نبض أرقام
06:24 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

مع زيادة عدم المساواة..هل يؤدي نمو الثروات إلى تعزيز النفوذ السياسي للأغنياء؟

2018/07/24 أرقام

يسعى بعض الساسة في دول غربية للحصول على تمويلات أو تبرعات من صفوة الأثرياء في بلادهم من أجل بلوغ مناصب، ولكن الحكومات والحركات الشعبوية أصبحت متخوفة حيال الهجرة والسيادة أكثر من القلق حيال أصحاب الثروات.

 

ويرى تقرير نشرته "الإيكونوميست" أن العالم ربما يشهد بوادر على تأثير الفساد في الديمقراطية وعدم المساواة في المداخيل بين الأفراد داخل المجتمعات، وعلق البعض بأنه كلما كانت الدول أكثر ديمقراطية، قلت مشكلة عدم المساواة.

 

يعني تفاقم مشكلة عدم المساواة في دولة ما أن مواردها مركزة في أيدي حفنة قليلة من الأثرياء، وذكر باحثون في علم الاجتماع أن التوسعات التاريخية في الامتيازات الممنوحة للأغنياء جاءت بفعل سعي الحكومات إلى طرق معقولة للتأكيد للناخبين أن الموارد سيتم توزيعها بشكل أكثر عدلا.

 

 

وعود غير كافية

 

- واجهت حكومات دول الغرب خلال القرن التاسع عشر تهديدات وقوع موجات اضطرابات اجتماعية، ولم تكن الوعود بإعادة توزيع الثروات كافية لإزالة التهديدات.

 

- كانت تلك الحكومات في حاجة لضمانات مؤسسية من خلال زيادة نصيب المواطنين المسموح لهم بالتصويت من الثروات، ورغم ذلك، تسللت بعض المؤسسات المناهضة للأغلبية إلى المنظومة الديمقراطية عن طريق مكافآت من الأثرياء.

 

- لطالما كانت دراسات العلاقة بين الديمقراطية ومستويات عدم المساواة بين المواطنين تثير جدلا واسعا، وخلصت بعض الدراسات إلى أن الديمقراطيات تزيد الضرائب بأكثر من نظيراتها غير الديمقراطية، ورغم ذلك، فإن ذلك لا ينعكس بشكل ملحوظ على المواطنين ذوي الدخل الأقل.

 

- ربما لا تهتم الدول كثيرا بعدم المساواة في الدخل بين مواطنيها ولا تدفع ساستها لبذل جهود حثيثة لمواجهة المشكلة.

 

- أظهرت نتائج استطلاعات رأي في أمريكا ودول أوروبية أن شعوبها تتخوف من المستويات الحالية لعدم المساواة.

 

- على مدار العقد الماضي، شهد عالم الأثرياء تحولات سياسية كبيرة، ففي عام 2017 على سبيل المثال، تغيرت منظومات ضريبية بهدف تخفيف الأعباء، لكن توزيع الدخل كان يصب بنصيب كبير في صالح الأغنياء.

 

- في دراسة حديثة للسياسات الأوروبية، أظهرت الأجندات السياسية في القارة العجوز تركيزا أقل على إعادة توزيع الثروات بالتزامن مع تفاقم مشكلة عدم المساواة.

 

- أفاد محللون بأنه بدلا من أن يؤدي عدم المساواة إلى ضغوط على الساسة، فإنه ربما يعزز سلطات الأثرياء ونفوذهم المجتمعي، وظهر ذلك الانطباع في الأوساط الأمريكية.

 

- يريد الأمريكيون بوجه عام انخراط الأثرياء في عالم السياسة بشكل أكبر من الساسة أنفسهم والتبرع لحملاتهم الانتخابية.

 

النفوذ السياسي للأثرياء

 

- من النادر أن تكون الثروة والنفوذ السياسي للأثرياء مقتصرة على الإنفاق السياسي أو مقتصرة على أمريكا فقط، فالأغنياء لديهم العديد من الوسائل التي يشكلون بها الرأي العام.

 

- من بين تلك الوسائل، تمويل حملات سياسية أو شراء إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير في العامة وتوجيه آرائهم، وأحيانا، تستغل ثرواتهم للتأثير في نتائج انتخابات بعينها أو تحويل أنظار المواطنين عن بعض المشكلات.

 

- يرتبط ارتفاع عدم المساواة بالأجندات السياسية المتركزة بشكل أكبر على النظام الاجتماعي مثل الهجرة والجرائم بدلا من التركيز على العدالة الاقتصادية.

 

- يعتبر بعض الخبراء أن هذه الأجندات وغيرها تمنح نفوذا سلبيا للأثرياء، فمع زيادة أموالهم، تعظم قدراتهم على التأثير في الساسة من أجل دفعهم للتركيز على موضوعات بعينها وإهمال أخرى.

 

- عندما يقل التركيز على معالجة عدم المساواة، فإن الحنق العام يتزايد لا سيما في دول تشهد ضعفا في الديمقراطية، ويقول علماء علم الاجتماع أن التاريخ الإنساني يشير إلى أنه عندما تزيد وتيرة عدم المساواة، فإن ذلك يكون مصحوبا بكوارث مثل عدم الاستقرار والحروب.

 

- يبدو الأثرياء في الدول الغربية أصحاب نفوذ قوي وتأثير سياسي متنام، ولكن من أجل معالجة عدم المساواة، ربما ينبغي على الحكومات أخذ حلول هذه المشكلة إلى صناديق الانتخابات.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.