نبض أرقام
06:22 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

كيف فقد الإنترنت براءته اللامركزية؟

2018/07/10 أرقام

اعتبر كتاب "قواعد المعلومات" الذي نشر عام 1999 أحد أفضل الكتب التي تحدثت عن الاقتصادات الرقمية حيث تناول الخبيران الاقتصاديان "كارل شابيرو" و"هال فاريان" مصطلح "آثار الشبكات" الذي يعني أن العالم الرقمي سيتوسع بسهولة كما ستشهد أنظمة التشغيل الحاسوبية جذب المزيد من التطبيقات.

 

أسهمت هذه الأفكار في فهم مدى قوة "مايكروسوفت" وبرمجياتها "ويندوز" منذ عشرين عاما، والآن تتوسع الأنظار لتشمل "فيسبوك" و"جوجل" و"آبل" وغيرها من عمالقة التكنولوجيا، وكلما دخل العملاء على مواقع التواصل الاجتماعي، زادت قيمة تلك الشركات بالنسبة لهم.

 

بمرور الزمن، أصبح الإنترنت أكثر مركزية بشكل أكثر تعقيدا وتنوعت آثاره الضارة على البشر لتتساءل "الإيكونوميست" في تقرير: "كيف فقد الإنترنت براءته اللامركزية؟".

 

 

عودة للوراء

 

- من أجل الوقوف على تاريخ الإنترنت، يجب معرفة أنه على غرار الأنظمة الرقمية، صمم الإنترنت على شكل طبقات، الطبقة الدنيا هي البروتوكولات التي تتيح للشبكات والأجهزة تبادل المعلومات.

 

- في هذه المرحلة، يظل الإنترنت منظومة لامركزية، فلا توجد شركة بمفردها يمكنها التحكم في البروتوكولات، أما المرحلة الأعلى، فهي ما يحدث في الإنترنت نفسه، وتعد هذه المرحلة أكثر مركزية حيث تشمل جميع خدمات المستهلكين على تطبيقات الإنترنت من البحث إلى التواصل الاجتماعي.

 

- مع التطور وظهور المزيد من التطبيقات والخدمات التكنولوجية، أصبح الإنترنت أكثر مركزية، ويستخدم المستهلكون على جوالاتهم إما نظام التشغيل الخاص بـ"جوجل" "أندرويد" وإما الخاص بـ"آبل" "iOS".

 

- أما الحوسبة السحابية، فإن "مايكروسوفت" و"أمازون" و"جوجل" هم اللاعبون الكبار في هذا المجال، وتتزايد الخطورة بخصوص تداول المعلومات ومشاركتها بسبب تكدس البيانات لدى مواقع كـ"فيسبوك" و"جوجل" وغيرهما.

 

- ثبتت مشاركة تلك المواقع لبيانات هائلة خاصة بالمستخدمين كأرقام هواتفهم وعناوين البريد الإلكتروني واهتماماتهم وميولهم السياسية والدينية وغيرها، وتخزن الشركات هذه البيانات لجذب إعلانات مستهدفة وبث خدمات متنوعة بناء على الخوارزميات والذكاء الاصطناعي.

 

- صممت قاعدة الإنترنت لنقل ومشاركة ونشر المعلومات، ولا تسجل بروتوكولاته أي عمليات نقل سابقة للبيانات نظرا لأن الإنترنت تم ابتكاره بدون ذاكرة، بحسب مجموعة "يونيون سكوير فنتشرز" التي طورت البروتوكولات الأصلية.

 

- ألقى أكاديميون باللوم على آليات حوكمة الإنترنت التي لم تعمل بما يكفي لحماية خصوصية وتداول البيانات بين أطراف من الشركات الخاصة.

 

استهداف أكبر للمستخدمين
 

- طورت شركة "نتسكيب" للبرمجيات بعض التقنيات في شكل "Cookies"، وهي عبارة عن ملفات صغيرة تتواجد داخل المتصفح وتصبح بمثابة عربة تسوق رقمية.

 

- تمتلك "جوجل" وغيرها من محركات البحث الإلكترونية سجلات تاريخ لعمليات بحث المستخدمين، كما تتبع "فيسبوك" هوية المستخدمين وتفاعلهم بينما تجمع "أمازون" أرقام بطاقات الائتمان وسلوكيات المشترين.

 

- رغم كون هذه الشركات بمثابة مستودع بيانات المستخدمين، إلا أن ذلك لا يفسر بشكل كامل كيفية هيمنتها على الأسواق.

 

- بالطبع غير الإنترنت من اقتصادات المحتوى على جميع الأصعدة من الأخبار إلى الفيديوهات، وتأتي الأرباح والهيمنة من أسواق الإعلانات وإيرادات مشاركة البيانات.

 

- في ضوء ذلك، فإن الأولوية لشركات التكنولوجيا تكمن في جذب أكبر عدد من المستخدمين من خلال عرض مزايا مختلفة وجذب موردي المحتوى، وبالتالي، كلما زاد استخدام الأشخاص لخدمات مثل "جوجل"، تم جمع المزيد من البيانات.

 

- تدير كل شركة تكنولوجية مراكز للبيانات حول العالم بالإضافة إلى إدارة ملايين الخوادم وتحسين خدمات الحوسبة السحابية ومد كابلات الألياف البصرية إلى مناطق أخرى من أجل تسريع الخدمات.

 

- رغم فهم "جوجل" أهمية المستخدمين منذ البداية، إلا أن الأمر استغرق وقتا أطول لجني إيرادات من محرك البحث الإلكتروني، وحاولت بيع تقنياتها لشركات أخرى وجذبت المعلنين، ثم تبعتها "فيسبوك" وشركات التكنولوجيا.

 

- من هنا، تجمع شركات التكنولوجيا المزيد والمزيد من البيانات لتحسين أدواتها لاستهداف الإعلانات بشكل أفضل، ونجح هذا النهج في زيادة إيرادات "جوجل" من الإعلانات سنويا.

 

- تجمع "فيسبوك" و"جوجل" حاليا ما يقرب من 60% من إيرادات الإعلانات على الإنترنت في الولايات المتحدة وحدها – بحسب بيانات "eMarketer".

 

- تشهد صناعة الإعلانات على الإنترنت إضافة أدوات لم تكن متاحة سابقا من أجل جذب المزيد من المعلنين والتعرف على سلوكيات المستخدمين بشكل أفضل لعل أبرزها الذكاء الاصطناعي.

 

- تقترب دول أوروبا وأمريكا وغيرها من وضع قوانين لتنظيم صناعة التكنولوجيا والإنترنت وإعادتها لجذورها اللامركزية واستعادة براءتها المعهودة سابقا – التي كانت حينها مجرد خدمات للبحث والتواصل والمعلومات.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.