نبض أرقام
06:16 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

الزراعة العمودية في المدن.. ثورة خضراء توفر الطاقة والمياه والغذاء الصحي والبيئة النظيفة

2018/07/04 أرقام

ربما تبدو الزراعة العمودية في المدن أشبه بالخيال العلمي، ولكن الطموحات بشأنها واعدة نظرا لوجود العديد من التقنيات الحديثة التي حولت هذا الحلم إلى واقع ملموس حيث نقلت أنظمة خضراء غير مكلفة وصديقة للبيئة الأنشطة الزراعية من مناطقها الريفية التقليدية إلى قلب المدن والمناطق الحضرية.

 

وبناء على هذه المنظومات الخضراء، يمكن تخيل المدن ذات مساحات مفتوحة لها رائحة الريف النقية فضلا عن المناظر الخلابة لزراعات عمودية على البنايات، وتساءل تقرير نشرته "فاينانشيال تايمز": هل ستحول الزراعات في المناطق الحضرية المدن إلى ريف جديد؟



ثورة زراعية في البناء
 

- يعيش أكثر من نصف سكان العالم حاليا في مناطق حضرية، ولكن أحد المهندسين اكتشف طريقة لجلب الخضرة إلى المدن، وهو مهندس البناء السنغافوري "جاك إن جي".

 

- طور "إن جي" مفهوما ثوريا للزراعة العمودية فضلا عن أن هذه الفكرة يمكنها إنتاج المزيد من الغذاء بكميات تفوق الزراعة العادية عشر مرات وباستخدام القليل جدا من الطاقة أو المياه.

 

- علاوة على ذلك، لا تحتاج منظومات الزراعية العمودية للصيانة تقريبا وتنتج خضراوات طازجة أكثر صحية في غضون 28 يوما أو أقل.

 

- في عام 2009 وبعد مرور 28 عاما من صناعة البناء التي تم خلالها تصميم منازل ذات أنظمة زجاج وألمنيوم مؤتمتة، كان يستعد "جاك إن جي" وقتها للتقاعد.

 

- أكد "إن جي" على أن حلما كان يراوده في تلك الفترة بأن يكون مزارعا للخضراوات، لكنه يعيش في سنغافورة المدينة المكتظة بالسكان، وبالتالي، بدا الحلم مستحيلا.

 

- صرح المهندس السنغافوري بأنه عاش في مزرعة حتى بلغ الـ16 من عمره حيث كانت تعج بالخضراوات والحيوانات والطيور، ونظرا لوجود تحديات في مسيرته المهنية، كان من الصعب عليه أن يكون مزارعا.

 

- رأى "إن جي" لاحقا أن خبراته الحياتية السابقة في الزراعة والهندسة يمكن أن تفيده في تقديم شيء قيم لسنغافورة في مجال البناء.

 

- اعتمادا على خبراته الطويلة في بناء أبراج سكنية دخل في تصميمها الألمنيوم، فكر "إن جي" في عمل مزارع عمودية تكون نموذجا لطبيعة سنغافورة التي تندر بها الأراضي الصالحة للزراعة.

 

- كانت فكرته تهدف إلى زراعة خضراوات في أحواض داخل إطارات من الألمنيوم على شكل حرف "A" تتحرك بشكل معين كي تعرض جميع المزروعات لأشعة الشمس خلال ساعات اليوم.

 

 

- بعد نصيحة من سلطات الأغذية الزراعية والبيطرية في سنغافورة بالإضافة إلى عامين من البحث، أطلق "إن جي" نموذجا أوليا للمنظومة من مدخراته الخاصة.

 

نشاط تجاري زراعي
 

- أصبحت الفكرة ليست مجرد هدف لنقل الريف إلى الحضر بل أضحت أيضا نشاطا تجاريا واعدا مثل شركة "سكاي جرينز" التي تنتج خضراوات آسيوية والخس والسبانخ.

 

- يمكن استخدام منظومة الزراعة العمودية أيضا في إنبات محاصيل أخرى متنوعة مثل الأعشاب والنباتات العطرية والفواكه، وتستخدم طرق الزراعة المائية في هذه المنظومة، لكن "إن جي" يفضل التربة لأنه من الممكن مراقبتها بعناية فضلا عن أنها تحسن مذاق الغذاء.

 

- تصل أبعاد إطار "A" من الألمنيوم إلى ثلاثة أمتار في ستة أمتار في تسعة أمتار بتكلفة 15 ألف دولار شاملة بناء الأحواض، ويمكن حتى تجربة نماذج مصغرة منها في المنازل.

 

- قال "جاك إن جي" إن هناك مساحات شاسعة للزراعة العمودية على أكثر من ألفي برج سكني وإداري في سنغافورة، وتم بالفعل تدشين مشروعات زراعية على البعض منها، مشيرا إلى أن الأمر يستغرق فقط 28 يوما لإنبات محصول.

 

- أضاف المهندس السنغافوري أن بناء نظام زراعة عمودي على برج واحد يمكن أن ينتج 100 كيلوجرام من الخضراوات يتم تسويقها للمتاجر في أقل من ثلاث ساعات.

 

- تستورد سنغافورة معظم احتياجاتها من الخضراوات الطازجة من ماليزيا والصين وإندونيسيا وأستراليا وتنقلها عبر وسائل مرتفعة انبعاثات الكربون مما يفقدها مميزاتها الصحية ومذاقها الجيد حتى تصل إلى المستهلكين.

 

- هناك اهتمام دولي بهذه الفكرة التي لاقت استحسانا من دول أبرزها الصين وتايلاند – بحسب "إن جي" – فضلا عن إطلاق المزيد من الأبحاث والتجارب مع مؤسسات ومستثمرين ومنظمات غير ربحية لتطويرها.

 

- تعتمد فكرة منظومة "سكاي جرينز" على أن كل حوض يحتاج لكميات قليلة من الماء تتساقط عبر أنبوب لري الزراعات، وهناك حاجة للكهرباء ولكن بكمية قليلة جدا من الطاقة تكفي لإضاءة مصباح أربعين واط.

 

- أعرب "إن جي" عن سعادته البالغة بمشروعه التقاعدي الذي كان بمثابة حلم والذي يراه ثورة في تحقيق الأمن الغذائي وتنقية الهواء من الانبعاثات الضارة وإضفاء لمسة جمالية خضراء على المدن وتوفير غذاء صحي ذي مذاق أفضل من الزراعات التقليدية التي يستخدم فيها أسمدة كيميائية.

 

- عقب تنفيذ الفكرة، علق "إن جي": "لا أريد أن أكون مزارعا، لكن أريد أن أمنح حلولا لمشكلات ومساعدة المزارعين باستخدام مهارات هندسية".

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.