نبض أرقام
06:26 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

كيف كان إيمان "جيف بيزوس" بأحلامه وقدراته دافعًا لهيمنة "أمازون" ونجاحه الشخصي؟

2018/08/05 أرقام

قبل أكثر من عقدين من الزمان تنبأ الرجل الأغنى في العالم "جيف بيزوس" بمستقبل التجارة، ورأى أن تسخير المواقع الإلكترونية في بيع كل شيء سيهيمن على الساحة، إلى جانب تلاشي شعبية المراكز التجارية، وضرورة تقديمها لوسائل ترفيه وراحة كي تبقى على قيد الحياة.

 

وبعد ذلك بنى إمبراطورية أعماله، وتنافس الآن "أمازون" التي أسسها عام 1994 في سباق أول شركة تتجاوز قيمتها التريليون دولار مع شركات مثل "آبل" و"ألفابت"، وذلك بعدما تحولت من مجرد بائع للكتب المستعملة إلى منصة رائدة في التجارة على الصعيد العالمي.

 

لكن "بيزوس" يتبنى الآن أهدافًا أبعد من مجرد إعادة تشكيل سوق التجزئة العالمي، بعدما بات يملك صحيفة "واشنطن بوست"، وشركة "بلو أوريجين" التي تعتزم بيع تذاكر السفر إلى الفضاء العام المقبل، كما ألمح إلى نيته الإعلان عن خطط خيرية هذا الصيف، بحسب "بي بي سي".

 

وقبل سنوات، قالت واحدة من زملاء المدرسة الثانوية لمجلة "ويرد" إنها كانت تتوقع دائمًا أن يجني "بيزوس" ثروة كبيرة بفضل ملاحقته لحلمه المبكر باستكشاف الفضاء الخارجي، مضيفة أن الأمر لا يتعلق بالمال نفسه ولكن بما سيفعله به والتغيير الذي سيحدثه على المستقبل.

 

 

استعمار الفضاء

 

- بعد انفصال أبويه مبكرًا، أمضى "بيزوس" أغلب وقته في تكساس وفلوريدا بصحبة والدته "جاكي" وزوجها "مايك بيزوس" الذي كان مسؤولًا تنفيذيًا في شركة "إكسون". وأظهر الفتى آنذاك ميلًا لدراسة الهندسة والعلوم، حتى أنه كان يستخدم بعض المعدات في تفكيك وتركيب قطع الأثاث في غرفته وهو في الثالثة من عمره.

 

- في خطاب التخرج من المدرسة الثانوية، حدد "بيزوس" رؤيته لإنشاء مستعمرات في الفضاء الخارج، وفي جامعة برينستون، درس الهندسة وعلوم الحاسوب، ثم وظف مهاراته لخدمة الشركات المالية في نيويورك، حيث التقى زوجته "ماكينزي" التي تعمل روائية الآن.

 

- في سن الثلاثين، استقال بعدما اطلع على إحصائية عن النمو السريع للإنترنت، ووصف ذلك عام 2010 قائلًا: قرار التوجه غربًا لبدء شركة "أمازون" كان الطريق الأقل أمانًا، لكني قررت منحه الفرصة، لم أظن أنني سأندم على المحاولة أو الفشل، لكن اعتقدت أن قرار عدم الإقبال هو ما سيطاردني إلى الأبد.

 

 

ملك التجارة الإلكترونية

 

- إن رهان "بيزوس" الذي تم تمويله بأكثر من 100 ألف دولار سرعان ما نجح، وفي غضون شهر من إطلاق "أمازون" رسميًا عام 1995، كان الموقع قد شحن سلعًا إلى جميع الولايات الخمسين الأمريكية بجانب 45 دولة أخرى، وفقًا لكتاب "The Everything Store: Jeff Bezos and the Age of Amazon" لـ"براد ستون".

 

- في السنوات الخمس الأولى لبداية "أمازون" قفز عدد حسابات العملاء من 180 ألفا إلى 17 مليون حساب، وارتفعت المبيعات من 511 ألف دولار إلى ما يزيد على 1.6 مليار دولار، وضمت الموجة الأولى من المستثمرين الذين سارعوا لضخ أموالهم في الشركة، أسماءً كبيرة.

 

- أدرجت الشركة في البورصة عام 1997، وجمعت 54 مليون دولار، وحينها أصبح "بيزوس" واحدا من أغنى الرجال في العالم قبل بلوغ سن 35 عامًا، وبعد ذلك بعامين صنفته مجلة "تايم" كواحد من أصغر الشخصيات على الإطلاق في قائمتها لرموز العام، وأطلقت عليه "ملك التجارة الإلكترونية".

 

 

روح التجربة

 

- كان "بيزوس" معروفًا بكونه رئيسًا صارمًا، ووجه شركته باستراتيجية طويلة الأجل تركز على العميل. من الناحية العملية، فإن هذا يعني أن "أمازون" ترغب في إنفاق المال لكسب المال، متخلية عن أرباح سنوية متواصلة على مدى عشر سنوات، حيث خفضت الأسعار وعرضت شحنها مجانًا، وأمضت سنوات في تطوير أجهزة استهلاكية جديدة.

 

- لم تتردد "أمازون" في ادخار ما يمكنها ادخاره، فكانت تحصل من موظفيها رسوم انتظار في مواقف السيارات الخاصة بالمقرات، ودخلت في صراعات مالية مع الموردين، وعارضت جهود تنظيم العمال في نقابات، وتجنبت الضرائب قدر الإمكان.

 

- تعرضت الشركة لبعض الإخفاقات، مثل الاستثمار المبكر في موقع "Pets.com" الذي خسرت فيه المال لاحقًا، لكن بشكل عام أصبحت هذه الأيام علامة على الروح التنافسية التي لا هوادة فيها وكذا روح التجربة.

 

 

- سجلت "أمازون" مبيعات بلغت 53 مليار دولار في الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو/ حزيران، مع أرباح ربع سنوية قياسية قدرها 2.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن تشكل الشركة نصف مبيعات التسوق عبر الإنترنت في الولايات المتحدة هذا العام، وما يقرب من 5% من إجمالي سوق التجزئة في البلاد، وفقًا لشركة الأبحاث "إي ماركتير".

 

- توظف الشركة الآن، أُكثر من 575 ألف شخص (ما يعادل تقريبًا تعداد سكان لوكسمبورغ)، حيث توفر الخدمات اللوجستية والتخزين والقروض ومنصة بيع لمئات الآلاف من التجار التابعين لجهات خارجية متعاونة معها بجانب قسم الحوسبة السحابية المربح الذي يستضيف بيانات شركات عدة عبر خوادمه.

 

- لا عجب أن "أمازون" ما زالت متعطشة لمشاريع جديدة، وفي العام الماضي، استحوذت على سلسلة متاجر البقالة "هول فودز"، وفي 2018 أعلنت شراء شركة لبيع المنتجات الصيدلانية عبر الإنترنت، ويقول تنفيذيون في الشركة إنهم يستكشفون صفقات أخرى.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.