نبض أرقام
06:21 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

هل تنذر تغريدات "ترامب" المتلاحقة بأزمة نفطية وشيكة؟

2018/07/09 أرقام

استمرارًا لهوايته المفضلة بتوظيف منصة "تويتر" في إطلاق التصريحات المثيرة للجدل ومهاجمة خصومه، جدد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" هجومه على "أوبك" في الرابع من يوليو/ تموز، في تغريدة طالب فيها المنظمة بخفض أسعار البنزين.

 

وتأتي التغريدات على نحو أكثر تكرارًا هذه الأيام، وهو مؤشر على الخطر السياسي الذي يستشعره "ترامب" جراء ارتفاع أسعار البنزين، ومع ذلك فإن منطق الرئيس الأمريكي غريب، فهو يريد خفض أسعار النفط في الوقت الذي يحاول فيه الحد من صادرات النفط الإيرانية بمقدار 2.5 مليون برميل يوميًا، بحسب تقرير لموقع "أويل بريس".

 

أمريكا المتناقضة

 

- قال مصرف "كوميرز بنك" في مذكرة: من غير الواضح لرئيس الولايات المتحدة أنه هو نفسه الذي يقود أسعار النفط للارتفاع بسبب سياسته تجاه إيران والتي إذا نجحت في هدفها، ستعاني منظمة "أوبك" لتعويض الصادرات المفقودة، ربما يجدر بأحد مستشاري "ترامب" أن يشرح له ذلك.

 

- من الواضح أن مستشاري "ترامب" فشلوا في مهمتهم، ولم يتم الالتفات لتصريحات الجانب الإيراني، فمن جانبه قال مندوب طهران في "أوبك" "حسين كاظم" متعجبًا من سياسة الرئيس الأمريكي: هل تتوقع فرض عقوبات على منتج رئيسي ومؤسس في المنظمة ثم تطالبها بتخفيض الأسعار؟ لقد دفعت تغريداتك الأسعار بما لا يقل عن 10 دولارات إلى الأعلى، الرجاء التوقف عن ذلك وإلا فإنها ستواصل الارتفاع.

 

 

- في غضون ذلك، أعاد الكونجرس إحياء تشريع من شأنه إزالة الحصانة التي تتمتع بها الدول ذات السيادة من انتهاكات الاحتكار، أو ما يعرف اختصارًا بقانون "نوبيك" الذي من شأنه إخضاع "أوبك" لقانون مكافحة الاحتكار وملاحقة الولايات المتحدة للمنظمة بتهمة التلاعب في السوق.

 

- من غير المحتمل تمرير التشريع، لكن يحق للبلدان المصدرة الشعور بالتشويش إزاء الرسائل المتضاربة القادمة من واشنطن والتي تتلخص في: على المنظمة وقف سلوكها المناهض للمنافسة، لكن عليها التلاعب في الأسعار لصالح أمريكا، وأيضًا لا يسمح لأحد بشراء النفط الإيراني، لكننا نتعجب من ارتفاع أسعار النفط، ويجب على المنظمة التدخل.

 

الضغط لن يترك مساحة لاستيعاب الأزمة القادمة

 

- إذا تم تنحية الأهداف المتناقضة من واشنطن جانبًا، فليس من الواضح أن "أوبك" قد توقف أسعار النفط حتى لو أرادت هي ذلك، فقد بدأت المنظمة تفقد السيطرة على السوق بعد تكرر انقطاع الإمدادات في أماكن مختلفة من العالم.

 

- يريد "ترامب" من السعودية أن تضيف مليوني برميل يوميًا لإنتاجها، علمًا بأن أعلى مستوى بلغته إمدادات المملكة كان 10.7 مليون برميل يوميًا، وإضافة هذه الكمية على مستوى الإنتاج الحالي (نحو 10.5 مليون برميل يوميًا)، يعني استخدام البلاد لكامل طاقتها الاحتياطية.

 

 

- يعتقد المحللون أن بلوغ هذا المستوى سيستغرق أكثر من عام فيما يشكك آخرون في إمكانية حدوثه بالأساس فخطوة كهذه يلزمها عمليات حفر وتوسيع للحقول الحالية وليس مجرد فتح للصنابير المغلقة.

 

- علاوة على ذلك، في السنوات القليلة الماضية، تضاءلت الطاقة الاحتياطية لـ"أوبك" مما يؤثر بطبيعة الحال على نفوذها في سوق النفط، وباستثناء الدول الجديدة مثل الغابون وغينيا الاستوائية انخفضت القدرة الاحتياطية للمنظمة بمقدار 800 ألف برميل يوميًا على مدى السنوات الخمس الماضية رغم ارتفاع الطلب العالمي بمقدر 10 ملايين برميل يوميًا.

 

- هذا يعني أن أسلحة المنظمة قد تكون قاصرة في مواجهة الهبوط الحاد لإمدادات إيران، خاصة أن الولايات المتحدة تتطلع لمنع 2.5 مليون برميل يوميًا من صادرات طهران من الوصول إلى السوق، وهو ما يعادل تقريبًا القدرة الاحتياطية النظرية للسعودية.

 

- يقول "كوميرز بنك": القدرات الاحتياطية لدول منظمة "أوبك" كافية فقط لمعادلة الكمية المستهدفة من النفط الإيراني، لكن لن تكون كافية إذا انخفض العرض بشكل مفاجئ بسبب أي اضطراب جديد في أماكن مثل ليبيا وكندا وفنزويلا، ونتيجة ذلك سترتفع الأسعار.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.