعدت ديناميكيات السوق على بناء الثقة كما تقول "فيونا جرانت ليدير" مديرة شركة "eCobalt" التي أعادت إحياء خطط منجمها للكوبالت في ولاية أيداهو، والذي تم افتتاحه لأول مرة في تسعينيات القرن الماضي، ومن المتوقع بدء الإنتاج نهاية العام المقبل.

 

- تقول "فيونا": أساسيات سوق الكوبالت قوية للغاية بطريقة لم يشهدها من قبل، لدينا الكثير من الاهتمام من قبل الممولين والشركاء المحتملين وحتى العمال المحتملين.

 

 

- بعد استخراج خام يحتوي على الكوبالت باستخدام المتفجرات، يُنقل إلى مرحلة التكرير والتحويل إلى معادن أو خلائط أو مركزات كيميائية يمكن الاستفادة منها في إنتاج المحركات النفاثة والطائرات من دون طيار والبطاريات.

 

- يتم استخراج أكثر من 60% من الكوبالت في العالم من أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية، في حين أن الصين هي المنتج الرائد عالميًا للكوبالت المكرر، ومع ارتفاع الطلب تتزايد المخاوف في الولايات المتحدة من اعتماد البلاد على الواردات.

 

- في فبراير/ شباط الماضي، أضافت الولايات المتحدة الكوبالت إلى قائمة تضم 35 مادة معدنية تعتبر حاسمة بالنسبة للاقتصاد، وتأمل الشركات الناشطة داخل البلاد في أن تساعدها إستراتيجية "صنع في أمريكا" على تسريع اعتماد الحكومة لخططها.

 

مخاوف وتحديات

 

- هناك مخاوف من الفساد وعمل الأطفال داخل مناجم جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما يشكل ضغطًا على المشترين للبحث عن مصادر جديدة للإمدادات، ويقول منقبون إن أماكن قليلة فقط يمكنها توفير الكوبالت غير الملوث أخلاقيًا.

 

- تخطط "ميسوري كوبالت" للبدء في إنتاج المعدن من منجم رئيسي قديم في مقاطعة ماديسون بولاية ميسوري هذا الصيف، إذا تقدر احتياطياته القابلة للاستخراج بنحو 35 مليون رطل (15.91 مليون كيلوجرام)، ما يجعله أكبر تجمع للمعدن الصناعي في أمريكا الشمالية.

 

 

- مع ذلك، فإن حقيقة وجود مواقع غنية بالكوبالت عالي الجودة في أماكن متفرقة من العالم، تعني أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة أبدًا على التوقف التام عن استيراد الكوبالت، ويتوقع محللون زيادة حصة الكونغو الديمقراطية من الإنتاج العالمي مع تعزيز الشركات لنشاطها هناك.

 

- من المتوقع أيضًا أن تظل الصين لاعبًا ميهمنًا على الصعيد العالمي في تكرير الكوبالت، حتى مع بدء تشغيل منشآت جديدة في أوروبا وأمريكا الشمالية وأماكن أخرى من آسيا.

 

- تظل التحديات كبيرة مع وصول تكلفة تأهيل المنجم الواحد للعمل إلى مئات الملايين من الدولارات، فيما يشكل السعر المتقلب للكوبالت حالة أخرى من عدم اليقين، كما تتجه الشركات إلى تقليل الاعتماد عليه بسبب التكلفة المتزايدة للحصول عليه.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.