نبض أرقام
06:23 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

هل حملة الأسهم هم أهم ما في الشركات؟

2018/07/01 أرقام

اقترح الرئيس التنفيذي لمصرف "جيه بي مورجان" "جيمي ديمون" والرئيس التنفيذي لشركة "بيركشاير هاثاواي" الملياردير "وارن بافيت"، في مقال نشرته "وول ستريت جورنال" إلغاء الشركات الأمريكية للمنشور التوجيهي الدوري الذي يتضمن توقعات الأرباح والأداء، وأرجعا ذلك إلى أن مثل هذه التقارير تحفز المديرين التنفيذيين على التفكير في المدى القصير للغاية أملًا في التغلب على تنبؤات السوق باستمرار.

 

وقال "بافيت" لـ"سي إن بي سي": لقد كنت عضوًا في 20 مجلس إدارة لشركات مدرجة في البورصة، دون احتساب تلك التابعة لـ"بيركشاير"، ورأيت إدارات أعتقد أنها حقًا جيدة على المستوى الشخصي، سأكون سعيدًا لو تم تعيين أحدهم  مشرفًا على تحقيق وصيتي، أو انتقل للسكن بجواري، لكنهم يغضبون من التنبؤات، غرورهم يتدخل، وعندما يجدون أنهم لا يستطيعون تحقيق الأرقام المأمولة، فإنهم في بعض الأحيان يدعون بلوغها كذبًا.
 

وبحسب تقرير لـ"بزنس إنسايدر"، فمن الطبيعي أن تكون مهمة الرئيس التنفيذي صعبة للغاية خاصة أنهم يكسبون الكثير من المال، لكن الحديث عن حل للمشكلة يتطلب طريقة أكثر منطقية بالنسبة للمساهمين المهتمين بالشفافية وحوكمة الشركات.



 

بدلًا من القضاء على الشفافية، ربما يكون من الأجدر مكافأة الرؤساء التنفيذيين وتحفيزهم للتفكير على المدى الطويل، بجانب تعليم كليات إدارة الأعمال لطلابها أن الشركات ليست مجرد حملة أسهم، بل أيضًا تضم موظفين وعملاء، وربما يحتاج هؤلاء لتعديل في حزم الأجور والمكافآت الخاصة بهم لتشجيعهم على التفكير في شؤون المدى البعيد.

 

وتساءل التقرير: كيف نتوقع أن يتصرف كبار المديرين التنفيذيين كمسؤولين عن شيء، بدلًا من معاملتهم مثل الأطفال الذين لا يسيطرون على أنفسهم؟ وبينما يريد "ديمون" و"بافيت" التخلص من الإغراء الذي يدفع المديرين للخطأ، فإن ما يقترحونه لا يحل مشكلة حقيقية عميقة الجذور.

 

ويعود ذلك إلى كيفية تدريب المديرين التنفيذيين على التفكير الخاص بالشركات بدءًا من الالتحاق بكليات إدارة الأعمال وحتى نهاية مسيراتهم المهنية.

 

في الحقيقة، إذا كانت هناك رغبة في حث الرؤساء التنفيذيين على التفكير طويل المدى، فينبغي أولًا تخصيص مكافآت من خيارات الأسهم حول المدى البعيد، ووضع بعض الإستراتيجيات الحقيقية في مكانها الصحيح.

 

قد تكون بعض العواقب الحقيقية سببًا في جعل "جيه بي مورجان" أكثر يقظة بعد واحدة من أحدث فضائحه والتي لم تملك تقارير توقعات الأداء والأرباح أي شيء لتفعله حيالها، وذلك عندما تكبد المصرف 6.2 مليار دولار خسارة بسبب قضية التداول المعروفة باسم "حوت لندن".



 

لا شك أن الدافع للتغلب على التوقعات الفصل تلو الآخر هو مجرد عرض لمرض أكبر هو تقديس المساهمين، ففي سبعينيات القرن الماضي، وبفضل الندرة الاقتصادية وبعض الاقتصاديين الخياليين في شيكاغو، بدأ الأمريكيون بإخبار أنفسهم بأن الجزء الأكثر أهمية في الشركة هو مساهميها فقط.

 

وكتب عالم الاقتصاد "ميلتون فريدمان" في مجلة "نيويورك تايمز" عام 1970 أن المسؤولية الاجتماعية الوحيدة الملقاة على عاتق الشركات هي زيادة الأرباح لصالح المساهمين الذين يمتلكونها، وهذا يعني أن سعر السهم يجب أن يواصل الارتفاع بأي وسيلة، بغض النظر عما يفعله موظفو أو عملاء الشركة.

 

من جانب آخر يقول الأستاذ في كلية "كورنيل" ومؤلف كتاب "أسطورة قيمة المساهمين" "لين ستاوت": الغرض من جعل الشركات مبتكرة هو إنشاء الجامعات وتدشين السكك الحديدية وتصميم السيارات ذاتية القيادة والبحث في مجال النقل الفضائي، هذه حقًا مشاريع ضخمة طويلة الأجل وهي ما يفترض بالشركات فعله.



 

في النصف الأول من القرن الماضي، بحث أستاذان هما "أدولف بيرل" من جامعة كولومبيا و"ميريك دود" من هارفارد، في ما إذا كانت الشركات تعيش لدعم مصالح حملة الأسهم فقط، وركز الأول على الجانب الداعم للمساهمين، فيما اتخذ الثاني نهجًا أكثر شمولية.

 

وفي عام 1932 قال "دود" إن المؤسسة التجارية هي كيان اقتصادي له دور اجتماعي ويحقق أرباحًا في الوقت ذاته، وبعبارة أخرى قال إن من المفترض إثراء الشركات للوضع الاقتصادي، ومنح العمال بالأجور اللائقة والقوة الشرائية المناسبة، وخلق منتجات عالية الجودة، وهو ما عرف بـ"وجهة النظر الإدارية"، والتي انتصرت خلال حقبة الستينيات، وحتى "بيرل" استسلم أمامها.

 

إذا تم التفكير في الشركات بهذه الطريقة، التي تعطيها هدفًا أكبر في المجتمعات، فذلك كفيل بحل المشكلة التي يتحدث عنها "ديمون" و"بافيت" دون التضحية بالشفافية، وإذا لم يكن المساهمون هم الشيء الأكثر أهمية على الإطلاق، فسيكون بمقدور الشركة الإنفاق على مشاريع طويلة الأجل تضمن لها قاعدة عملاء واسعة وموظفين يشعرون بالانتماء ويتمتعون بالصحة والسعادة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.