نبض أرقام
06:21 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

مثال صغير لنموذج عظيم.. كيف تتضافر الجهود الحكومية والخاصة لإبقاء المجتمعات على القمة؟

2018/08/04 أرقام

باتت ريادة الأعمال جزءًا لا يتجزأ من الحمض النووي لديترويت، وهو ما جعلها واحدة من أشهر المدن الأمريكية، والتي عرفت أيضًا بأنها قلب صناعة السيارات في الولايات المتحدة، والآن يبدي جيل جديد من المستثمرين التزامه بمواصلة هذا التميز الذي لم يكن وليد الصدفة أو سهل الإنجاز.

 

وبحسب تقرير لـ"سي إن إن موني" أصبحت ديترويت مركزًا لازدهار الشركات والابتكار وريادة الأعمال بعد خمس سنوات فقط من إجبارها على طلب حماية القانون الأمريكي من الإفلاس.

 

وأدى الارتفاع الملحوظ في أموال الاستثمار من المدينة جنبًا إلى جنب مع جهات التمويل الخاصة والشركات الكبيرة مثل "Quicken Loans" إلى زيادة نشاط الأعمال الناشئة، ولم تعد هناك مساحات مكتبية فارغة، وتزايد شراء العائلات على المنازل في أحياء المدينة، ما ترتب عليه نمو الطلب على السلع والخدمات.

 

 

تقول "ميليسا بتلر" مؤسسة "The Lip Bar" لمستحضرات التجميل في ديترويت: هناك طاقة مجنونة تجعلك تريد الوجود هنا إن كنت رجل أعمال، عندما رأيت المدينة اليائسة من الفرص تتغير بعد الإفلاس فكرت في جعل علامتي التجارية جزءًا من هذه النهضة.

 

وأطلقت "ميليسا" شركتها في الأصل في نيويورك عام 2012، وركزت على إدارتها بشكل جزئي في حين كانت تعمل كمحللة مالية لدى بنك "باركليز" وسرعان ما بدأت تحول وجهتها نحو ديترويت".

 

وفي هذا الوقت كانت المدينة على حافة هاوية الأزمة المالية، وكانت تعاني من بطالة شديدة تجاوزت 20%، وبعد عام تحديدًا أصبحت سببًا في أكبر عملية إفلاس تابعة للقطاع العام في الولايات المتحدة، ومع ذلك رأت "ميليسا" فرصة في ذلك.

 

وكان رأس المال التجاري الخاص والعام متاحًا لأصحاب المشاريع الذين لديهم أفكار قوية لشركات ناشئة من شأنها توليد عائدات مجزية وخلق وظائف جديدة ووضع ديترويت على الطريق الصحيح نحو الانتعاش الاقتصادي.

 

وفي عام 2013 تركت "ميليسا" عملها في وول ستريت وانتقلت بعد ذلك بعام إلى مسقط رأسها في ديترويت من أجل التركيز الكامل على نشاطها التجاري الخاص، واستطاعت سريعًا تأمين قرض أعمال صغيرة قيمته 20 ألف دولار.

 

وكانت العقارات رخيصة للغاية آنذاك ما مكنها من استئجار مكتبها الأول في المدينة مقابل 300 دولار شهريًا فقط، وبعد ذلك انتقلت إلى موقع أكبر مقابل 1700 دولار وعينت تسعة موظفين، ومؤخرًا تعاقدت مع شركة "تارجت" لتوريد منتجاتها إلى 142 متجرًا على مستوى البلاد، ولم تكن "ميليسا" الوحيدة التي خاضت هذه التجربة وإنما عاشها الكثير من قادة الأعمال الشباب في ديترويت التي تحولت إلى مدينة الفرص الواعدة.

 

 

تعاون عمدة المدينة "مايك دوغان" مع شركات ووكالات حكومية لإطلاق برنامج منح لتوفير 500 ألف دولار كل ثلاثة أشهر لتمويل الشركات الناشئة أو تلك التي تستهدف التوسع في ديترويت، ومنذ إنشائه قدم البرنامج 100 منحة بإجمالي مبالغ تجاوزت الخمسة ملايين دولار ساعدت في إطلاق 36 شركة حتى الآن بجانب 33 ما زالت في طور الإعداد.

 

ساهمت حاضنة المشاريع الناشئة "TechTown" في تنمية أكثر من ألفي مشروع ناشئ من خلال توفير التمويل والموارد اللازمة، ويصل حجم الأعمال التي تدعمها سنويًا الآن إلى 450 شركة، لكن الازدهار جاء أيضًا مدعومًا بمجموعة من العوامل الأخرى مثل القوى العاملة الماهرة المتاحة والتكاليف العامة المنخفضة.

 

كما أصبحت البنوك في ديترويت أكثر تساهلًا في منح القروض للشركات، لكن ذلك النهج تعود أصوله إلى عام 2007 عندما تم إطلاق مبادرة الاقتصاد الجديد في ديترويت، والتي وفرت منحًا قيمتها أكثر من 150 مليون دولار لقرابة 1600 مشروع في المدينة، بجانب توفير الدعم التقني لنحو 5 آلاف شركة.

 

وقبل إفلاس المدينة، كانت معظم الاستثمارات المبكرة للمبادرة توجه لمشروعات التكنولوجيا، لكن بعد ذلك كان هناك توجه متزايد نحو الأعمال غير التقنية والتي تشكل الآن أكثر من نصف ميزانية المنح.

 

 

إلى جانب المنح، يتم دعم الأعمال التجارية الصغيرة في المدينة من خلال برامج التمويل الخاصة الأخرى بما في ذلك المقرضون أمثال "كويكن لونز"، التي أطلقت مسابقة بقيمة مليون دولار لأصحاب المشاريع الجاهزة لطرح منتجه أو خدمته في ديترويت، وفازت بها 8 شركات العام الماضي.

 

فيما حصل الفائزون السبعة لهذا العام على ما مجموعه 1.2 مليون دولار من التمويل في صورة منح، وقروض بدون فوائد أو استثمارات في الأسهم تراوحت قيمتها بين 50 ألفا إلى 300 ألف دولار.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.