نبض أرقام
06:23 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

كيف رسمت "إنستجرام" طريقًا مختصرًا للنجاح بالاختلاف عن شركتها الأم "فيسبوك"؟

2018/06/29 أرقام

في أواخر مارس/ آذار الماضي، خلال ذروة فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" التي وضعت إدارة "فيسبوك" في مأزق وأدت إلى انخفاض سعر سهم الشركة بشكل حاد، أعلن رائد الأعمال والملياردير "إيلون ماسك" حذفه الصفحات الخاصة بشركتيه "تسلا" و"سبيس إكس" على منصة التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية في العالم.

 

قد تبدو مغادرة رائد الأعمال ذائع الصيت لمنصة التواصل الاجتماعي ضربة موجعة أخرى للشركة، إلا أن "ماسك" استمر في نشر أخباره لملايين المتابعين عبر تطبيق الصور "إنستجرام" المملوك لـ"فيسبوك"، وبقول آخر فإن بديل "فيسبوك" يظل اختيارًا مربحًا لها، بحسب تقرير لـ"التلغراف".

 

"إنستجرام" التي كشفت قبل أيام عن وصولها إلى المستخدم رقم مليار، كانت سلاح "فيسبوك" غير السري في التعامل مع خلافتها ودعوات مقاطعتها، وبالنهاية تعد ملاذًا للمستخدمين الأصغر سنًا.

 

الحبة تثمر بستانًا
 

- وافق "مارك زوكربيرج" الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لـ"فيسبوك" على دفع مليار دولار مقابل الاستحواذ على "إنستجرام" عام 2012، وكان التطبيق - الذي أطلق عام  2010 - يحظى بـ 30 مليون مستخدم ويعمل في الشركة 10 موظفين فقط  ولم يكن يحقق أي إيرادات في ذلك الوقت.



 

- سخر النقاد من سعر الصفقة، بحجة أن مهمة "إنستجرام" الرئيسية آنذاك، وهي تحسين الصور الملتقطة عبر الجوالات الذكية، يسهل محاكاتها في أي منصة أخرى، لكن الوقت كان كافيًا لإثبات عدم صحة ظنهم.
 

- في حين لا تزال هناك تساؤلات حول الاستحواذين الرئيسيين الآخرين لـ"فيسبوك"، اللذين شملا شراء تطبيق "واتساب" مقابل 19 مليار دولار، و"أوكولوس" مقابل ملياري دولار، فإن صفقة "إنستجرام" لا يمكن اعتبارها أقل من انتصار ساحق.
 

- ينمو تطبيق الصور الآن بشكل أسرع من "فيسبوك" نفسها، بعدما اشترك به 200 مليون مستخدم جديد خلال الأشهر التسعة الماضية، وعلى عكس "واتساب" و"أوكولوس" فإنه يساهم بمقدار هائل من إيرادات الشركة الأم.
 

- على الصعيد العالمي، من المتوقع أن يحقق "إنستجرام" 8.1 مليار دولار من عائدات الإعلانات هذا العام، أي ما يقرب من ضعف إيرادات العام الماضي، وفقًا لتقديرات "إي ماركتر" للأبحاث، والتي تعتقد أن هذا المبلغ سيقفز إلى 17 مليار دولار بحلول عام 2020.

 

المكسب الأكبر: الثقة
 

- نجاح "إنستجرام" لم يكن ماليًا فقط، لقد كان ظهيرًا جيدًا لـ"فيسبوك" عندما تعرضت لأزمة نالت من سمعتها، فتطبيق الصور بدا بعيدًا إلى حد كبير عن القضايا الخلافية المثارة حول الشبكة الأم.



 

- نظرًا لطبيعته عالية الوضوح، والتي تركز بشكل كبير على الصور ومقاطع الفيديو، فيعني ذلك أن الأخبار الزائفة لن تجد لنفسها ملاذًا بين أركانه، كما أن غياب خاصية المشاركة تعني أن المنشورات لن تنتشر سريعًا.
 

- رغم أن حسابات المستخدمين على "إنستجرام" يتم ربطها بحسابات "فيسبوك"، بمعنى أنه يمكن مشاركة البيانات بين المنصتين، إلا أن الأخيرة كان ينظر إليها باعتبارها الجانب المسؤول عن حصد البيانات دون هوادة.
 

- يمتلك التطبيقان علامتين تجاريتين مختلفتين، وتصاميم وألوانا تبقيها منفصلة في أذهان المستهلكين، حتى مكتب "إنستجرام" في مقر "فيسبوك" الواقع في وادي السيليكون، أكثر راحة ونظافة واختلافًا عن باقي مكاتب الشركة الأم.

 

سلاح "فيسبوك" للذود عن هيمنتها
 

- يمكن نسب نجاح "إنستجرام" مباشرة إلى حفاظها على هويتها، لكن "زوكربيرج" لم يتركها تخوض السباقات بمفردها، وزودها بالأسلحة اللازمة للتصدي لأي محاولات تهدد هيمنة "فيسبوك" في الفضاء الاجتماعي.



 

- قبل عامين، طرحت "إنستجرام" ميزة تسمح لمستخدمي التطبيق بنشر الصور التي تختفي تلقائيًا بعد 24 ساعة والمعروفة بـ"القصص"، وهي خاصية منسوخة من منصة "سناب شات" التي رفضت عروض "زوكربيرج" للاستحواذ في الماضي.
 

- بعد مرور ثمانية أشهر، تجاوز عدد مستخدمي "قصص إنستجرام" قاعدة مستخدمي "سناب شات" بالكامل، في المقابل عانت نفس الخاصية لاجتذاب اهتمام المستخدمين عند طرحها عبر "فيسبوك".
 

- مؤخرًا دخلت "إنستجرام" في تحد جديد، حيث أطلقت تطبيقا منفصلا للفيديو تحت اسم "إنستجرام تي في" والمصمم لاستهداف "يوتيوب" كخدمة فيديو للمراهقين وجيل الألفية، والتي ستسمح للمشاهير والشخصيات ذات الشعبية بنشر مقاطع تصل مدتها إلى ساعة.
 

- حاولت "فيسبوك" على مدى سنوات أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق الفيديو الطويل، لكنها لم تحقق نجاحًا كبيرًا، وسعت كثيرًا للاستحواذ على حصة من سوق الإعلانات التلفزيونية الرابحة، وإذا نجحت "إنستجرام" في هذا المسعى، فسيرجع ذلك فقط لاختلافاتها مع شركتها الأم وليس لأوجه التشابه.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.