نبض أرقام
06:15 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

هل هذا هو مفتاح شركات النفط الكبرى لتعزيز الإنتاجية وضمان البقاء؟

2018/06/25 أرقام

تقع مصفاة النفط "سانازارو" المملوكة لشركة "إيني" الإيطالية على بعد 60 كيلومترًا جنوب غربي مدينة ميلان في جزيرة صناعية محاطة بمساحات خضراء شاسعة، وعلاوة على مزيج الأنابيب والخزانات التي تميز الموقع، هناك بعض المشاهد غير المألوفة.

 

وعلى مساحة ملعب لكرة القدم أقامت الشركة ستة مبان تتسم بتصميم عصري، لكن لا ترتبط بأي شكل واضح بعملية إنتاج النفط والديزل، فهي موطن لواحد من أقوى الحواسيب في العالم، بسعة تصل إلى 18.6 بيتافلوب - مقياس لسرعة الحوسبة -، وهي سرعة تفوق ثلاث مرات ما تحتاجه "فيسبوك" ومرتين ما تحتاجه "ناسا"، بحسب تقرير لـ"فايننشال تايمز".

 

التكنولوجيا تقرب المستقبل

 

- تظهر استثمارات "إيني" في الحوسبة كيف تعتمد شركات النفط الكبرى على البيانات الضخمة للحفاظ على قدرتها التنافسية في سوق الطاقة المتغير، فبعد عقود من الهيمنة يتعرض منتجو النفط والغاز التقليديون لضغوط من ارتفاع الإمدادات الصخرية وكذلك التحول نحو الطاقة المتجددة.

 

 

- يقول "أليساندرو بوليتي" المشرف على التنمية والعمليات والتكنولوجيا في "إيني"، إن التكنولوجيا ستكون حاسمة في الحفاظ على انخفاض التكاليف وزيادة الإنتاجية، وسيتيح تحليل البيانات الأكثر قوة من أي وقت مضى تطوير حقول النفط والغاز الجديدة بشكل أسرع وبدرجة مخاطر أقل.

 

- يستطيع الحاسوب العملاق الذي تملكه "إيني" إجراء 100 ألف عملية محاكاة عالية الدقة للاحتياطيات (نماذج ثلاثية الأبعاد لحقول النفط والغاز) خلال 15 ساعة، مقارنة بساعات يستغرقها المهندس البشري لإجراء محاكاة واحدة باستخدام برمجيات قديمة، ويؤدي هذا إلى تسريع أعمال التصميم المطلوبة قبل البدء في التطوير ويسمح بإنتاجية أكبر للآبار.

 

- يؤكد "بوليتي" أن جزءا كبيرا من التحكم في التكاليف يرجع إلى القدرة على التحكم في عدم اليقين، موضحًا أن الحاسوب العملاق يسمح لشركته باتخاذ قرارات استباقية مع مخاطر أقل، ومن أمثلة ذلك حقل "ظهر" للغاز قبالة السواحل المصرية والذي تم تشغيله بعد أقل من عامين ونصف العام من اكتشافه، وهي مدة قياسية لمشروع يتم تنفيذه في المياه العميقة.

 

التكنولوجيا تقلل التكلفة والمجهود

 

- تتميز البرمجيات القوية بقدرة عالية في تحسين تشغيل الحقول والمرافق مثل الأنابيب والمصافي، ويتراوح استخدامها بين إدارة ضغط مكامن الاحتياطيات بهدف تعظيم تدفقات النفط والغاز، إلى تسخير الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالحاجة إلى صيانة.

 

 

- أجرت شركات نفط وغاز أخرى استثمارات مماثلة، واتفقت "توتال" مع "جوجل" في أبريل/ نيسان على تطوير نظام ذكاء اصطناعي لتحليل البيانات في مجال التنقيب والإنتاج، وأعلنت الأولى عن تجربة روبوت لتولي بعض المهام اليدوية على منصة "ألوين" في بحر الشمال.

 

- تم تصميم الروبوت "أرجونات" الذي يتسلق السلالم ويبلغ طوله مترا ويزن 90 كيلوجرامًا، للقيام بعمليات تدقيق مثل قياس درجات الحرارة وكشف التسربات الغازية.

 

- في الوقت نفسه، تستخدم شركة "بي بي" درون وزواحف آلية للبحث عن الشقوق الصغيرة داخل وحدة التكسير الهيدروجيني في مصفاة شير بوينت في الولايات المتحدة، الأمر الذي كان يستغرق ساعات في الماضي من فريق يضم 23 مهندسًا، فبات لا يحتاج سوى ساعة واحدة الآن.

 

التكنولوجيا تعظم الإنتاجية

 

- جعلت تكاليف العمالة المرتفعة والعائد المنخفض على رأس المال، من شركات النفط استثمارًا ضعيفًا مقارنة بقطاعات أخرى، ما تسبب في تأخر دافع الكفاءة.

 

 

- يقدر مصرف "باركليز" المكاسب المحتملة في إنتاجية قطاع النفط والغاز الأوروبي عند 60 مليار دولار سنويًا، حيث تساعد الأتمتة على خفض عدد الموظفين، لكن "بوليتي" يشدد على أن التكنولوجيا تعني زيادة إنتاجية العمال الحاليين وليس استبدالهم.

 

- زيادة الفعالية ستساعد على تحسين عائدات حملة الأسهم، لكنها تبدو أيضًا على نحو متزايد، شرطًا أساسيًا لبقاء شركات النفط في مجال التنقيب عن الموارد الصخرية الوفيرة والطاقة المتجددة منخفضة التكلفة.

 

- يرى خبراء أن على صناعة النفط التخلص من سمعتها السيئة المتعلقة بإهدار الأموال، وأن تتعلم من القطاعات الأخرى الأكثر مرونة مثل صناعة السيارات التي تحسن إنتاجيتها عامًا بعد عام، وربما يكون الاعتماد على التكنولوجيا والبيانات الضخمة هو المفتاح.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.