في قلب الطفرة النفطية الأمريكية.. حتى الشرطيين يغادرون وظائفهم من أجل رواتب أعلى

في مدينة مديلاند، تكساس، وبينما يحصي العمدة "جيري موراليس" وهو صاحب مطعم محلي أيضًا، مزايا ومكاسب طفرة صناعة النفط الصخري في المنطقة، فإنه في الوقت ذاته يبحث عن طرق مبتكرة لتجنب الآثار السلبية لهذه الثورة المدرة للإيرادات.

وبحسب تقرير لـ"بلومبرج" ، فإن مكاسب طفرة الأعمال الصخرية كانت مفيدة إلى حد الإيذاء، فرغم وصول حصيلة ضريبة المبيعات إلى مستوى قياسي يسمح للمدينة بالمضي قدمًا في خطط إصلاح وتطوير الطرق والمرافق العامة، فإن معدل البطالة المنخفض بشدة عند 2.1% خلق تحديا ومشكلة اقتصادية جديدة.

ويشرف "موراليس" الجمهوري الذي تم انتخابه عمدة للمدينة لأول مرة في 2014، على رواتب 200 موظف حكومي يأمل في الحفاظ عليهم في مواقعهم، وفي الوقت ذاته يدير مطعما ومقهى خاصين به، ويجد صعوبة في توظيف طهاة لصالحه.

النفط الصخري.. مغناطيس عمالة

- في أنشط وأكثر مناطق النفط ازدحامًا في البلاد حيث ارتفع عدد منصات التنقيب عن الخام بنحو الثلث خلال العام الماضي، كانت شركات الحفر والنقل ومقدمو الخدمات عبر الشاحنات منتشرين في أرجاء المدينة، الجميع يعمل لصالحهم تقريبًا.

- لذلك استقال العديد من سائقي حافلات المدرس ليلتحقوا بأعمال تابعة لصناعة النفط الصخري، حتى منزل طفولة الرئيس الأمريكي الأسبق "جورج دبليو بوش"، والذي تحول إلى متحف، يعاني من نقص العاملين.

- تتمتع صناعة النفط في المنطقة الآن بشهية شديدة للعمال، حتى أن الشركات توظف أي شخص لديه أغلب مهارات العمل الأساسية، وباتت تجذب رجال الشرطة والعاملين بمتاجر البقالة.

- تقول "جازمين خيمينيز" البالغة من العمر 24 ساعة، والتي التحقت ببرنامج تدريبي مدته أسبوعان قبل أن تعمل لصالح "شيفرون" كمراقب جودة للمضخات: لم أكن أعتقد أبدًا أنني سأعمل يومًا ما في شركة نفط، لكن المهم أن هذا ما حدث بالفعل.

- إعجاب "جازمين" بالوظيفة الجديدة أمر مفهوم بالطبع لأن مبلغ الثمانية وعشرين دولارًا الذي تحصل عليه في الساعة الوحدة هو ضعف ما كانت تجنيه كحارسة سجن.

الأوجاع تظهر في مناطق أخرى

 - أصبحت الشركات أكثر وعيًا من أي وقت مضى، كما أن تطور تكنولوجيا حقول النفط يسهم في مواصلة اكتشاف المزيد من الاحتياطيات واستخراجها بشكل أسرع وأرخص من التكتلات الصخرية في الحوض البرمي.

- هذه الشركات في الحوض البرمي باتت تشكل 30% من إنتاج الولايات المتحدة النفطي، وليس هناك شك في العائدات الاقتصادية الكبيرة للمنطقة التي تغطي أكثر من 75 ألف ميل مربع (195 كيلومترًا مربعًا) في غرب تكساس وجنوب شرق نيو مكسيكو.

- شهدت ميدلاند زيادات في حصيلة ضريبة المبيعات خلال كل شهر من الأشهر الأربعة الماضية بنسبة 34% على أساس سنوي، وقال "موراليس": الخزائن أصبحت مليئة بما فيه الكفاية، حتى أنني قد أطلب زيادة في الأجور للعاملين حتى لا يرحلوا إلى العمل في حقول النفط.

- مشكلة نقص العمالة في المدينة تفاقمت بفعل سوق العقارات، حيث انخفض معروض المنازل إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، وبلغ متوسط سعر الوحدة السكنية إلى 325.4 ألف دولار، وهو أعلى مستوى من يونيو/ حزيران 2014 عندما كانت أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل.

- ارتفعت إيجارات الشقق في ميدلاند بأكثر من الثلث مقارنة بما كانت عليه العام الماضي، ووصل متوسط تكلفة إيجار الوحدات التي تبلغ مساحتها 863 قدمًا مربعًا (80 مترًا مربعًا) إلى 1272 دولارًا شهريًا.

- الآن في ميدلاند يمكن للشباب التخلي عن الوظائف التقليدية مثل العمل كنادل في أحد المطاعم والحصول على الكثير من الأموال عبر خدمة شركات الطاقة، تمامًا كما يخطط "جرميا فليمنغ" ذو الثلاثين عامًا، حيث ينوي قيادة الشاحنات لصالح شركة "أفيدا" للنقل والطاقة مقابل 140 ألف دولار سنويًا.