نبض أرقام
06:21 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

"بلوك تشين".. "آلة الحقيقة" لمستقبل أكثر عدالة

2018/07/28 أرقام - خاص

يرجع كثيرون ما حققته الحضارة الحديثة من إنجازات للعديد من الأسباب وعلى رأسها التوصل إلى (اختراع)"دفتر الأستاذ" أو الدفتر الذي يتيح تسجيل الخصوم والأصول المحاسبية في نظام القيد المزدوج، حيث وُضع أولا في إيطاليا في العصور الوسطى، وسمح ذلك للشركات والأفراد بالحصول على صورة واضحة وآنية لوضع الشركات بما سمح لها بالتوسع، بما يشبه اختراع الأشعة في عالم الطب وما ساهم به من تطور.
 

 

آلة الحقيقة
 

ويرى الصحفيان في "وول ستريت" "بول فجينا" و"مايكل كايسي" الصحفيان أن تأثير اكتشاف "بلوك شين" سيعادل وربما يفوق تأثير اكتشاف نظام القيد المزدوج، وستصبح (بلوك شين) الأداة التي يتغير بها كل شيء في العالم ولن يعود شيئًا كما كان بعد التوسع في استخدامه.
 

ولما يراه الصحفيان من أهمية لتكنولوجيا "بلوك شين" قدما سويًا كتاب "آلة الحقيقة: "بلوك شين" ومستقبل كل شيء"، وهو من أكثر الكتب الاقتصادية مبيعًا خلال عام 2018 حتى الآن.
 

وعلى الرغم من تقديمهما لكتاب سابق حول تكنولوجيا "بلوك شين" واستخدامها في العملات الرقمية، تتخطى استخدامات "بلوك شين" في وجهة نظرهما العملات الرقمية لتمتد إلى تأمين هوياتنا، وتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل أفضل، وتحقيق اللامركزية في شبكات الطاقة، وتقليل حالات الاحتيال في النظام المالي الحالي، وحماية البيانات والملكية الفكرية، بالإضافة لمنح أي شخص لديه اتصال بشبكة الإنترنت القدرة على المساهمة في الاقتصاد بشكل فعال.
 

فعلى الرغم من بدء الإنترنت بحلم يدور حول (عدم قدرة) أي شخص من السيطرة على الفضاء الإلكتروني بما يسمح بفرص أكثر عدالة ويحسن من توزيع السلطة والثروة على مستوى العالم، إلا أن "اليوتوبيا" (المدينة الفاضلة) المرجوة لم تتحقق، بل ازدادت السلطة والثروة تركيزًا في أيدي ملاكها على حساب من لا يفوزون بأي شيء على الإطلاق.
 

أوضاع احتكارية
 

وإذا كانت العبارة الشهيرة "المعرفة قوة" حقيقة واضحة للعيان فإنها أكثر بروزًا ووضوحًا في عالم اقتصاد المعرفة، وفقًا للكتاب، حيث يعد موقعا "جوجل" و"فيسبوك" بمثابة أكبر مسيطر على المعلومات في العالم، فلديهما أكبر قدر من البيانات الشخصية بما يفوق أي حكومة في العالم، فضلًا عما لديهما من معلومات أخرى حول الاهتمامات والأصدقاء والحالة النفسية وأنماط البحث.. إلخ.
 

 

يجعل هذا الأمر الشركتين في وضع "غير تنافسي" حيث لا يستطيع أي كيان آخر الدخول في أي شكل من أشكال التنافس أو الصراع الاقتصادي بسبب اختلال الكفة الشديد، بل ووفقًا للكاتبين، فإن أسلوب البحث (الخوارزميات) وظهور البيانات على "فيسبوك" وجوجل" دعّم فرص الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في الفوز في انتخابات 2016 الرئاسية.
 

ففي وقت تنتشر فيه الأخبار الكاذبة، ويصعب التيقن من صحة الكثير من البيانات، يبدو توفر نظام يتخطى أوجه القصور تلك بمثابة "إضافة لا يمكن الاستغناء عنها" إذا ما أراد الاقتصاديون أن ينهض الاقتصاد ويستمر في النمو، في ظل أجواء عادلة.
 

طبيعة ثورية
 

وتبدو "بلوك شين"، وفقًا لـ"فجينا" و"كايسي" بمثابة "آلة الحقيقة" غير القابلة للكسر والتي لا يستطيع أي شخص أو مؤسسة أن تُخضعها لمصلحتها الخاصة، وبالتالي فهي نظام يحافظ على حالة اللامركزية في الإنترنت والاقتصاد ويقلل من التحكم في كليهما، بما يجعلها في واقع الأمر أداة ذات طابع سياسي أكثر منها اقتصادي أو تكنولوجي لأن أهم ما تصل إليه هو فكرة الديمقراطية وغياب السلطة المتسلطة المتحكمة.
 

وفي منتصف التسعينات لم يكن أحد يتخيل أن شركات مثل "جوجل" و"فيسبوك" التي تبيع منتجات غير ملموسة ستكون في صدارة العالم، وهذا نتيجة لثورة الإنترنت والطفرة في صناعة البرمجة، لذا يصعب التنبؤ بالتطبيقات التي سيدخل فيها الـ"بلوك شين" في غضون السنوات القادمة إلا أن "الطبيعة الثورية" لتأثيره ستكون مؤكدة.
 

 

ويحذر المؤلفان في نهاية كتابهما " من أن "بلوك شين" تبدو بمثابة آلية واعدة، لكن ليس هناك ما يضمن تحقق وعدها"، داعين قراء الكتاب إلى عدم الاكتفاء بالمشاهدة والاهتمام بما يحدث والمساهمة فيه إيجابًا، بتبني تطبيقات "بلوك شين" باستمرار بما سيقويها ويساعد على انتشارها.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.